سد النهضة.. تانى وتالت - محمد علي خير - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 1:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سد النهضة.. تانى وتالت

نشر فى : الإثنين 2 ديسمبر 2013 - 7:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 2 ديسمبر 2013 - 7:20 ص

الأحد القادم يسمونه اجتماع (الفرصة الأخيرة) الذى يضم مصر والسودان وأثيوبيا لبحث مطالب مصر فيما يتعلق بمشروع سد النهضة الأثيوبى، الاجتماع يعقد فى الخرطوم للمرة الثانية على التوالى بعد مرور شهر على الاجتماع الأول.

تدخل مصر هذا الاجتماع والسؤال هو: هل الموقف التفاوضى للقاهرة لايزال ضعيفا مثلما كان الحال فى السابق؟ الشواهد والدلالات تؤكد أن الفريق المصرى يتمتع بأفضلية كبيرة مقارنة بما سبق لأسباب عدة منها مثلا:

1 ـ صعوبة الموقف الأثيوبى فى توفير دعم مالى دولى لبناء السد، حيث تحفظت الدول الكبرى على توفير الدعم المالى دون اتفاق بين دول الحوض مع دولتى المصب (مصر والسودان).

ملحوظة: لا تزال إمارة قطر هى الداعم للحكومة الأثيوبية فى المساهمة بالتمويل فى سد النهضة وإن لم تتخذ خطوات قوية فى هذا الشأن.

2 ـ تقرير اللجنة الثلاثية لتقييم السد أكد حق مصر فى مخاوفها المشروعة عندما أكد نقص الدراسات الفنية المقدمة من الجانب الأثيوبى حول السد، وتجدر الاشارة هنا إلى أن تقرير اللجنة الثلاثية التى ضمت اثيوبيا والسودان ومصر، قد شارك فى اعداده خبراء من دول أربع كبرى وخرجت تقاريرهم وملاحظاتهم داعمة لشكوك ومخاوف الموقف المصرى.

3 ـ تدخل مصر اجتماع الفرصة الأخيرة وهى تتمتع بدعم عربى خليجى غير مسبوق، وأكدت الأنباء عن تبنى دولتى الامارات والكويت الموقف المصرى والسعى إلى ايجاد صيغة توافقية مع الجانب الأثيوبى.

4 ـ كافة القوانين الدولية تعطى الحكومة المصرية الحق فى مطالبة نظيرتها الأثيوبية بإجراء الدراسات الفنية والهندسية المطلوبة حول مدى تأثير انشاء السد على مصر سلبا أو ايجابا.

رغم أن الصورة تبدو جيدة أمام الفريق المصرى لكن المؤكد أن هذا الملف الاستراتيجى الأهم بالنسبة للدولة المصرية لا يشغل هذا الحيز من الاهتمام لدى الحكومة المصرية والنخبة المثقفة حتى الآن، بل لم تعد القضية مثيرة للاهتمام الاعلامى بعد أن انشغلنا جميعا فى (ديلمة) التظاهر والاخوان والدستور.

هذا التجاهل لقضية بخطورة أزمة سد النهضة الأثيوبى دعت وزير الموارد المائية والرى د.محمد عبدالمطلب إلى أن يصرخ فينا قائلا: إن ملف السد ليس ملفا وزاريا فحسب بل ملف مجتمع بأسره.

تدخل مصر الاجتماع القادم مطالبة بتكوين لجنة دولية متخصصة كى تتابع ما انتهت اليه اللجنة الثلاثية فى تقريرها، وأن تراقب اللجنة الدولية كل ما يتعلق بمراحل انشاء السد، تقدم مصر مطالبها دون تشدد، خاصة أنها قد دعت أثيوبيا وبقية دول الحوض إلى البحث عن صيغة للتعاون الاقتصادى الشامل بينهم جميعا، بل زادت بدعوتها إلى تشغيل أثيوبيا لسد النهضة بالتعاون مع مصر والسودان لصالح الدول الثلاث مجتمعة.

ربما تحمل الأيام القليلة القادمة بداية حقيقية للانفراج فى أزمة سد النهضة، لكن يبقى السؤال: لماذا التجاهل الإعلامى لواحدة من أخطر قضايانا؟

عندكم إجابة؟!.

التعليقات