الميدان.. الأمل ورمز الوحدة - سارة خورشيد - بوابة الشروق
الجمعة 18 أبريل 2025 8:43 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الميدان.. الأمل ورمز الوحدة

نشر فى : الخميس 7 يوليه 2011 - 9:43 ص | آخر تحديث : الخميس 7 يوليه 2011 - 9:44 ص

 لم تختلف القوى السياسية والشعبية فى مصر ــ إسلاميون وعلمانيون؛ ليبراليون ويساريون ــ على وجوب تأييد «أسطول الحرية 2»، الذى يسعى لتحدى الحصار الإسرائيلى المفروض على غزة. نؤازر النشطاء الغربيين القائمين على ذلك الجهد لاتفاقنا معهم على أن ما تتعرض له غزة ظلما بكل المقاييس، ولا نجد حرجا فى تأييدهم رغم علمنا بأنهم يضمون المسيحيين واليهود والملحدين، ومنهم اليساريون والمعتدلون واليمينيون.

<<<
من نفس المنطلق، يتحتم على جميع المصريين الذين يجمعون على التأخر المقلق فى تحقيق مطالب ثورة يناير أن يتحدوا من أجل الأهداف المشتركة، حتى ولو أن لكل من القوى أهدافا أخرى يعارضها الباقون.

يجمع كل من شارك فى الثورة على أنه لا يوجد دليل قاطع على أن محاكمة مبارك حقيقة وليست مسرحية، ويرفضون وجوده بمستشفى استثمارى تكلفته آلافا مؤلفة تدفع من قوت الشعب. أما عن نجليه فأغلبنا لم يشاهدهما بسجن طرة، ولا توجد لدينا معلومات مؤكدة عما يدور تحديدا فى التحقيقات، التى يقال إنها تجرى معهم. ولا أحد يرضى لأهالى شهداء الثورة أن ينتظروا شهورا طويلة، وربما سنوات، قبل أن يطمئنوا بالقصاص لأبنائهم؛ ولا يوجد ما يضمن لهم أن القصاص سيأتى فى النهاية، بل من الوارد أن يفر القتلة من العدالة مثلما فر أمين الشرطة الذى حكم عليه بالإعدام ــ هرب فلم يرق حتى للقب «كبش فداء». ولم نر بعد أحكاما عادلة على اللواءات الكبار ولا على حبيب العادلى والرئيس المخلوع الذى عينه ووثق فيه لأربعة عشر عام.

لا يمكن لأحد أن يجزم بأن النظام قد سقط أو أنه قطعا فى طريقه للسقوط.

<<<
ولأن كل ذلك يدفعنا للنزول إلى ميدان التحرير وباقى الميادين لحماية الثورة، أرفض تحفظ بعض الإسلاميين على جمعة 8 يوليو، والمبنى على اعتقاد البعض أن من ينظمونها علمانيون و«أعداءا للإسلام» (مع العلم بأن العلمانيين ليسوا بالضرورة أعداءا للإسلام). إن ميدان التحرير امتلأ يوم الخامس والعشرين بالإسلاميين والعلمانيين وغيرهم. والواقع أن الكثير من القوى الداعية لمظاهرة الجمعة القادمة ليست محسوبة على تيار فكرى، فحركة 6 أبريل مثلا هى أحد القوى الأساسية المتبنية للمظاهرة، وهى ليست جزءا من الخلاف الدائر بين الإسلاميين والعلمانيين، بل تطالب بتحقيق ما يتفق عليه كل المصريين من عدل وكرامة، وكانت أحد القوى الأساسية، التى دعت لمظاهرة 25 يناير وأعدت لها.

كما أنه لا يوجد مانع من التعاون مع أى تيار، خاصة مع وجود أهدافا مشتركة ووطنا واحدا ــ وإلا ما كان للإسلاميين أن يؤيدوا النشطاء الغربيين، الذين يناضلون من أجل حقوق الفلسطينيين والعرب.

يتخوف بعض من صوتوا بنعم على التعديلات الدستورية من أن ينزلون إلى الميدان ليتظاهروا تحت شعار «الدستور أولا». بداية، مطلب «الدستور أولا» ليس ضمن مطالب الجمعة المقبلة، فالمطالب التى أعلنتها القوى المشاركة هى سرعة وشفافية محاكمات أركان النظام السابق والمسئولين عن دماء الشهداء، واستقلال القضاء، والتطهير، والعدالة الاجتماعية، والكرامة. وإن وجدت أقلية متمسكة بمطلب الدستور أولا، فلندعوهم لتأجيل ذلك إلى أن تتحقق المطالب الرئيسية المتعلقة بإسقاط النظام. يجب ألا نستدرج فى جدل حول الدستور قبل أن تتوقف قدرة قوى النظام السابق على الدفع فى الاتجاه المضاد للثورة، ولنتذكر أن مبارك ضرب بمئات أحكام المحكمة الدستورية العليا عرض الحائط ولم يحمنا الدستور فى ظل نظام لم يعط القانون ولا الدستور أى اعتبار.

تأتى معارضة 8 يوليو أيضا من بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين على أساس التزامهم بالسمع والطاعة لجماعتهم ــ أذكرهم بأن الحق ساطع ولا ينتظر إشارة من جماعة أو حزب إليه لكى نستدل على وجوب اتباعه، وليطبقوا شعارات الجماعة الداعية لإعلاء مصلحة الوطن؛ وليتذكروا أن المشاركين فى أسطول الحرية (وغيرهم من الغربيين الذين اختاروا نصرة الحق فى فلسطين والعراق) يتحملون النقد والهجوم، بل والتهديدات بالقتل، من قبل التيارات الرئيسية فى بلادهم.

<<<
قمنا بالثورة من الميدان ولا يزال أملنا متعلقا به من أجل حماية الثورة وتحقيق مطالبها. قمنا بالثورة نحن شعب مصر («الغوغاء» كما وصفنا جمال وعلاء مبارك، و«البلطجية» كما يطلق علينا الآن فلول النظام السابق)؛ ولم يقم بها الجيش ــ وهو الذى أعلن تأييده لنا فقط بعد أن أصبحنا قوة متحدة على أرض الميدان. نحن قادرون على حماية ثورتنا. الأمل فى الميدان، رمز الوحدة، فلنتمسك بهذا الأمل ولنتحد ونحتشد للثامن من يوليو.

التعليقات