شفيق.. خطوة للأمام أم خطوتان للخلف؟ - محمد عصمت - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 10:30 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شفيق.. خطوة للأمام أم خطوتان للخلف؟

نشر فى : الإثنين 4 ديسمبر 2017 - 10:10 م | آخر تحديث : الإثنين 4 ديسمبر 2017 - 10:10 م
على الرغم من كل التوقعات التى كانت تراهن على مشاهدتنا لشتاء سياسى ساخن بخوض الفريق أحمد شفيق انتخابات الرئاسة المقبلة أمام منافس محتمل وحيد حتى الآن وهو المحامى خالد على، فاجأنا شفيق فى تصريحات تليفزيونية أمس الأول بأنه سوف يعيد التفكير فى موقفه السابق بالترشح، وأنه على حد قوله «سيتحرى الأمر بدقة ليستشعر ما يدور وسيكون الاختيار المنطقى وفقا لما سيراه من نتائج».

الفهم المبدئى لكلام شفيق أنه يحاول تهيئة الرأى العام لقبول تراجعه المفاجئ عن خوض الانتخابات، والذى يمكن أن يثير العديد من الأسئلة الصعبة منها ما يتعلق باحتمال تعرضه لضغوط أو مساومات من جهات ما، أو رغبته فى عدم مواجهة خصومه الذين يهددون برفع قضايا فساد وتربح ضده وسحب الجنسية المصرية منه، أو تيقنه من عدم فوزه لأسباب قد تتعلق بالمناخ الانتخابى والآلة الأمنية والبيروقراطية المهيمنة عليها، أو بعدم قدرته على تنفيذ وعوده بإصلاح الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى البلاد.

ومع ذلك، فهناك احتمال ــ ولو أنه ضعيف جدا حتى الآن ــ أن يعلن شفيق نزوله ساحة الانتخابات، فقد تكون هناك مفاوضات شاقة يجريها فى الكواليس بهذا الشأن، وقد يكون يفكر فعلا فى «تحرى الأمر» كما يقول، ويحسب عواقب قراره من كل الجوانب، وأنه لم يتعرض لأى ضغوط من أى نوع.

أيا كان الأمر، سيبقى الاختفاء المفاجئ لحماس شفيق فى خوض الانتخابات والذى كان مشتعلا حينما كان فى الإمارات، والذى سرعان ما خفتت نيرانه عقب وصوله لمصر لغزا مستعصيا على الفهم، وفى نفس الوقت لن يمكننا إطلاقا اعتبار قراره بالترشح حينما كان بالإمارات قرارا انفعاليا، فمنذ عدة شهور وتصريحات الكثير من مؤيدى شفيق تكاد تؤكد أنه سيعلن ترشحه بمجرد وصوله إلى مصر، وهو ما يعنى أنه اتخذ قراره هذا بعد دراسة مستفيضة استغرقت شهورا طويلة.

بحسب ما هو معلن، فسوف يعلن شفيق فى المؤتمر الصحفى المقرر أن يعقده أسباب قراره النهائى فى الترشح من عدمه، لكنه مطالب أيضا أن يكشف بوضوح دوافع السلطات الإماراتية من منعه السفر كما قال هو بنفسه، على الرغم من اعترافه بكرم ضيافتها له ولأسرته، وكيفية سرقة بيانه الذى أعلن فيه نيته الترشح من موبايله الخاص وإذاعته فى قناة الجزيرة بدون علمه، والأهم من كل ذلك ما هى طبيعة اللقاءات التى أجراها فى مصر عقب وصوله من الإمارات، ومع من بالضبط؟ وهل سيمارس دورا فى حياتنا السياسية إذا تراجع عن الترشح أم سيعتزل العمل العام تماما؟

فى نظر الجميع يبدو شفيق هو المرشح الأقوى أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى إذا قرر الترشح لمدة ثانية، وغياب شفيق عن انتخابات الرئاسة سيفقدها الكثير من الزخم والبريق والحضور الجماهيرى، بل وسيغلق أبوابا من الأمل بحدوث حراك سياسى نفتقد وجوده حاليا، وبإثارة نقاشات مجتمعية تبدو غائبة تماما على الرغم من أهميتها حول خطوات الإصلاح الاقتصادى التى تتخذها الحكومة، وأدت إلى ارتفاعات فلكية فى الأسعار ومعدلات التضخم، وزيادة الديون الخارجية، وتفاقم الأزمات المعيشية للغالبية العظمى من المصريين.

وجود شفيق فى السباق الرئاسى قد لا يكون حلا لمشاكلنا المزمنة، ولا حتى فوزه بالرئاسة سيضع نهاية سعيدة لها، ولكنه بكل تأكيد سيغير من موازين القوى فى الساحة الانتخابية، وقد تكون لها انعكاسات إيجابية على أوضاعنا الديمقراطية التى تبدو الآن فى أسوأ حالاتها.

 

محمد عصمت كاتب صحفي