مشهد أول «ليل خارجى»
خلاف بين مواطن كويتى و«وافد» مصرى يعمل بمحل أجهزة إليكترونية بمجمع الرحاب بمنطقة «حولى» فى دولة الكويت، على خلفية رفض الأخير إعادة جهاز اشتراه الكويتى، فثار المواطن وهدد الوافد بـ«تكسير المحل على دماغه»، فتجمع عدد من «رفاق لقمة العيش فى بلاد الجاز» للدفاع عن زميلهم.
المواطن شعر بالإهانة، فرحل ثم عاد مع عدد من «الكوايتة»، وجذبوا الشاب الصعيدى أحمد عاطف إلى الخارج وانهالوا عليه بالضرب، فهرع «أبناء الوطن فى الغربة» لنجدة صديقهم، فركب المواطن سيارته ودهس «الكلاب» الذين تجرأوا على الدفاع عن أنفسهم.
لفظ أحمد أنفاسه الأخيرة تحت عجلات سيارة «الشاب» الكويتى، ونقل صديقاه محمد بكر ومحمد عبدالغنى إلى المستشفى وهما فى حالة حرجة، وقبض على باقى الرفاق، وقررت سلطات البلد الشقيق ترحيلهم، جزاء على تجرؤهم ومحاولتهم رد الإهانة عن «كفلائهم» الكوايتة.
تم نقل جثمان أحمد إلى القاهرة، وعقب انتشار صور وفيديوهات «دهس الكرامة المصرية»، ألقت الشرطة الكويتية القبض على المتهم وأحيل إلى التحقيق.
الحادث وقع فى اليوم الأخير من أكتوبر، مصر حكومة وإعلاما «عملت ودن من طين وودن من عجين»، التصريحات الرسمية كانت أشبه بـ«شحاتة الحق».. ووسائل الإعلام التى استأسدت منذ نحو شهر على السلطات الأردنية، حين لطم نائب أردنى عاملا مصريا وطالبت برد الصاع صاعين، أعطت ظهرها للحادث و«عملت من بنها»، وتعاملت مع الخبر باعتبار «الميت كلب»، واكتفى بعضها بنشر صورة وخبر 100 كلمة من جنازة عاطف التى لم يشعر بحرارتها سوى أهله بقرية «دشلوط» بمحافظة أسيوط.
ملحوظة: فى واقعة لطم العامل المصرى بالمملكة الأردنية، وقفت مصر «حكومة وإعلاما على رَجل»، حتى تم رفع الحصانة عن النائب الأردنى وألقى القبض عليه وأحيل إلى القضاء.. فى الواقعة الثانية وقف الجميع «مطأطئ» الرأس مكسور العين أمام «الكفيل» الكويتى، الذى دفع لمصر خلال العامين الماضيين، 2 مليار دولار منحة و4 مليارات دولار وديعة.. «اطعم الفم تستحى العين».
مشهد 2 «نهار داخلى»
تدخل الفتاة النحيلة إسراء الطويل ــ 23 عاما ــ بزيها الأبيض وعكازها الذى يساعدها على المشى، إلى قاعة محكمة جنايات الجيزة صباح الثلاثاء الماضى.
بمجرد اقتراب إسراء المتهمة بـ«بث أخبار كاذبة والانتماء إلى جماعة إرهابية أسست على خلاف القانون»، من منصة القضاء الشامخ انهارت وانهمرت دموعها، وانتهت الجلسة بتجديد حبسها 45 يوما.
«نار الحرقة» على دموع إسراء أذابت الفوارق بين مؤيدى النظام ومعارضيه، فتحولت كل المنابر إلى منصات قصف للدولة التى نجحت فى الإيقاع بفتاة مشلولة، وحبستها 155 يوما، ورفضت إيداعها أحد المستشفيات لتكمل علاجها، بدعوى «تكديرها للأمن والسلم العام».
مشهد 3 «نهار خارجى»
«لازم تركع يا ابن الـ.. وإلا هقتلك هنا، اركع تمشى»، هكذا رد نقيب شرطة على مواطن عاتبه على إعاقة طريق المحور بسيارة بدون لوحات، وعندما رفض المواطن الركوع قال له البيه الضابط «إنت متعرفش أنا مين؟ أنا ضابط شرطة يا ابن الـ.. إنت هيطلع.. أمك النهارده، إنت لازم تتربى من جديد»، ثم أخرج سلاحه وأطلق الرصاص على المواطن فى «عز الضهر».
أصيب المواطن فى كتفه إصابة بالغة، وصدر قرار بإيقاف الضابط عن العمل، وإحالته للنيابة العامة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
الواقعة التى نقلها الزميل سامى عبدالراضى فى «الوطن»، كشفت عن الطريقة التى يفكر بها ضباط الشرطة، وكيف ينظر «البهوات» إلى المواطنين الذين يدفعون لهم رواتبهم.
مشهد النهاية
نار دموع إسراء تجاوزت ذيل ثوب الدولة، والتحامها بباقى الشرر المتطاير من «حريق انتخابات البرلمان، والصواعق الناتجة عن غرق الحكومة فى «وحل» السيول، وعجرفة مؤسسة الشرطة وتعاليها على المواطنين، وإهدار كرامة الباحثين عن لقمة العيش، وحطام الطائرة الروسية، ينذر بنهاية لم يتوقع أحد قربها بهذة الصورة.