أبو العبد - عمرو هاشم ربيع - بوابة الشروق
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبو العبد

نشر فى : الخميس 1 أغسطس 2024 - 7:55 م | آخر تحديث : الخميس 1 أغسطس 2024 - 7:55 م

استشهد أبو العبد، سقط ليلة الأربعاء الماضى صريع عدوان صهيونى مجرم فى طهران. مات إسماعيل هنية، ليلحق بالشيخ أحمد ياسين والرنتيسى وأبو عمار وأبو على مصطفى وكمال عدوان وأبو جهاد وغيرهم وغيرهم من شهداء الثورة الفلسطينية. مات بيد من لا يرحم طفلا أو شيخا أو امرأة. «كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله». مات على يد من يريد أن يثبت أن يداه تطال كل شىء، مات ولكن لم يعلم قاتله أن يده المخضبة بدماء الأحرار لم تطفئ نار القضية التى ستظل مستعرة إلى أن تتحرر فلسطين من يد المعتد الغاصب الأجنبى، من يد المستوطن الذى جاب عدة بلدان فى العالم ليحاول أن يستقر فى أرض غير أرضه، يُهجر شعبها ويُدنس مقدساتها وينهب ثرواتها.

مات أبو العبد ليثبت خطأ الذين كانوا يصمون قادة الثورة الفلسطينية بأنهم باعوا الأرض والعرض، أو عاشوا فى الخارج يتمتعون بنعيم الدنيا وتركوا شعبهم فى الداخل يحترق، روايات وروايات دحضها استشهاد إسماعيل هنية ومن قبلة ببضعة أسابيع استشهاد ثلاثة من أبنائه ثم شقيقته. سدد الثمن ودفع الفاتورة كاملة.

مات هنية بعد عدوان على أرض الغير، ليثبت للعالم أجمع أن إرهاب الدولة الصهيونية المجرم الذى يحتمى بالسلاح والدعم الأمريكى اللا محدود لن يستطيع كثيرا أن يستظل بظله. كل الأمبراطوريات سقطت بعد أن عاشت عصرها الفتى، الرومانية والبيزنطية والإنجليزية وغيرها وغيرها. كلها سقطت وسقطت معها الإمبريالية والاستغلال فى كل مرة تسقط أحدها.

مذابح شتى ارتكبتها الأيدى الصهيونية ساعية للبقاء، أى إن هنية ورفاقه الذين سبقوه ومن سيلحقونه كانوا مجرد رموز لعامة الناس الذين سقطوا ضحية الهمجية. من تل الزعتر ودير ياسين إلى قانا ومذابح غزة مرورا بصبرا وشاتيلا وغيرهم وغيرهم تعددت جرائم النازى الجديد، يريد أن يبقى حيا فى بيئة ليست بيئته ووطن ليس وطنه، بعد أن تبرأ الأوربيون من أفعاله فطردوهم شر طردة من بلادهم، وسعوا والأمريكان لدعمهم بكل قوة تارة للحفاظ على منابع النفط وثروات المنطقة التى تُمد لهم. وتارة ثانية يدعمونهم حتى لا يعودوا إلى أوطانهم الأصلية، على النحو الذى شهدت ألمانيا فظائعهم وجرائمهم، يدعمونهم لكونهم امتدادا لثقافاتهم وحضاراتهم الغربية، حضارة التمايز والاستعلاء والعنصرية ونهب المستعمرات.

كل من سقط شهيد الثورة الفلسطينية سيظل شعلة نار تحرق المحتل المستوطن الأجنبى، فمهما طال الزمن، ومهما تشرب هؤلاء من ضرع العنصرية والتعاليم والثقافات الداعية للتمايز ووصم الغير بالدونية عن البشر وغيرها من التعاليم التلمودية والمشناة والحريدية وغيرها، فلن تفلح محاولات الهيمنة وسياسة القوة أن تفرض إرادة أو تعين على سيادة زائفة.

وحدة الصف هى سبيل مهم للتكاتف للخلاص من هذا الكابوس الذى ابتليت به المنطقة كابوس يحتاج إلى جهد لفضحه وفضح داعميه فى الغرب وغير الغرب، حتى تدرك كل شعوب العالم أن النظام الدولى القائم لم يعد له أى فرصة للبقاء فى ظل عربدة بلا حساب، وازدواج معايير فاضح لكل من يحمى ويصون هذا المحتل الأجنبى فى مواجهة أصحاب الأرض.

عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية
التعليقات