«سيستم التطعيم»: الأولوية للشباب - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:48 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«سيستم التطعيم»: الأولوية للشباب

نشر فى : الإثنين 3 مايو 2021 - 8:40 م | آخر تحديث : الإثنين 3 مايو 2021 - 8:40 م
فى موجته الثالثة بات فيروس كورونا أكثر انتشارا وأشد فتكا، ومع كل صباح نتابع ارتفاع أعداد الإصابات بشكل هائل، وخاصة فى الهند التى تجاوزت الـ 400 ألف إصابة، مع وفيات تخطت الثلاثة آلاف حالة فى اليوم الواحد، فيما تواصل دول العالم مكافحة الجائحة، التى تسببت فى وفاة أكثر من 3.2 مليون إنسان، وإصابة 151 مليون شخص، فى معركة غير متكافئة مع فيروس يناور بعشرات الوجوه والأقنعة.
وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التى تكبدها، ويتكبدها، العالم منذ ظهور الفيروس اللعين فى مدينة ووهان الصينية قبل عام ونصف تقريبا يبقى الأمل فى الانتصار قائما مع استمرار حملات التطعيم باللقاحات التى توصلت إليها مراكز البحوث العلمية بالتعاون مع شركات الأدوية، حيث تم إعطاء ما يفوق 1.13 مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا على مستوى العالم حتى السبت الماضى حسب بيانات جامعة جونز هوبكنز.
الصراع الذى يخوضه العالم مع كورونا يدور جانب منه فى مصر حاليا، بعد أن أخذت أعداد الإصابات والوفيات فى التزايد، على الرغم من التحذيرات التى أطلقتها الأجهزة الصحية من خطورة الموجة الثالثة التى تتجول بكل سهولة ويسر فى شوارعنا، قبل أن تظهر بوادر التعامل الجدى مع هذا التحدى، على غرار الطريقة الصارمة التى طبقت فى الموجة الأولى.
هذه المرة فى يد الحكومة سلاح مهم اسمه التطعيم، بعد تدفق ملايين الجرعات من اللقاحات، لكنه يحتاج إلى حسن الاستخدام، ووصوله إلى الأكثر احتياجا فى هذا الوقت بالذات، بعد أن لاحظنا أن «سيستم» تحديد مواعيد التطعيم «بعافية شوية» وكلما صحا من غفوته استدعى على عجل الشباب الأكثر صحة، وتجاهل أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.
وحتى لا يتهمنا القائمون على «السيستم» بالمبالغة سأروى ما حدث معى كمثال عملى يظهر مدى «العشوائية» التى تتبعها المنظومة الإلكترونية لوزارة الصحة فى تحديد مواعيد تلقى اللقاحات، فبمجرد إعلان الوزارة عن فتح باب التسجيل لتلقى اللقاح لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، سارعت إلى التسجيل فى 5 مارس الماضى، فوصلتنى رسالة تفيد بضرورة الانتظار لتحديد الموعد والمكان عبر إحدى الوسائل الإلكترونية.
رحت أتابع بفرحة غامرة الصور التى تنشرها وزارة الصحة عن بدء حملات التطعيم فى مراكزها الطبية، وتشجيعها المواطنين على التسجيل لتلقى اللقاح كواجب إنسانى لمحاصرة الوباء، ومع صباح كل يوم جديد كنت أفتش فى هاتفى لعل الرسالة الموعودة تصل، خاصة أن لدى من الأسباب الصحية ما يدعو الوزارة إلى استدعائى فى أقرب موعد ممكن، غير أن الأيام راحت تمضى من دون أن يأتينى «لا مرسال ولا خبر» كما تقول إحدى الأغانى البدوية المنتشرة فى صحرائنا الغربية!!
وفى رحلة الانتظار العجيبة، خشية أن يكون هناك خطأ قد اقترفته بحق «السيستم» الحبيب، فقد لاحظت بعد مرور 40 يوما على تسجيل بياناتى أن غالبية زملاء العمل من الشباب الذين أسبقهم فى العمر بأكثر من عشرين عاما على الأقل، متعهم الله جميعا بالصحة، بدأوا يتلقون اللقاح واحدا تلو الآخر، وبعد أيام معدودات على تسجيل بياناتهم، بل إن أحدهم، لم يتجاوز الثلاثين من عمره، تلقى اللقاح فى اليوم التالى للتسجيل!!
الخلل فى «سيستم» منظومة التطعيم بوزارة الصحة، لست وحدى من اشتكى منه، فهناك مئات، إن لم يكن آلاف، الحالات المماثلة التى نرجو أن يتكرم «السيستم» عليها بتحديد موعد، كما فعل معى بعد طول انتظار ومرور 52 يوما بالتمام والكمال قبل أن أتلقى الجرعة الأولى من اللقاح.. مع خالص الدعاء ألا تغفل عين «السيستم» عن الأكثر احتياجا للتطعيم السريع.
التعليقات