عنوان جيد للمنتخب فى بداية التصفيات - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الإثنين 16 سبتمبر 2024 8:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عنوان جيد للمنتخب فى بداية التصفيات

نشر فى : السبت 7 سبتمبر 2024 - 8:15 م | آخر تحديث : السبت 7 سبتمبر 2024 - 8:15 م

** بداية جيدة للمنتخب وللجهاز الفنى بقيادة حسام حسن، وتلك البداية عنوان جيد لكتاب الفريق فى التصفيات. فالفوز بثلاثة أهداف على كاب فيردى أحد المنتخبات التى تطورت فى إفريقيا نتيجة ثقيلة وإيجابية وكنا تعادلنا معه فى نهائيات الأمم السابقة كما أنه تصدر مجموعتنا فى حينه برصيد سبع نقاط. وقبل النتيجة علينا أن نتوقف أمام ملاحظات مهمة:

• تشكيل هجومى، وتكوين ناجح، كان يمكن أن يوصف بأنه مغامرة ، وحتى لو كان مغامرة محسوبة فهى شجاعة من حسام حسن أن يجمع بين مرموش وترزيجيه فى التشكيل ، ويستفيد فى الوقت نفسه من تجارب حمدى فتحى السابقة فى مركز قلب الدفاع . كما عالج بهذا التشكيل غياب إمام عاشور، وهو لاعب وسط من مهامه الدفاع والهجوم . وهذا كان دور ترزيجيه ايضا.
• ابتعد حسام حسن عن التشكيل التقليدى . فجلس على مقاعد البدلاء الننى الذى تألق فى دورة باريس الاوليمبية ، وأحمد حجازى قلب دفاع المنتخب لسنوات.
• التغييرات وتوقيتاتها كانت جيدة. منها ما هو طارئ للإصابة كما حدث مع مصطفى محمد ورامى ربيعة. واختيار البديل كان صائبا، وكذلك الدفع بكل من إبراهيم عادل، ومصطفى فتحى وبيكهام . فلم يلجأ لمدافعين آخرين وهو متقدم بهدفين ، وأمام ضغط كاب فيردى، ولكنه أضاف مهاجمين كان لهما تأثيرهما فى مواجهة ضغط المنافس بضغط مضاد.
** كانت المباراة اختبارا للجهاز وللفريق بالطبع . وكل مباراة ستكون اختبارا فى وسط كروى شهد جدلا، ويشهد جدلا دائما حول مدرب منتخب مصر . حتى لو كان أجنبيا . لكن الشوط الأول كان مرورا ناجحا جدا من الامتحان . سيطرة شبه كاملة لمصر، وأداء هجومى ، وتحركات عميقة لكل من زيزو ، وترزيجيه ، وصلاح، وزيادات عددية فى الجناحين لاسيما الجبهة اليسرى ، مرموش ، حمدى ، مقابل جبهة صلاح وزيزو ، حين يتحرك أحدهما للجناح ، مع تنظيم دفاعى جيد جدا جعل فريق كاب فيردى بكامله محايدا ومقيدا فى الشوط الأول .
** لفت نظرى أمر هام وهو أن منتخب مصر كان يضغط بالمراكز ، بمعنى أن صلاح ومصطفى محمد وزيزو ومرموش ، وخلفهم تريزيجيه كانوا يتقدمون إلى مراكز الهجوم ، بعيدا عن الضغط بالجرى من بعيد أو من منتصف الملعب. وكان يتقدم مروان عطية ثم حمدى فتحى وربيعة ويشكلون حائطا احتياطيا تحسبا لهجوم مضاد من كاب فيردى . وتميز أداء المنتخب طوال الشوط بالصلابة الدفاعية ، وبالتنظيم ، وزيادة معدلات الجرى ، وسرعة التحول ، والتحرك ككتلة واحدة فى مساحة محدودة ، مما ساعد على تقارب المسافات بين لاعبى المنتخب .
** باستثناء 20 دقيقة فى الشوط الثانى سيطر فيها فريق كاب فيردى وضغط على مرمى المنتخب وهدده . كان الضغط المضاد بالبدلاء الذين لعبوا من وسائل مواجهة سيطرة كاب فيردى فى تلك الدقائق . وقد عاب الفريق الضيف سوء التسديد ، وإهدار الفرص السهلة ، ولو كان عند لاعبيه ملكة ومهارة استغلال الفرص ودقة التسديد لربما نجح فى التسجيل أو التعادل مما أتيح له . وهنا كان التراجع لمنطقة الجزاء أو أمامها خطرا مكررا ومن الأخطاء المكررة ، التى يقع فيها المنتخب أو الفرق المصرية عند التقدم على المنافس أو عند الإجهاد بسبب الجهد البدنى . ويكون الحل المنطقى هو تقدم الوسط تحديدا لاستخلاص الكرة مبكرا دون التراجع للخلف ، حتى لو كان هذا التراجع محسوبا ومتوقعا بسبب النتيجة التى ستفرض على المنافس هجوما وضغطا للعودة للمباراة.
** الطريق إلى نهائيات الأمم فى المغرب يستمر حتى نوفمبر القادم ، وسيلعب المنتخب مباراته الثانية الثلاثاء المقبل فى بوتسوانا ، ثم يستضيف موريتانيا فى اكتوبر ويكرر المواجهة خارج الارض فى الشهر نفسه . ثم يسافر إلى كاب فيردى فى نوفمبر ويستقبل بوتسوانا فى نهاية التصفيات. وخلال تلك الرحلة لابد من فرض شخصية قوية ، خاصة أن النهائيات ستكون فى المغرب، وهناك ستكون أسلحة الكرة الجديدة والجيدة هى الحاكمة فى المنافسة ، بكل مافى الكرة الجيدة والجديدة من مهارات أساسية لاغنى عنها.
** شكرا لمن حضروا المباراة بالاستاد لمساندة الفريق.. لكننا كنا نتمنى أن تكون المدرجات كاملة العدد.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.