لعنة الوجوه اللبنانية المبتسمة فى قصر المهاجرين - مواقع عربية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 4:58 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لعنة الوجوه اللبنانية المبتسمة فى قصر المهاجرين

نشر فى : الأربعاء 8 سبتمبر 2021 - 7:55 م | آخر تحديث : الأربعاء 8 سبتمبر 2021 - 7:55 م

نشر موقع درج مقالا للكاتب حازم الأمين، يقول فيه إن لبنان الحالى يليق بنظام بشار الأسد الدموى، فى إشارة لاجتماع وفد وزارى لبنانى فى دمشق مع رموز من النظام السورى طلبا للمساعدة، وإقامة قيادات من النظام اللبنانى وحزب الله أعراسهم فى فنادق 5 نجوم، فى الوقت الذى يعانى فيه الشعب اللبنانى من الجوع ويموت على أبواب المستشفيات.. جاء فيه ما يلى.
إن على حلفاء النظام السورى فى لبنان، وعلى أتباعه أن يعيدوا الأمانة لبشار الأسد، وها هم يفعلونها، فيتقاطرون زرافات ووحدانا إلى دمشقه، ويحتفلون باستسلام لبنان مجددا لإرادة المحور.
الخطوة الأولى كانت توجه وفد وزارى «رفيع» إلى دمشق ليطلب «مساعدة» من نظامها، والخطوة الثانية كان زفاف نجل وئام وهاب فى قصر المهاجرين الذى كان سبقه حفل مُهيب للعروسين، أين منه حفلا زفاف ابنى مدير عام قوى الأمن الداخلى عماد عثمان ومدير عام الأمن العام عباس إبراهيم، ناهيك بحفل زفاف ابنة القيادى فى «حزب الله» نوار الساحلى الذى لا ندرى ما إذا كان انتهى فى قصر المهاجرين!.
نعم لقد انتصر أهل «المحور» ولبنان الآن جوهرة بين أيديهم! لبنان هذا يليق ببشار الأسد وبحسن نصرالله، وبعرائس أهل النظام وهم يتغطرسون فى فنادق الخمس نجوم، فيما اللبنانيون المهزومون جوعى ويحتضرون على أبواب المستشفيات. انتصر أهل المحور ولم يُهزم سعد الحريرى ووليد جنبلاط وسمير جعجع، فهؤلاء يحيون احتفالات موازية فى صوامع الخمس نجوم الخاصة بهم. انتصر بشار الأسد بعدما قتل نصف مليون سورى وهجّر نحو عشرة ملايين ودمر المدن والأرياف! وانتصر حسن نصرالله وربعه بعدما سطت المصارف على ودائع نحو مليون ونصف المليون لبنانى، وبعد انفجار دمر العاصمة وبعد اختناق اللبنانيين بإفلاس أتى على كل شىء، وها هم يتزاحمون على أبواب السفارات بحثا عن فرصة للهرب تشبه الفرصة التى أتيحت لأقرانهم الأفغان، ما أن انتصر أهل المحور هناك. وعلينا هنا أن نلحظ تشابها بين طالباننا المنتصرة وطالبانهم العائدة، فالعائدون من كلا المحورين يحتفلون بالانتصار على أمريكا من جهة، ويبدون غبطة لإمكان أن تبدأ واشنطن بإعادة النظر بالعقوبات التى فرضتها عليهم من جهة أخرى. فالفارق يا أيها المنتصرون ليس كبيرا بين المشهد فى مطار كابول والمشهد فى مطار بيروت، لا من حيث كثافة المغادرين ولا من حيث انقطاع الكهرباء.
نعم انتصر أهل المحور وانتهى لبنان. الوجوه المبتسمة فى قصر المهاجرين لا أثر عليها لعلامات النهاية، والصحفيون الذين احتلوا الشاشات لتحليل المشهد لم تعد المأساة اليومية فى بيروت جزءا من همومهم. الغبطة تغمر وجوههم كما لو أن الزمن عاد بهم عقدين إلى الوراء. ترسانة مفوهى النظام السورى استيقظت من سباتها لتفسر لنا ما يحصل فى فنادق دمشق وفى قصور السلطة فيها. إنها وقاحة المنتصرين تلك التى ارتسمت على وجوههم، فيما الناس يئنون جوعا ومرضا.
كان علينا نحن ضيّقى الأفق والمعرفة، أن نعرف سر الاختناق اللبنانى. لا كهرباء فى لبنان من دون عقد هذا الصلح المهين. لكن هل سيأتينا هذا الصلح بالكهرباء؟ فالكهرباء انقطعت لأن أهل المحور وخصومهم غير المهزومين سرقوا الودائع، والانفجار الكبير حصل لأننا كنا نستورد الأمونيوم للنظام لكى يقصف شعبه، والبنزين اختفى لأنهم كانوا يهربونه إلى نظامهم فى دمشق. وحين كان أمين عام «حزب الله» يتحدث عن حصار وعقوبات تقف خلف هذا الاختناق وكنا نتساءل عن أى حصار يتحدث، كان علينا أن نعرف أنه يعنى حصار النظام فى سوريا، والعقوبات التى فُرضت عليه، وكان علينا نحن أن نكسر الحصار وأن نلتف على العقوبات. هذه مهمتنا وقد أنجزناها ودفعنا بلدنا ثمنا لها.
ليس صعبا أن نعترف بالهزيمة، فهذا شأننا منذ أكثر من عقد. لكن كيف سيصرفون نصرهم وسط هذا الخراب كله؟ صحيح أنه نصر يليق بهم، لكن عليهم أيضا أن يحددوا هوية من أصابته الهزيمة. فهل من أصابته العتمة من بيئة أهل المحور منتصر؟ أو من قتله الانفجار أو من مات بعدما عجز عن الحصول على الدواء منتصر أيضا؟
نعم انتصر المحور ومات الناس، تماما مثلما انتصر بشار الأسد وانتهت سوريا، فالمهم فى حضرة هذا الانتصار الكبير أن نحيى الأعراس فى قصر المهاجرين وفى فنادق النجوم الخمس.
النص الأصلى: هنا

التعليقات