بإعلان نتائج انتخابات مجلس النواب 2020 بمحافظات المرحلة الأولى منذ أيام قليلة، يكون مجلس النواب قد لاحت شكل العضوية فيه. فبهذا الإعلان حسمت نتائج 75% من مقاعد المجلس؛ حيث حسمت نصف المقاعد بالإعلان عن انتهاء السباق على القائمة المطلقة منذ شهر تقريبا. والآن حسمت نصف مقاعد المرشحين وفق الشكل الفردى.
فى المجمل حتى الآن حصل مستقبل وطن على الأكثرية العددية، وتبلغ 288 مقعدا من 426 مقعدا. وتفصيل ذلك، أنه من القوائم المطلقة البالغة 284 مقعدا، والتى استحوذ فيها الحزب على نحو 60% تقريبا، حصل الحزب على 170 مقعدا. وفى الشق الفردى، والذى جرت فيه الانتخابات بمحافظات المرحلة الأولى على جولتين، وكان التنافس على 142 مقعدا (بعد تأجيل انتخابات دير مواس) حصد مستقبل وطن على 25 و35 مقعدا بالجولة الأولى للمرحلتين، و58 مقعدا بالجولة الثانية لمحافظات المرحلة الأولى، ليصبح عدد ممثليه بالشق الفردى 188 مقعدا، وليكون إجمالى المقاعد له 288 مقعدا، بنسبة إجمالية قدرها 67,6% من جميع المقاعد المحسومة حتى اليوم، وعددها 426 مقعدا.
بهذه النتيجة يصبح مستقبل وطن الكيان الأكبر فى البرلمان، والداعم الأول للحكومة فى مجلس النواب، ربما لا ينقصه فقط إلا بعض الأمور المتصلة بالإعلان عن برنامجه التأسيسى والبرنامج الانتخابى وهيكل العضوية داخله ولائحة نظامه الأساسى. بعبارة أخرى، يجب أن يكون مستقبل وطن حزبا وكيانا يضارع الكيانات الحزبية المعترف بها فى البلدان المتمدينة، ويسرى عليه ما يسرى على غيره من الأحزاب فى الدستور والقانون، ومن ذلك الإعلان عن العضوية داخله، ومصادر تمويله، وإجرائيا نسبة توزيع المقاعد داخل القائمة الوطنية التى قادها باقتدار، ونسبة الأصوات التى حصلت عليها القائمة فى كل محافظة من محافظات الجمهورية.
يلى مستقبل وطن المستقلون، وقد حصلوا على 27 مقعدا فى جولة الإعادة و6 مقاعد سبق لهم الحصول عليها فى الشق الفردى بالجولة الأولى على مستوى الجمهورية، وكذلك بعض المقاعد فى القائمة الوطنية غير معروفة العدد. ليصبح المجمل 33 مقعدا مضاف لها مقاعدهم بالقائمة الوطنية، والتى لا يعتقد أنها تزيد عن 30 مقعدا.
بالنسبة لنسب المشاركة فى الانتخابات، فهى محدودة للغاية. إذ إنها توقفت عند الـ 29,5% فى الجولة الأولى من محافظات المرحلة الثانية، وكانت 28,1% فى الجولة الأولى من محافظات المرحلة الأولى، وكانت بجولة الإعادة فى محافظات المرحلة الأولى 20%. أما نسبة بطلان الأصوات فكانت هى الأكبر فى أى انتخابات فى جميع الجولات، وخاصة فى شق القوائم المطلقة، ما عبر عن عدم رضاء الناخبين عن النظام الانتخابى، وكذلك الشحذ والتعبئة الأكبر فى الشق الفردى مقارنة بشق القوائم، وهو أمر مبرر لكون الانتخابات فى هذا الشق فردية أكثر من كونها حزبية.
نوعيا، حصدت المرأة حتى الآن 74 مقعدا، هى عبارة عن 71 مقعدا مخصص لها فى شق القوائم المطلقة، و3 مقاعد فى جولتى محافظات المرحل الأولى (واحدة بالمرحلة الأولى واثنين بالإعادة) ولا شىء بالجولة الأولى بمحافظات المرحلة الثانية. بالطبع سيكون للمرأة بهذا المجلس على الأقل 156 مقعدا 142 بالقوائم و14 بالتعيين، إضافة للمقاعد المنتخبة وهى 3 حتى الآن. بالتأكيد هذا الأمر يضع تحديا كبيرا على المرأة، بمعنى أننا لا يجب أن نهتم بالعدد قدر الاهتمام بنوع السيدات وأدائهن المتميز، كما كان فى الماضى أداء نائبات فضليات مثل مفيدة عبدالرحمن ونوال عامر وأمينة شفيق وألفت كامل وفوزية عبدالستار.. إلخ.
دينيا، حصد المسيحيون حتى الآن 27 مقعدا، منهم 24 على مقاعد الكوتة و3 مقاعد فردية، منهم مقعدان فى محافظات المرحلة الثانية ومقعد واحد انتزع فى محافظات المرحلة الأولى جاء بجولة الإعادة. وهذا العدد إذا أضيف إليه المعينون يعتبر نهائيا، لأن انتخابات محافظات المرحلة الثانية التى ستكون بعد عدة أيام تخلو من إعادة للمسيحيين. وعامة، فإن هذا العدد المحدود نسبيا يبدو أنه تماشى مع قلة عدد المسيحيين المرشحين بالشق الفردى إجمالا والبالغ 130 مرشحا تقريبا. وهذا العدد الأخير لا يتناسب مع عدد المسيحيين، رغم الحقوق المكتسبة لهم منذ أحداث يونيو 2013، وما تلاها من سن قانون بناء وترميم الكنائس الذى أدى لتقنين وبناء نحو 1200 كنيسة تقريبا حتى الآن.
فى انتظار جولة الإعادة لمحافظات المرحلة الثانية بعد عدة أيام، ثم قرار التعيين، يلتئم البرلمان بكامل هيئته، ليكون البرلمان الثانى بعد 30 يونيو 2013، ويحقق المرجو منه من أداء تشريعى ورقابى.