الألزهايمر هو واحد من أهم أمراض كبار السن والمسنين. والألزهايمر هو الخرف وصعوبة الإدراك الناتج عن ضمور خلايا المخ المتصلة بالذاكرة.
ويصيب الألزهايمر كبار السن والمسنين، فهو ذو علاقة طردية واضحة بتقدم السن. وتشير الدراسات إلى أنه ينتشر بين النساء أكثر من الرجال، بسبب ارتفاع العمر المتوقع عند الميلاد بين النساء أكثر من الرجال.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة المصابين بالمرض تتراوح ما بين 5 ــ 8% بين الأشخاص ما فوق سن الستين. وتتوقع المنظمة ارتفاع عدد المرضى بالألزهايمر ليصل إلى 75.6 مليون عام 2030. وتقول المنظمة إن نسبة الإصابة بهذا المرض ترتفع فى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، بسبب قلة الرعاية.
والألزهايمر له درجات، بمعنى أن هناك حالات يكون المريض خلالها فى بداية المرض، وأخرى فى أوسطه، وأخرى فى نهايته.
وهذا المرض اللعين لا شفاء منه، بل يمكن الحد منه، أو تأخير تطوره للمصابين به، كما أنه من الممكن لكبار السن أن يتبعوا أساليب محددة لمنعه أو تأخيره بنجاح كبير.
ولعل أهم أعراض مرض الألزهايمر هو عدم تذكر الأحداث، خاصة كل ما هو حديث، إذ إن المعروف لدى المرضى أن الأحداث التى مروا بها فى صباهم محفورة فى ملف الذاكرة فى الدماغ، وهى تقريبا غير قابلة للمحو. وعلى العكس فإن كل ما هو جديد يتعرض للنسيان.
أما ما هو خاضع للنسيان فيتسم بالتنوع، فمنه أسماء الأشخاص، وتبدأ الحالة من الأصدقاء وتنتهى بأقرب الأقارب. وكذلك نسيان ما تم أكله حديثًا، ونسيان المواعيد، ونسيان أين وضعت المتعلقات الشخصية كالموبيل أو النظارة أو الأموال أو ميدالية المفاتيح... إلخ.
واحد من أعراض الأزهايمر أيضًا هو نسيان المريض بأن مستمعه قد استمع لرواية ما منه، فيبدأ المريض فى كل جلسة فى تكرار الرواية ذاتها لنفس الشخص. كما أن المريض يعانى أحيانًا من إيجاد التعبيرات الصحيحة فى جمل كثيرة، وتضعف العمليات الحسابية عنده بعدما كان يجيدها كالآلة الحاسبة أحيانا. على أن واحدا من أخطر المظاهر التى يعانى منها أقارب المريض هو أن المريض قد يقوم بدون دراية بأذى نفسه، كأن يشعل جهاز البوتجاز ويتركه، أو أن يخرج من المنزل خلسة من مرافقيه ولا يستطيع العودة.
أما بالنسبة لأسباب الإصابة بالألزهايمر لدى كبار السن والمسنين، فبعضها عضوى وبعضها سلوكى. فعضويًا، ثبت وجود علاقة طردية بين الإصابة بالألزهايمر والإصابة بواحد أو أكثر من الأمراض التالية. داء السكرى، ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم. وأخيرًا وليس آخرا، الإصابة بالكولوستيرول أو ترسب الدهون فى الشرايين.
أما سلوكيا، فإن الإصابة بالألزهايمر ترتبط عادة بكل ما هو متصل بالوحدة. بمعنى العيش وحيدًا، أو العيش منعزلا، أو حبس كبير السن فى المنزل وحده. بعبارة أخرى، يرتبط الألزهايمر بعدم تحدث المريض مع الغير، وتركه فريسة للوحدة فى المنزل، أو بجعله مستمعا غير متحدث أو مجادل، كأن يبقى أسير التليفزيون، الذى يعتبر السبب المباشر لمرض التوحد أو «الأوتيزم» عند الأطفال.
أما بشأن الوقاية أو الحد من تحول الألزهايمر لمرض مستعصى لدى كبار السن والمسنين، ودور الدولة فى حماية هؤلاء من هذا المرض، فيرتبط ذلك بعدة أمور. أولها عضوى ويتصل بعلاج السكرى أو الضغط أو الكولوستيرول إن وجد. وهنا من المهم، توافر ذلك بوسائل تأمين صحى جيد، لرفع العبء عن غير القادرين من هؤلاء. أما سلوكيا، فيتمثل فى الخلاص من كل ما هو يتصل بالعيش وحيدًا.
واحد من أهم وسائل الوقاية أو الحد من استشراء الألزهايمر لدى المسنين وكبار السن، يرتبط بممارسة الرياضة، وذلك عضليا، بالمشى أو ممارسة التمارين الرياضية، وهذا قد يحتاج إلى توافر الأماكن العامة المخصصة لذلك، أو ممارسة ذلك بالمنزل. أو (و) ممارسة الرياضة الذهنية باستمرار. هنا يكون من المفيد للشخص أن يكون دائم القراءة، والدخول فى مناقشات وآراء جدلية، والتعامل فى المعادلات التى تتسم بالاختبارات التى يسعى أن يجتازها، كحل الكلمات المتقاطعة أو السودوكو مثلا. وهنا يمكن أن تقيم الدولة الندوات والمؤتمرات والتجمعات الخاصة بكبار السن والمسنين، وغيرها من الوسائل التى توفر من خلالها بيئة مناسبة لمنع الألزهايمر أو تأخير تطور المرض.
أخيرا وليس آخرا، فإن على الدولة تدريب كادر من الفنيين للتعامل مع مرضى الألزهايمر، وتزويد هؤلاء بالمهارات والمعارف. ولمنظمة الصحة العالمية برنامج الدعم الإلكترونى معنى بتدريب القائمين برعاية المرضى.