نفوز جميعا حين يفوز علاء خالد - سيد محمود - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:15 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نفوز جميعا حين يفوز علاء خالد

نشر فى : الثلاثاء 7 فبراير 2023 - 8:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 7 فبراير 2023 - 8:05 م
سعدت سعادة كبيرة بفوز الشاعرين علاء خالد ومدحت منير بجائزتى الشعر ضمن جوائز معرض القاهرة للكتاب وهما من اهم الاصوات الشعرية التى باشرت نشر انتاجها قبل اربعين عاما تقريبا، يكتب الاول بالفصحى ويكتب الثانى بالعامية ويعيشان بعيدا عن القاهرة.
بالنسبة لى جاءت جائزة علاء خالد فى موعدها تماما لتطيب الكثير من الجراح التى امتدت لجسده خلال الفترة الأخيرة.
ويصعب على أى قارئ متابع للمشهد الأدبى فى مصر تجاهل اسم علاء خالد أو تأطير مشروعه وحصره فى مسمى واحد، فهو مجرب بالمعنى الحرفى للكلمة منذ انحيازه المبكر لقصيدة النثر، مرورا بكتابة نصوص أدب الرحلة وصولا لكتاباته الروائية ونصوص اليوميات التى لا تنفصل عن مغامراته البديعة فى إصدار مجلة (أمكنة) التى تجاوز عمرها 25 عاما ولا تزال فى كامل لياقتها الفنية وينظر لها كمجلة رائدة فى التعامل مع الذاكرة والمكان، وتحولت أعدادها التى تصدر كيفما تيسر إلى وثيقة مهمة عن تبدل الأحوال وتغير أشكال الحياة فى مجتمعات كثيرة.
وبعيدا عن قيمة المحتوى، ظلت للمجلة قيمة أخرى جاءت من تمثيلها الأمين لفكرة الاستقلال عن جميع المؤسسات فهى جهد فردى خالص لعلاء ومعه زوجته المصورة الفوتوغرافية سلوى رشاد التى شاركته الرحلة كلها.
عبر مسيرته حقق الكثير من النجاحات من مكانه فى الاسكندرية التى لم يغادرها إلا لاستكمال وعيه بأدوارها الحضارية، صحيح أنه طاف الكثير من العواصم وشارك فى منتديات عالمية كثيرة إلا أن حصوله على جائزة من مصر وعن ديوان شعر صدر عن هيئة الكتاب بعنوان (العدم أيضا مكان للحنين) يمثل معنى آخر وحسب ذاكرتى فهذا هو الديوان الثانى الذى يصدر له عن الهيئة بعد المختارات التى تولت إصدارها الشاعرة سهير المصادفة حين كانت مسئولة عن النشر فى هيئة الكتاب قبل عدة سنوات ما يعنى ان المؤسسة الرسمية التى ظلت طويلا بعيدة عن هذه المساهمات الجمالية رفيعة القيمة انتبهت اخيرا إلى ضرورة الاعتراف بما تمثله هذه التجارب وهو أمر يحسب للجنة التحكيم التى اختارت الفائزين بوعى وبتجرد كاملين.
ما يسعد فى فوز علاء انه وجد تقديرا واسعا من القراء الذين تابعوا أعماله التى تحول معها إلى شيخ طريقة ونموذج متفرد لابداع يعزز قيمة الاستقلال والإخلاص والرهان على القيمة دون ان يتوقف السعى لتأكيد معنى التجاور والتكامل بين مختلف أنواعه الأدبية فضلا عن العمل بجدية لربط الابداع الكتابى بنماذج مماثلة فى الفن بشكل عام.
فقد كتب علاء العديد من النصوص المهمة عن أعمال تشكيليين وسينمائيين كبار من أمثال عادل السيوى ومحمد عبلة وداوود عبدالسيد وظلت فارقة فى تبدل زاوية النظر إلى أعمالهم.
شخصيا عرفت علاء خالد منذ سنوات طويلة مع مجموعة من مبدعى جيلى فى القاهرة أمثال أحمد يمانى وياسر عبداللطيف وهدى حسين وجيهان عمر وحمدى الجزار ومحمد ابو السعود وظل صوتنا السكندرى وشريك احلامنا كلها وكانت جلساتنا معه فى أماكن كثيرة هناك تعبير عن هذه الشراكة الجمالية لذلك قلت عقب فوزه إننا نفوز جميعا حين يفوز علاء خالد فهو عنوان لكل شىء جميل فى أيامنا التى نقص جمالها كثيرا بعد فقد أسامة الدناصورى رفيقه الذى تعرفنا عليه معه ثم جاء ورافقنا فى القاهرة لكن ما يعوض هذا الفقدان أن تجربة اسامة اكتسبت بعده الكثير من أسباب الخلود وانحاز لها قراء لا يعرفون سوى ألمه.
أتمنى من كل قلبى لو كانت جائزة علاء خالد مقدمة لجوائز كثيرة يستحقها مبدعو جيله وما يعزز هذه الامنية ان الجائزة جاءت بعد شهرين من فوز فاطمة قنديل بجائزة نجيب محفوظ وبعد عام وأكثر من فوز إيمان مرسال بجائزة الشيخ زايد للكتاب وعلينا ان ننتظر جوائز اخرى تستحقها اسماء كثيرة تكتب.