انتحار خيرت الشاطر - محمد عصمت - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 9:44 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انتحار خيرت الشاطر

نشر فى : الثلاثاء 3 أبريل 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 3 أبريل 2012 - 8:00 ص

فجر الدكتور محمد حبيب النائب الأول السابق لمرشد الإخوان المسلمين قنبلة من العيار الثقيل فى حواره مع الزميلة «المصرى اليوم»، بتأكيده على أن عمر سليمان طالب الدكتور محمد الكتاتنى والدكتور محمد مرسى فى اجتماع سرى قبل سقوط مبارك بعدة أيام، بأن تسحب الجماعة شبابها من ميدان التحرير، مقابل الاعتراف بالإخوان رسميا والافراج عن خيرت الشاطر وحسن مالك. ويؤكد حبيب ان قيادة الاخوان قبلت عرض سليمان، إلا أن شباب الجماعة رفض الانصياع لقياداته والتخلى عن الثورة، وكان لهم دور بارز فى إنجاحها عندما شاركوا بقية المتظاهرين فى التصدى للهجوم البربرى لفلول الحزب الوطنى فى موقعة الجمل.

 

خطورة ما قاله حبيب هو أن قيادات الاخوان التى وافقت على هذه الصفقة المريبة مع عمر سليمان، كانت على استعداد تام لبيع الثورة مقابل تحقيق مصالح التنظيم، وكانت على استعداد لقبول استمرار مبارك فى الحكم مقابل أن تكسب الجماعة أرضا جديدة، إلا أن المثير فى الأمر هو هذا الغموض الذى يحيط بالدور الذى يلعبه خيرت الشاطر فى التنظيم، للدرجة التى جعلت الجماعة توافق على الافراج عنه مقابل التخلى عن الثورة.

 

مثل هذا المنطق فى التفكير الذى تسوده عقلية التنظيم السرى لا يزال يصاحب الإخوان المسلمين الذين فشلوا فى تقديم أنفسهم حتى الآن كرجال دولة، بتغليبهم رؤيتهم الحزبية الضيقة على المصالح القومية من خلال رغبتهم الجامحة فى «التكويش» على لجنة وضع الدستور، ثم ترشيحهم للشاطر فى انتخابات الرئاسة، ليسيطروا على السلطتين التنفيذية والتشريعية، فى انقلاب تام على كل وعودهم السابقة بانهم سيتنافسون على 30% فقط من مقاعد البرلمان ولن يخوضوا انتخابات الرئاسة!

 

ترشيح الشاطر ــ فى تقديرى ــ مغامرة غير مأمونة العواقب تصل لدرجة الانتحار السياسى، فالرجل مطالب الآن أن يكشف كل الفصول الغامضة فى تاريخه التنظيمى داخل الإخوان، ليس فقط لأن ناخبيه لهم الحق فى معرفة كل شىء عن «ماضيه السياسى»، ولكن لأن لهم حقا أصيلا فى معرفة كل تفاصيل «ماضيه المالى والاقتصادى»، وهو ما يفرض ضرورة فتح خزائن أسرار الاخوان المالية وثرواتهم العابرة للقارات ومصارد تمويلهم وكيفية انفاقها؟!وهو ما لا يمكن للجماعة ان تقدم عليه بسهولة!

 

الشاطر ليس أمامه سوى طريقين لا ثالث لهما، إما أن يتمسك بالشفافية ويكشف كل أسراره المالية ليصبح بالفعل رجل دولة، أو أن يقود مصر ــ فى حالة فوزه بالرئاسة بعقلية التنظيم السرى، وبديكتاتورية دينية ستكرر مسيرة الحزب الوطنى المنحل، ستشعل بالقطع معارك دموية أكبر وأخطر من حسابات الشاطر ورفاقه!!  

محمد عصمت كاتب صحفي