الحزب الديمقراطى الأمريكى: ما بعد المناظرة الرئاسية الأولى - وليد محمود عبد الناصر - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 9:34 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحزب الديمقراطى الأمريكى: ما بعد المناظرة الرئاسية الأولى

نشر فى : الأربعاء 3 يوليه 2024 - 8:35 م | آخر تحديث : الأربعاء 3 يوليه 2024 - 8:35 م

كان للمناظرة الرئاسية الأولى استعدادا لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر لها يوم الخامس من شهر نوفمبر هذا العام بين الرئيس الحالى جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطى وبين مرشح الحزب الجمهورى الرئيس السابق دونالد ترامب تداعيات كثيرة وكبرى تناولها الكثير من الكتاب والمحللون داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها منذ انعقادها فى 27 يونيو 2024، والتى يوجد شبه إجماع أنها صبت فى محصلتها النهائية لصالح المرشح الجمهورى، إلا أننا سنقتصر هنا على تناول التداعيات داخل صفوف الحزب الديمقراطى.

فالمناظرة وتقييم آثارها على المواطنين الأمريكيين أثارت جدلا كبيرا داخل صفوف الحزب الديمقراطى حول ما إذا كان يجب تعزيز وتقوية الالتفاف حول الرئيس الحالى جو بايدن كمرشح الحزب للانتخابات القادمة، وهو العرف الذى جرى عليه الحزبان الديمقراطى والجمهورى فى السابق أى اعتبار الرئيس المتواجد فى السلطة والذى يتبقى له فترة ولاية رئاسية ثانية بشكل آلى هو مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية التالية، أو التحول إلى حث «بايدن» على التنحى جانبا وترك المجال لمرشح آخر عن الحزب يكون أقدر على تحمل المنافسة الشرسة والسباق الرئاسى الصعب فى مواجهة المرشح الجمهورى الرئيس السابق «ترامب».

وبالرغم من أن الشخصيات الرئيسية داخل الحزب الديمقراطى وما بين ممثليه داخل مجلسى الكونجرس الأمريكى قد أكدت، عقب انتهاء المناظرة، استمرار تمسكها بالرئيس بايدن مرشحا للحزب فى الانتخابات الرئاسية القادمة، فإن العديد من الأصوات داخل صفوف بعض كوادر الحزب ومن بعض كبار مناصريه فى المجتمع الأمريكى قد عقبت على حصيلة المناظرة الرئاسية الأولى بأن هناك حاجة للتحرك سريعا لإقناع الرئيس بايدن بإخلاء الساحة لمرشح آخر للحزب يتم اعتماده رسميا فى المؤتمر العام للحزب الذى سوف ينعقد فى شهر أغسطس 2024، بحيث يكون هذا المرشح جاهزا للمناظرة الثانية والأخيرة بين المرشحين الجمهورى والديمقراطى المقرر لها يوم 10 سبتمبر 2024. بل إن بعض التسريبات أشارت إلى أن شخصيات قيادية بارزة ولامعة سابقة فى الحزب الديمقراطى أظهرت فى أحاديث غير رسمية وحوارات شخصية أعقبت المناظرة التى جرت فى 27 يونيو تفضيل بعضهم لنفس ذلك السيناريو.

إلا أن التحدى الذى سوف يطرح نفسه بقوة، إذا ما افترضنا جدلا أنه سيتم الاتفاق داخل الحزب الديمقراطى على إحلال مرشح جديد محل الرئيس بايدن أو إذا ما قرر الرئيس بايدن بنفسه التنحى عن استمرار ترشحه للانتخابات الرئاسية القديمة باسم الحزب الديمقراطى، سوف يكون من هو المرشح الذى سيحظى بتوافق عليه داخل الحزب فى هذه المرحلة المتأخرة نسبيا قبل انعقاد الانتخابات الرئاسية.

فبالرغم من أن بعض الداعمين لتخلى الرئيس بايدن عن ترشيح الحزب الديمقراطى له فى الانتخابات الرئاسية القادمة يفضلون الدفع بالنائبة الحالية للرئيس «كامالا هاريس»، ليس فقط باعتبارها نائبة للرئيس بما أكسبها ذلك من خبرات هامة فى الحكم على مدى السنوات الأربعة الماضية، بل أيضا باعتبارها فى عقد الخمسينيات من العمر كما أنها سيدة، بل وسيدة من الملونين، بما يجعلها أكثر جاذبية للناخب الأمريكى الذى انتخب عام 2008 و2012 باراك أوباما كأول أمريكى أفريقى يرأس الولايات المتحدة الأمريكية، فلماذا لا تكون «كامالا هاريس» أول سيدة ترأس الولايات المتحدة، كما أن كونها سيدة ملونة يجعلها الأوفر حظا للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى فى المقام الأول لأن السيدات الملونات يمثلن قاعدة صلبة ونشيطة ضمن القواعد التى تصوت بفعالية فى مختلف فئات الانتخابات الأمريكية لصالح الحزب الديمقراطى.

ولكن البعض دفع بأسماء بارزة أخرى من الحزب الديمقراطى كبدائل لبايدن مثل حاكم كاليفورنيا «جافين نيوسوم» وحاكم ميتشجان «جريتشين ويتمر» باعتبارهما شخصيات لها ثقل على صعيد الحزب وخارجه وأيضا لهما خبرات ناجحة فى الحكم، وإن كان على مستوى الولاية وليس على المستوى الوطنى، ولكنهما يقودان ولايتين هامتين فى الولايات المتحدة الأمريكية. بل إن بعض كوادر الحزب الديمقراطى، خاصة من الأجنحة اليسارية والنسوية فى الحزب، ذهبت إلى حد اقتراح السيدة الأولى السابقة «ميشيل أوباما» كمرشح للحزب الديمقراطى بحيث تجمع بين كونها سيدة وكونها من أصل إفريقى.

والثابت من آخر استطلاعات الراى أن الفارق بين ترامب وبايدن يدور فى حدود الدرجة ونصف درجة فى المائة لصالح ترامب، لكن بعض استطلاعات الرأى التى أرادت معرفة الفارق بين ترامب وبين كامالا هاريس حال ترشحها للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، وجدت أن الفارق يتسع إلى ست درجات ونصف تقريبا لصالح ترامب فى هذه الحالة.

إلا أنه فى كل الأحوال وصل أثر هذه الدعوات الموجهة للرئيس بايدن للانسحاب طواعية من السباق الرئاسى وترك المجال للحزب لاختيار مرشح آخر إلى الرئيس نفسه وأسرته، إلى الحد الذى دعا إلى الإعلان عن أن الرئيس سيستشير أسرته بشأن استمراره فى السباق الرئاسى من عدمه، وذلك خلال وجودهم معا فى آخر عطلة لنهاية الأسبوع فى شهر يونيو فى منتجع «كامب دافيد» الشهير. وخرجت المحصلة يم الاثنين الأول من يوليو بأن أسرة الرئيس طالبته، بل وحثته بقوة، بالاستمرار فى السباق الرئاسى.

وهكذا من المتوقع أن تبقى الأمور مؤجلة أو معلقة بعض الشىء وبلا حسم نهائى بشأن استمرار الرئيس بايدن فى السباق الرئاسى من عدمه بشكل رسمى، ربما حتى المؤتمر العام للحزب فى أغسطس من هذا العام، إلا أن المؤشرات التى ظهرت على مدى الأيام المنقضية منذ المناظرة الرئاسية الأولى فى 27 يونيو 2024 توحى بأن الاتجاه الأقرب والغالب داخل فكر الرئيس بايدن والمحيطين به، كما هو الحال بين قيادات ديمقراطية بارزة داخل الحزب وعلى صعيد الكونجرس بمجلسيه، هو الإبقاء على بايدن مرشحا للحزب والعمل على تحييد النتائج السلبية بالنسبة لبايدن لمناظرته مع ترامب فى 27 يونيو 2024 وفى ذات الوقت حسن الإعداد للمناظرة الثانية والأخيرة التى ستجرى بينه وبين ترامب فى 10 سبتمبر 2024 استعدادا لانتخابات 5 نوفمبر 2024.

وليد محمود عبد الناصر مفكر وكاتب مصرى
التعليقات