المتشائمون من حيث المبدأ - لبيبة شاهين - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 يناير 2025 8:34 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المتشائمون من حيث المبدأ

نشر فى : السبت 4 يونيو 2011 - 8:45 ص | آخر تحديث : السبت 4 يونيو 2011 - 8:45 ص

 دفعنى تعليقها على مقال «فزاعة الاقتصاد» إلى مواصلة الكتابة عن الأوضاع الاقتصادية التى وصفها البعض بالكارثية وتوقع هذا البعض الانهيار الوشيك للاقتصاد بعد الثورة.. قالت هبة أحمد جمال المعيدة بكلية آداب المنصورة قسم الإعلام فى رسالتها على الفيس بوك «المشكلة الحقيقية أن الناس لما بتسمع هذا الكلام عن الاقتصاد خصوصا موضوع الإفلاس والمجاعة اللى ممكن تحصل فى رمضان بسبب السحب من المخزون وتراجع الاحتياطى، بتلعن الثورة واللى قاموا بالثورة، مع أن بعض المشاكل اللى بنواجهها الآن مش جديدة وياما الناس أيام حكم الرئيس «المخلوع» وقفت فى طابور رغيف العيش لما طلعت عينها وبعضهم مات فى الطابور وياما الناس جريت وراء أنابيب البوتاجاز واشترتها بأضعاف ثمنها، كمان حصل أزمات فى البنزين والسولار، وزادت أسعارها، وحتى لو أوضاعنا بهذا السوء الذى يتحدثون عنه فعلى الأقل هيفضلنا الكرامة».. انتهت رسالة هبة التى تلخص آراء شرائح واسعة من الشعب نحو الثورة رغم حملات الترهيب الاقتصادية التى واجهناها الفترة الماضية.

والحقيقة أن أحدا لا ينكر أن هناك آثارا سلبية على الاقتصاد المصرى نتيجة التداعيات التى صاحبت الثورة خاصة السياحة، التى تعد أسرع القطاعات تأثرا بمثل هذه الظروف، لكن هذه آثار مؤقتة تزول مع عودة الاستقرار والأمن ونفس الحال مع الاستثمارات الأجنبية، ورغم ذلك فهناك مزيد من المؤشرات الإيجابية، التى أعلنت عنها مصادر رسمية منها على سبيل المثال زيادة الصادرات خلال فبراير ثانى شهور الثورة بنحو 16%، كما تراجع عجز الميزان التجارى بنسبة 38% فى نفس الشهر، واسترد الجنيه 0.3% من قيمته أمام الدولار فى شهر مايو الماضى مقارنة بأبريل، وذلك وفقا لأحدث تقارير مركز معلومات مجلس الوزراء، كما ارتفعت تحويلات المصريين فى الخارج بنحو 42.5% خلال فترة الشهور التسعة الأولى من العام المالى الجارى بما فيها شهور الثورة «تبعا للبنك المركزى».

هذا لا يعنى أن اقتصادنا فى حالة جيدة لكن لا يعنى أيضا أنه فى أسوأ حالاته بسبب الثورة، لكن الشىء المؤكد أننا كنا فى طريقنا إلى الأسوأ بشهادة جهاز التعبئة والإحصاء، الذى وصف أوضاع التعليم والصحة والمعيشة لغالبية الشعب قبل الثورة بالكارثية مما يؤكد أن الثورة بريئة من المشاكل الاقتصادية، وأن هذه المشاكل كانت موجودة، ولم يشعر بها سوى الفقراء، وقد تكون القرارات التى اتخذتها الحكومة مؤخرا من زيادة الحد الأدنى للأجر ــ رغم أنه لم يلب طموحات الكثيرين ــ خطوة على طريق تحسين مستويات المعيشة ليشعر الناس بإيجابيات الثورة بعيدا عن حزب المتشائمين من حيث المبدأ.

لبيبة شاهين  كاتبة صحفية
التعليقات