يوسف والنيل - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:02 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوسف والنيل

نشر فى : الجمعة 8 يونيو 2018 - 10:35 م | آخر تحديث : الجمعة 8 يونيو 2018 - 10:35 م

السمة المهمة فى الجيل السينمائى من المخرجين الذين ظهروا فى بداية الخمسينيات أن تراثهم السينمائى معلوم لنا جميعا لم يضع مع الزمن، ومن هؤلاء صلاح أبو سيف، وكمال الشيخ، وعز الدين ذو الفقار، وإن كان بعضهم قد ظهر فى أواخر الأربعينيات. أما يوسف شاهين فقد رأينا فيلمه الأول عام 1950، وبالتقريب فقد شاهدنا أفلامه جميعا ونعرفها إلا قليلا، وتأتى مشكلة شاهين بالنسبة لمستويات أفلامه أنه زئبقى، ففيلمه الثانى «ابن النيل» الذى أخرجه وهو فى السابعة والعشرين من العمر، واحد من أهم أفلام السينما، لكننا فى فرجتنا على اليوتيوب سنكتشف أن هناك الكثير من المناطق الغامضة فى تاريخه من ناحية، وأن المخرج لم يكن دوما يقدم أفلاما ذوات أهمية، فهناك على الأقل عشرة أفلام من إخراجه دون المستوى الجيد تماما، وفى خريطة أفلامه ما يمكن تسميته راسبا، وعنده ملحق بما يعنى أنه قام بإخراج فيلم ضخم الانتاج حول أهم مشروع قومى فى مصر فى القرن العشرين، وحصل الفيلم بالتقريب على درجات ضعيفة جدا، وكان عليه أن يقوم بإعادة إخراج الفيلم، على طريقة أنه يجب على التلميذ الراسب إعادة السنة الدراسية، فلما أعاد التجربة لم يحصل الفيلم الجديد على درجات النجاح، بل هى درجة ضعيف.
الحكاية بدأت عام 1964، حيت شارك الرئيس السوفيتى خرتشوف رئيسنا جمال عبدالناصر فى تحويل مجرى نهر النيل، تمهيدا لبناء السد العالى، وبشكل رسمى قام شاهين بتصوير تحويل مجرى النهر فى فيلم تسجيلى وما لبثت الفكرة أن وردت للاستفادة من الفيلم المصور، ولتكريم العلاقات السوفيتية المصرية لإنتاج فيلم مصرى سوفيتى يعكس قوة تعاون البلدين لإنشاء السد العالى، وتمت كتابة أول وآخر فيلم لإنتاج سوفيتى مصرى مشترك، يقوم ببطولته نجوم السينما من الفريقين، من الجانب المصرى هناك عماد حمدى وصلاح ذو الفقار ومديحة سالم، وقام الموسيقار خاتشادوريان بوضع موسيقى الفيلم، وهناك فى الفيلم أكثر من قصة صداقة، وقصة حب وأخو ة بالإضافة إلى زمالة مقدسة بين عامل أسمر نوبى، وخبير روسى أبيض كالثلج، والغريب أن الفيلم الذى تم إنتاجه لم يلق إعجابا لدى المؤسسة الانتاجية، فتم سحب الفيلم دون عرضه، وهو الذى وجد طريقه إلى السينماتيك الفرنسى وعليه شريط لاصق اسمه «النيل والحياة»، وتم إلغاء الفيلم تماما وعمل فيلم جديد، أو ربما إصلاح كيان الفيلم القديم، وأسندت الكتابة إلى كاتب آخر كتب سيناريو مختلف تماما كأنه يصنع فيلما جديدا وتمت الاستعانة بنجوم جدد فى حكاية مختلفة قامت ببطولتها سعاد حسنى، وعزت العلايلى، وصار هناك فيلم نسبة التقارب مع سابقه تصل إلى عشرين فى المائة، وعرض الفيلم تجاريا أيضا بالاسم نفسه، فى عرض محدود للغاية عام 1972، لكن حسب التأريخ فإنه لدينا فيلمين لا فيلم واحد، الأول «النيل والحياة»، والفيلم الثانى «الناس والنيل»، وكلاهما على اليوتيوب، فى تاريخ لم يسجل بما يستحق فى تاريخنا السينمائى.
يجب ألا ننسى أن شاهين وهو ابن الاسكندرية، يعتبر أكثر مخرجينا عشقا لنهر النيل وكان النهر موجودا فى الكثير من أعماله بشكل بارز مثل: «ابن النيل»، «إنت حبيبى» و «صراع فى الوادى» و«الأرض» و«اليوم السادس» و«الوداع يا بونابرت»، بالإضافة إلى الفيلمين المذكورين.

التعليقات