سلوكيات رمضانية من هنا وهناك - عمرو هاشم ربيع - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 1:57 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سلوكيات رمضانية من هنا وهناك

نشر فى : الخميس 5 مايو 2022 - 6:45 م | آخر تحديث : الخميس 5 مايو 2022 - 6:45 م
انتهى شهر رمضان منذ أيام. وقد شهد عديد السلوكيات الحميدة، وأخرى غير الحميدة. بعض تلك السلوكيات كان لها علاقة بالخارج وبعضها كان محضا داخليا، بعض تلك السلوكيات كانت فردية وربما مجتمعيا وبعضها الثالث كان من صنع الحكومة.
ضمن تلك السلوكيات وأكثرها تأثيرًا على الناس فى ربوع مصر موجة غلاء الأسعار التى لم تشهد لها مصر مثيلًا، والتى ارتبطت بموجة تضخم كبير. بعض سلوكيات الغلاء رجع إلى استغلال الناس للأزمات، خاصة الحرب الروسية الأوكرانية، فارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل فلكى، رغم أن الكثير منها لم يكن له علاقة بالقمح خاصة أو الغلال عامة، وقبل رمضان بأيام قليلة ارتفعت أسعار الحديد والأسمنت بشكل جنونى، رغم أن معظم مكونات صناعة الأسمنت تحديدًا لم تكن لها علاقة من قريب أو بعيد بالحرب الروسية الأوكرانية. المهم أنه وسط كل ذلك كانت الحكومة تقريبًا بعيدة عن مواجهة جشع التجار والمحتكرين، فهى عادة تترك الناس بحجة اقتصادات السوق غير التداخلية، أو أنها تتواجد كطرف يتعامل مع الناس بأسعار أحيانًا تكون مقبولة. السؤال الآن: هل بعد شهر رمضان ينتظر أن تهدأ الأمور قليلًا؟ أى هل ستتجه الأمور إلى هدنة بين التجار والناس، بعد النهم على شراء الغذاء بسبب الصوم، وانتهاء أعياد المسيحيين، والاعتياد على الحرب الروسية، هذا ما ستجيب عنه الأسابيع القادمة.
السلوك الآخر مرتبط بالإعلام، وفيه كلام كثير عن مسلسلات أغلبها من النوع الدرامى ومقالب سخيفة فى الأغلب مكشوفة بين أطرافها مسبقًا. لم يعد هناك كما كان فى رمضان منذ سنوات مسابقات الفوازير التى تنعش الذاكرة الثقافية للكثيرين. بعبارة أخرى، أصبح التخلف والسطحية سيد الموقف، وكان تربح القائمين بتلك الأعمال والمشاركين فيها هى الهدف الأسمى وربما الوحيد. ربما يستوقف المرء فقط مسلسل فكاهى خفيف الظل اسمه «الكبير» يقوم بالأداء فيه نخبة مميزة من الفنانين الأكفاء. وسط ذلك كان هناك بين هذا الكم الهائل من ملايين الجنيهات المدفوعة فى إنتاج كافة تلك العمال، من يطلب التبرع بجنيه!! وهو بالطبع سلوك غريب، أثار السخرية، سيما وأنه عادة ما يكون وسط إعلانات غلب عليها الطابع الاستهلاكى الشره للمواد الغذائية والأجهزة المنزلية، وقاد جزء كبير منها شباب وكبار الفنانين والمطربين بشكل ملفت، وكأن هؤلاء قد رضوا باللجوء للأرباح السريعة من خلال تلك اللقطات اللحظية التى تكلف المعلنين ملايين الجنيهات، وهى لقطات لا ينظر لها أغلب المشاهدين، لأنها تقطع عنهم استكمال رؤية الأعمال الدرامية والكوميدية، خاصة الجاد منها.
السلوك الآخر فى هذا الشهر ارتبط بالسياسة، وهو متصل بالإفراج عن بعض المعتقلين أو المحتجزين على ذمة قضايا سياسية وقضايا حريات الرأى والتعبير. بعض الناس أفرج عنهم منذ عدة أسابيع، أى قبل شهر رمضان، وبعضهم الآخر أفرج عنهم بتدخل من بعض القوى المدنية على هامش مائدة أفطار الأسرة المصرية. لكن وفى جميع الأحوال ما زال هناك كثيرون داخل السجون يحتاج الأمر للنظر فى أوضاعهم، وهذا هو ربما ما جعل هناك إحياء اليوم للجنة العفو الرئاسى التى سبق وأن تشكلت منذ 3 سنوات. بالمقابل دعا الرئيس السيسى لحوار وطنى بين القوى السياسية المشاركة أو الموالية لحركة 30 يونيو 2013، هذا الحوار من المهم الإسراع فيه وتنظيمه، حتى يتواكب مع دعوة الرئيس نهاية العام الماضى بجعل عام 2022 عام «الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» والتى تواكبت مع رفع حالة الطوارئ فى البلاد. المهم فى هذا التنظيم الوطنى المزمع أن يشارك فيه الجميع، بحيث لا يحتكر طرف ما دعوات حضور للبعض وتجاهل حضور البعض الآخر. كما أنه من المهم لإنجاح هذا العمل إن توضع أجندة معتبرة له، لمناقشة كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تعنى المصريين.
مسلك آخر، هو ذات المرتبط بأداء الشعائر الرمضانية، هذا المسلك ينتظره المصريون كل عام. وهذا العام كان له وقع مخصوص بسبب رغبة الكثيرين فى إحياء الليالى الرمضانية بعد انحسار وباء كورونا. الكثير من الناس ضربوا بتعليمات التحوط والحذر عرض الحائط، بعدما شاهدوا التكدس فى كافة الأماكن العامة دون أية تحوطات، ودون أية مؤاخذة من جانب الحكومة. المشكلة الأبرز باتت قبل ليلة القدر بأيام قليلة داخل أحد المساجد بسبب صلاة التهجد، وهى الصلاة التى كنت تقام بالفعل هذا العام فى عشرت الآلاف من المساجد تحت سمع وبصر الجميع دون تدخل. لكن حدث ما لا يحمد عقباه فى أحد المساجد واضطرت الأوقاف لسحب جميع تحوطاتها التى كانت تعلم أنها مجرد تحوطات على الورق فقط.
عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية
التعليقات