الحليم الحيران - محمد علي خير - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 2:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحليم الحيران

نشر فى : الإثنين 30 ديسمبر 2013 - 8:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 30 ديسمبر 2013 - 8:35 ص

كلمة حرة لا تحسبن كاتب المقال علامة زمانه، وأنه يعرف (دبة النملة) أو أن لديه قرون (التحليل عن بعد) لما يجرى فى البلد. بصراحة لقد اختلط الحابل بالنابل، وأصبحنا بحاجة لمن يفسر ما التبس علينا، وحتى نحدد ما نشكو منه، تعالوا نضرب الأمثلة:

المثال الأول: عندما أشعل المصريون ثورتهم الأولى فى 25 يناير وأسقطوا نظام حكم فاسد، فإنهم بثورتهم الثانية فى يونيو ونجاحهم فى اسقاط نظام حكم الإخوان الفاشل، فإنه لم يدر بخلدهم عودة بعض رجال النظام (الأولانى) ونعنى به رجال مبارك.

هل أجد عند العالمين ببواطن الأمور معنى عودة بعض من كانوا رجالا لمبارك وعصره إلى الساحة ثانية وتحديدا عبر منصات اعلامية. عندما تخلص المصريون من الإخوان فإنهم ايضا قد أنهوا اسطورة فساد الحزب الوطنى، وعودة رموز كلا النظامين ستكون بمثابة دعوة لثورة ثالثة، فهل من منتبه؟

المثال الثانى: ليس كل إخوانى هو بالضرورة ارهابى وليس كل من فى السلطة أو مؤيد لها هو بالضرورة من الملائكة الأطهار، لذا ينبغى اجراء عمليات فرز مستمرة نتركها للشعب.

فى مثل هذا السياق سوف نتوقف أمام التحقيق مع قضاة أفاضل كان لهم دور مشهود فى الوقوف أمام جبروت مبارك ونظامه، أمثال زكريا عبدالعزيز والأخوين مكى والخضيرى، ممكن نختلف مع كل هؤلاء سياسيا لكن لا يمكن أن نختلف على وطنيتهم، لذا فإن استدعاءهم للنيابة والتحقيق معهم، يحمل تفسيرات ليست بالحسنة، وهنا سنحتاج من كان عليما ببواطن الأمور أن يكشف لنا ماخفى عنا.

المثال الثالث: كاتب هذه السطور كان من معارضى حكم مرسى (صوتا وصورة وكتابة) وانتقدت مرسى وجماعته بسبب اقصاء المعارضين لهم وتقريب الموالين وأصحاب اللحى، وانتقدناهم بسبب توظيف الدين فى السياسة.

الحال الآن أن البعض قد طالب الأزهر والكنيسة بحث الناخبين للاستفتاء على الدستور، مما يجعل من كان معارضا لتوظيف الدين سياسيا أن يكرر معارضته، وظنى أن شيخ الأزهر وبابا الكنيسة لن يفعلا ذلك حتى لا تلتبس الأمور، إلا إذا....!!

المثال الرابع: لا أحمل أى قدر من التعاطف مع الإخوان بل قناعتى أن محاكمتهم بتهمة (الغباء السياسى) أوجب من إعلانهم كجماعة ارهابية، لكن موجة إعلام النواح و (اضرب فى المليان) لا ينبغى أن تغفل عنا جوانب مهمة، ينبغى على صانع القرار وضعه فى حسبانه، فماذا سنفعل اذا أوقف القضاء هذا القرار الحكومى حال طعن الإخوان عليه، واذا لم يطعنوا، فهل انتهت الجماعة إلى الأبد أم أننا حولناها إلى شهيدة وهذا ماتريده فعلا، قناعتى أن الحال سيبقى كما هو عليه، طالما أصبحنا نفتقد الحكمة فى تناول الأمر.

ماسبق لن يمنعنا من صب اللعنات على كل ارهابى سفك دماء ابناء الوطن ، كما لن يمنعنا من تحية كل ساهر على راحة وأمن الوطن من ضباط الجيش والشرطة، فقط مانبحث عنه هو عدم الاندفاع أو التسرع أو التشفى (أحيانا) فى عملية اتخاذ القرار حتى لانصبح كالحليم الحيران فى هذه البلاد.

التعليقات