الأخبار المضلِّلة تعزز كراهية النساء والعنف ضدهن.. هدفها «تقويض مشاركة المرأة» - مواقع عربية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:38 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأخبار المضلِّلة تعزز كراهية النساء والعنف ضدهن.. هدفها «تقويض مشاركة المرأة»

نشر فى : الأحد 5 ديسمبر 2021 - 8:25 م | آخر تحديث : الأحد 5 ديسمبر 2021 - 8:25 م
نشر موقع رصيف 22 تقديرا مقتضبا عن الغرض من وراء نشر أخبار كاذبة ومضللة عن الشخصيات النسائية فى العالم عموما والمنطقة العربية خصوصا عند انخراطهن فى مواضيع سياسية أو مدنية أو اجتماعية، ذاكرا أثر هذه المعلومات المضللة على المرأة من الناحية النفسية وعلى دورها فى المجتمع... نعرض منه ما يلى:

«قيادى فى حركة النهضة التونسية يدين لباس أنس جابر ويصفه بأنه غير محتشم».
«مرشحة الرئاسة فى سوريا فاتن على نهار تقول إنه ينبغى توقيع معاهدة سلام شامل مع إسرائيل».
«إيمانويل ماكرون يصرح بأن زوجته بريجيت أقدم من الجزائر».
«قريبا، تونس تجرى تعديلات قانونية تسمح بزواج الرجل للمرة الثانية».
«صورة مذيعة قناة الجزيرة خديجة بن قنة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرييل شارون فى إسرائيل».
لا تصدقوا كل ما سبق، فهى ليست إلا أخبارا زائفة تهدف إلى «تقويض مشاركة المرأة الحرة والمتساوية فى السياسة على حساب الديمقراطية الشاملة والمرنة». علما بأنها رائجة بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى العالم العربى.

«تأثير عميق» على النساء
بينت منصة «مسبار» المتخصصة فى تقصى الحقائق وتدقيق الأخبار أن بعض حملات الأخبار المضللة «تستهدف المرأة وحياتها بشكل خاص بعيدا عن كفاءتها العملية والعلمية، وتمارس ضدها نوعا من التمييز والعنف المبنى على النوع الاجتماعى والجنسانى، وهذا ما يعوق تقدمها فى جميع المجالات، لا سيما فى المجالين السياسى والديمقراطى».
ويعرف المعهد الديمقراطى الوطنى الأمريكى «المعلومات المضللة الجنسانية» بأنها استخدام معلومات خاطئة للتشويش أو التضليل من خلال التلاعب بالجنس لمهاجمة النساء والتأثير على النتائج السياسية.
وتتلخص أهداف عمليات التضليل هذه فى «إبعاد المرأة عن السياسة» من أجل تغيير آراء النساء والرجال فى المشاركة السياسية للمرأة، وسياسات حزب ما أو للتأثير على النتائج السياسية، ما يؤدى فى نهاية المطاف إلى «تقويض مشاركة المرأة الحرة والمتساوية فى السياسة على حساب الديمقراطية الشاملة والمرنة».
وأظهرت دراسة حديثة لمنظمة بلان انترناشونال أثر المعلومات المضللة على الفتيات المراهقات والشابات عند انخراطهن فى مواضيع سياسية أو مدنية أو اجتماعية عبر الإنترنت. وجدت الدراسة المعنونة «فجوة الحقيقة»، والتى شملت أكثر من 26 ألف فتاة وشابة من 26 دولة، أن التعرض للأخبار الكاذبة والمضللة ترك «أثرا عميقا» على طريقة تعاملهن فى الكثير من القضايا.
وعبر 91% من المشمولات فى الدراسة عن قلقهن بشأن المعلومات المضللة عبر الإنترنت، إذ كانت 40% منهن قلقات، و46% يشعرن بالحزن والاكتئاب والتوتر بسبب المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
وقالت 96% إنهن يعتقدن أن منصات التواصل الاجتماعى تحتوى على معلومات مضللة، لا سيما فيسبوك الذى جاء فى المركز الأول بنسبة 65% من حيث عدم دقة معلوماته للمشمولات فى الدراسة.
وكان لافتا أن سبعا من 10 فتيات قلن إنهن لم يتعلمن طرق الكشف عن المعلومات المضللة، فيما أجمع كل أفراد العينة على ضرورة «محو الأمية» بالوسائط الرقمية.

نماذج
من قبيل التجربة المتصلة بتدقيق الأخبار المتعلقة بالمرأة على الإنترنت، رصد «مسبار» العديد من المنشورات المضللة على مواقع إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى. وتداول خبر إجراء تونس تعديلات قانونية تهدف إلى السماح بتعدد الزوجات لتقليص نسبة العنوسة التى تبلغ نحو 81% فى البلاد (نحو مليونين وربع المليون من العازبات من مجموع خمسة ملايين امرأة) على نطاق واسع. تأكد لمسبار أن الادعاء زائف ومثله الإحصائية المتضمنة فيه.
وراج منشور آخر فى تونس نُسب فيه إلى القيادى فى حركة النهضة التونسية رفيق عبدالسلام وصفه لباس أنس جابر، لاعبة التنس التونسية الشهيرة، بأنه «غير محتشم» وأنه سيشجعها «لو سترت نفسها وامتنعت عن ارتداء لباس خليع» فى المباريات. وجدت المنصة أن التصريح مفبرك.
شملت الأخبار الكاذبة العديد من الشخصيات النسائية فى عالم السياسة، حول العالم وفى العالم العربى. للمثال منشورات عدة عن مرشحة الرئاسة فى سوريا فاتن على نهار إذ نسب أحدها إليها قولها بضرورة توقيع معاهدة سلام شامل مع إسرائيل، وهو خبر عارٍ من الصحة.
بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسى، كانت أيضا محور أخبار ومنشورات مضللة. فى أحدها، زُعم أن الرئيس ماكرون صرح بأن زوجته أقدم من الجزائر، وهو ما تبين لمسبار أن لا أساس له. فى صورة رائجة بقوة، بدت علامات التقدم بالعمر على وجه زوجة الرئيس الفرنسى وكُتب عليها: «الرئيس الفرنسى أكثر رجل يقبل زوجته أمام الكاميرات». وتبين لمسبار أن تعديلا بالفوتوشوب أجرى على الصورة لتظهر أكبر من عمرها الحقيقى.
من الأخبار الزائفة فى مجال السياسة التى انتشرت أخيرا صورة لشابة فائقة الجمال، أرفقت بادعاء أنها لوزيرة العدل فى أرمينيا. لاحقا اتضح أن الصورة من حساب انستجرام لفتاة تونسية تعيش فى فرنسا.
ومرارا وتكرارا، انتشرت صورة مزعومة لمذيعة قناة إخبارية عربية مع رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرييل شارون، وورد أنها التُقطت فى إسرائيل عام 1980. وجد مسبار أن الصورة والمعلومات المرفقة لا يمتان للحقيقة بصلة.
وفى تدوينة نشرها مسبار مطلع ديسمبر الجارى، سُلط الضوء على «الإثارة والتضليل فى تغطية قضايا العنف ضد المرأة»، إذ يسهمان فى «تهميش المرأة وتكريس الصورة النمطية السائدة عنها».
ونبهت التدوينة إلى خطورة عدم وجود نُظم موحدة ترشد العاملين فى وسائل الإعلامية العربية إلى آليات التعامل والتحقق من المعلومات وتوثيقها قبل نشر الأخبار المتعلقة بجرائم قتل النساء وقضايا العنف ضد المرأة بوجه عام.
وتؤثر مثل هذه الأمثلة من الأخبار المضللة سلبا على حياة المرأة وأمنها النفسى والجسدى، وعلى دورها وحقوقها فى المجتمع.

النص الأصلى:

التعليقات