المنزل رقم 13 - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 12:43 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المنزل رقم 13

نشر فى : الجمعة 8 ديسمبر 2023 - 8:20 م | آخر تحديث : الجمعة 8 ديسمبر 2023 - 8:20 م
لن تعود أبدا سينما الخمسينيات كما كانت مزدهرة، وهذا أمر يعجلنا نشعر بالحسرة وأيضا أن نتمسك بهذه الأفلام التى صار أغلبها من علامات السينما، الفيلم الأول للمخرج كمال الشيخ الذى عمل لسنوات طويلة فى مجال المونتاج إلى أن عثر على خبر صغير للغاية فى إحدى الجرائد المصرية، حول جريمة حدثت فى الولايات المتحدة ذات يوم، حين قام طبيب نفسى بالسيطرة على أحد مرضاه ومن خلال قدرته فى السيطرة عليه من خلال التنويم المغناطسى جعله يرتكب جريمة قتل لأحد خصومة، هذا الفيلم الذى كتب له السيناريو والحوار على الزرقانى وألفه وأخرجه كمال الشيخ بدا مختلفا تماما عن النغمة السائدة فى السينما المصرية، ففيما قبل وأيضا فيما بعد لم تكن الحبكة البوليسية متقنة لدى كتاب السينما مثلما رأينا الأمر عند على الزرقانى وكمال الشيخ، وفى هذه الفترة كان كمال الشيخ يسير على منهج الفريد هتشكوك، فيما يسمى ملك التشويق أكثر منه عمل بوليسى مثلما حدث فى (حياة أو موت) و(من أجل امرأة)، هذه هى سينما الخمسينيات باعتبار أن كمال الشيخ فى العقد الثانى قد اتجه إلى الكتابه الأدبية وضعفت علاقته بأفلام التشويق، وقدم لنا روايات منها (اللص والكلاب) والرجل الذى فقد ظله و(شىء فى صدرى) وغيرها من الأفلام، والغريب أن كمال الشيخ عندما حاول العودة إلى فيلم التشويق فى الثمانينيات كانت قدرته على إدارة الحدث ضعيفة للغاية مثلما حدث فى فيلم (الطاوس) وأيضا فى فيلمة الأخير قاهر الزمن.
وهذا يعنى أن المخرج فى بدايته كان مختلفا فى أعماله ولكن من وقت لآخر كان يقدم أعمالا مميزة مثلما فعل فى على من نطلق الرصاص ولعل الكلام عن كمال الشيخ يجعلنا نبتعد قليلا عن الفيلم فقد قدم أفلاما متوسطة القيمة فى منتصف السبعينيات منها الهارب. إذن فقد بدا كمال الشيخ قويا فى فيلمه المنزل رقم 13 وهو يقدم لنا المواطن شريف الذى يرتكب جريمه قتل، ويعود إلى المنزل وفى صباح اليوم التالى اكتشف بقعة من الدم على ملابسه ويتم القبض عليه من قبل رجل لم يقابله أبدا، وهنا تدخل أطراف عديدة منهم زوجته التى تزوجها قبل أيام ومنهم الطبيب النفسى حيث تتفكك خيوط الحدوته ونعرف أن هذا الطبيب قد قام بتنويمه مغناطيسيا وجعله يتخلص من أحد خصومه ويهتم الجزء الأخير من الفيلم بكشف ما فعله هذا الطبيب بعد أن باحت عشيقته بالتفاصيل.
نتوقف هنا عند مواقف بعينها تم نقلها من أفلام شهيرة عرضت فى نفس الفترة مثل حكاية القاتل والعشيقة كما رأيناها فى فيلم الأستاذة فاطمة إخراج فطين عبدالوهاب حيث قامت فاتن حمامة بنفس الدور بالتفاصيل التى حدثت فى فيلم اليوم، كما أن هناك مشاهد أخرى منقولة من أعمال مصرية ومن حسن الحظ أن المخرج كان من الإتقان حيث جعل الفيلم يخصه فى المقام الأول. وإذا عدنا إلى أفلام المخرج فى النصف الأول من هذا العقد فإن كمال الشيخ يستحق أن يلقب بمهندس السينما المصرية وذلك لإتقانه فى عمل هذه الأفلام ومنها (حب وإعدام) ثم (حبى الوحيد).
التعليقات