ملاحظات ما بعد الاستفتاء - محمد علي خير - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 2:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ملاحظات ما بعد الاستفتاء

نشر فى : الإثنين 27 يناير 2014 - 5:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 27 يناير 2014 - 6:01 ص

تحركت السيارة بى من مطار القاهرة فورا إلى لجنة الاستفتاء على الدستور، للإدلاء بصوتى الذى كنت حريصا عليه، قلت (نعم) للدستور دون تأثير لحملات الشحن (التطبيل) الإعلامى والسياسى والتعبئة الكبيرة التى سبقت يومى التصويت حتى خلت أننا نعيش فيلم (مولد سيدى الدستور)، صوتى بنعم للدستور يعود إلى قناعتى بغالبية مواده كخطوة أولى ــ ليست أخيرة بالطبع ــ لصالح البلاد والعباد، فالقادم صعب ويحتاج إرادة دولة وشعب معا.

وأنت تقرأ هذه السطور، ستكون النتيجة النهائية للاستفتاء قد ظهرت كى تؤكد أن (نعم) كانت ساحقة بشكل غير مسبوق، وعندما تظهر تلك النتيجة فمن المفترض أن تكون أجواء الشحن التى صاحبت الاستفتاء قد هدأت بدرجة يمكننا معها مخاطبة العقل قبل العواطف الملتهبة التى صاحبت عملية التصويت على الدستور.

عندى هنا عدة ملاحظات على ما جرى فى عملية الاستفتاء ثم ما يجرى فى مصر منذ 30 يونيو وحتى الآن، ملاحظات تحتاج منا التوقف أمامها ومناقشتها واذا اقتنعت بها، يمكنك تصديقها:

الملاحظة الأولى: ليس كل من صوت بـ(نعم) قد قرأ بالضرورة مواد الدستور لكنه صوت لقناعاته أن هذا التصويت سوف يكون خطوة للأمام كما أنه سيقضى على الإرهاب بل سيزيد من تحسين أحواله المعيشية، وفى المقابل ليس كل من قال (لا) للدستور هو بالضرورة ينتمى لجماعة الإخوان ويرفض ما جرى بعد 30 يونيو، لكن ربما قال (لا) لأشياء كثيرة جرت فى مصر بعد يونيو ولا تعجبه، مثل تشويه 25 يناير (الثورة والثوار).

الملاحظة الثانية: لم يكن اقبال الشباب على الاستفتاء كبيرا مقارنة باستفتاءات وانتخابات جرت منذ 25 يناير 2011 وقد ناقش مجلس الوزراء هذه الملاحظة وقام بتحليلها (المصرى اليوم 18/1)، ولا نعرف ما هى الخطوات التى اعتمدتها الحكومة لعودة الشباب إلى لجان الاستفتاء والانتخاب؟.

الملاحظة الثالثة: لايزال هناك اتجاه سياسى وفكرى يسيطر على الإعلام وتوجهات الحكم فى مرحلة بعد 30 يونيو، وأنصار هذا التيار يستخدمون كل أسلحتهم لتشويه كل معارض او من يفكر فى مناقشة بعض ترتيبات الفترة الانتقالية، وهذا ينذر بخطر عظيم على مستقبل مصر القريب، لذا نأمل أن يلتفت من بيدهم الأمر (والمفاتيح) تصويب الأخطاء قبل استفحالها، واتاحة الفرصة لظهور كل رأى معارض.

الملاحظة الرابعة: ينبغى على الدولة المصرية والقوى السياسية الفاعلة فى المجتمع أن تجد اجابة محددة عن السؤال التالى: كيف ستتعامل الدولة (والمجتمع والاعلام) مع رجال نظامى مبارك ومرسى، فهل سيتم اقصاء الجميع، الصالح والطالح، أم سيتم اعمال العقل، خاصة أن عددا من وجوه نظام مبارك بدأت فى الظهور مؤخرا عبر وسائل الإعلام.

الملاحظة الخامسة: هناك مخاوف عامة من عودة قبضة الدولة الخشنة (البوليسية) والشواهد تؤكد ذلك مثل عمليات القبض على بعض المعارضين وبعض المحامين المدافعين عن معتصمى رابعة، وعدم تبديد تلك المخاوف سيؤخر عودة العلاقة السوية بين المواطن والشرطة.

مجرد خطوات بسيطة واجراءات على الواقع سوف يؤكد إلى أين ستتجه مصر بعد اقرار الدستور، نحن فى الانتظار، ونتمنى ألا يطول انتظارنا؟.

التعليقات