سبق وصول بيل كلينتون إلى البيت الأبيض عام 1993 تجهيزات واستعدادات عديدة تتوافق وشخصية الرئيس الشاب البادى الحيوية صاحب الشهية الاسطورية كما وصفه البعض من أصدقائه: عفوا أرجو ألا يتطرق ذهنك عزيزى القارئ إلى سياق آخر فأنا أقصد شهيته المفتوحة دائما للطعام.
عرف عن كلينتون حبه العارم للأطعمة الدسمة خاصة الهامبورجر والمقانق واللحوم المشوية والأكلات المكسيكية ولم يكن يختار بل يأكل دائما بعد أن ينتهى الآخرون بشهية يحسد عليها.
طلبت هيلارى كلينتون نصيحة طبيب أمراض القلب الذى تخصص فى التغذية الطبية د. دين أورنش Dr. Dean Ornish فانضم للفريق الطبى الذى يشرف على صحة الرئيس ويراقب طعامه. حاول جاهدا أورنش أن يوفر للرئيس ما يجب من طعام فى صورة صحية لكن بلا شك طعم الهامبورجر المحضر من الصويا كان مختلفا وغياب نكهة الزبد من الأطباق الفرنسية حوَّلها لعقاب يومى يهرب منه.
أربع سنوات بعد أن ترك موقع الرئاسة عام 2004 وفى عمر الثامنة والخمسين خضع كلينتون لعملية قلب مفتوح تم فيها استبدال أربعة من شرايين قلبه التاجية. لم يشكو كلينتون أى أعراض تشير إلى مرض قبل أن يقرر أطباؤه ضرورة إجراء العملية إنما كان انسداد الشرايين يتم بصورة بطيئة دائمة ومستمرة فإلى جانب ما كانت تضيفه شهية الرئيس الاسطورية من دهون إلى جدران الشرايين كان العامل الوراثى فى عائلته يضيف خطورة أكبر ويشى باحتمالات المرض.
الواقع أن مشكلة كلينتون الصحية لم تقف عند هذا الحد إذ إنه العام الماضى خضع لتركيب دعامتين إثر انسداد فى الوصلات الشريانية التى تم تركيبها فى جراحة القلب المفتوح.
قبل أن يتم تركيب الدعامة له ذهب لزيارة دين أورنش ليبدأ حمية غذائية قاسية تغيب فيها الدهون تماما فلا زبد أو زيت على وجه الاطلاق إنما خضراوات وفواكه وحبوب وخبز اسمر.
فقد كلينتون فى تلك الفترة عشرين رطلا ومن وزنه لكنه شعر بطاقة أكبر كما صرح فى حوار تليفزيونى على شبكة CNN الأمريكية الأسبوع الماضى بل ويسعى لأن يعود وزنه إلى ما كان عليه فى سن الثالثة عشرة حيث كان وزنه 185 رطلا.
يسعى كلينتون الآن للدعوة لتلك الحمية الغذائية التى يرى أنها بالفعل رائعة وأنه يتبعها عن قناعة. أول من يدعو بينهم لها هم الأطفال الذين ترعاهم مؤسسة كلينتون تحت إشراف مؤسسة القلب الأمريكية حتى لا يواجهوا ما مر به من «صعاب صحية» ــ على حد تعبيره.
انتهت فيما يبدو أسطورة شهية الرئيس حينما أحب قلبه أكثر من طعامه نتمنى له السلامة.