أخيرا وبعد طول انتظار، دخلت الكهرباء على يد وزيرها حسن يونس إلى عالم التصريحات المضروبة حول «مراعاة البعد الاجتماعى» لمحدودى الدخل، بعد أن صعق ملايين المستهلكين بكشفه عن خططه السرية لرفع أسعار الكهرباء، لجريدة الأهرام السبت الماضى..
الوزير الذى أصابنا بصدمة كهربائية ونفسية مزدوجة نعانى منها حتى الآن، أكد مراعاة الحكومة للبعد الاجتماعى فى هذه الزيادات.. دون أن يشرح لنا كيف؟ ولماذا لم تراعه فى الزيادات السابقة؟ ولماذا أصلا لم تنخفض الأسعار، رغم مشاريعه لإنشاء محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية؟!.. وهو تناقض غير مفهوم فى تصريحات الوزير الذى يبدو أنه يستخف بذكائنا ومشاعرنا.. وبالبعد الاجتماعى قبلهما!
ما خفف عنى تأثير هذه الصدمة كان تعليقات القراء التى جاءت كالكوميديا السوداء.. أحدها تمنى أن يكون الوزير يهزر معنا بكذبة ابريل.. قارئ متشائم لخص رأيه فى الموقف الأيديولوجى لحكومة الوزير قائلا «يا رب خدنى علشان ارتاح».. ثالث هدد وتوعد بعد أن قدم المشيئة بأن «الله سينتقم من هؤلاء المسئولين.. ولو بعد حين»..
قارئ رابع قال ليونس وزملائه «الله يخليكوا ماتراعوش البعد الاجتماعى سيبوه فى حاله الله يقرفكم واحد واحد».. خامس طالب بإلغاء رسوم «القذارة» لا «النظافة» على فاتورة الكهرباء.. قارئ جاب من الآخر واتهم يونس صراحة بالكذب قائلا «ما يقوله الوزير عن دعم الكهرباء بـ4.3 مليار جنيه فى السنة كذب وافتراء وكأننا لا نعرف الحساب فهو لو قسم المبلغ على 80 مليون مصرى يطلع نصيب الفرد 447 جنيها شهريا، فهل فيه كذب أكثر من ذلك كما أننا لسنا بلهاء فأسعار الكهرباء فى مصر الأعلى عالميا»..
قارئ أريب آخر كشف الملعوب قائلا «فعلا أسعار الكهرباء لم ترتفع ولكن الذى زاد هو سعر الشريحة بمعنى أنه تم تحريك الأسعار بتخفيض كمية كل شريحة وبالتالى أصبحنا نتعامل بأسعار مضاعفة بأوامر من سيادة الوزير فمن يضحك على من؟؟؟
«ملحوظة: كل علامات الاستفهام السابقة من عند القارئ وليس من عندى».
آخر ورقة
فى اليابان ينتحر ــ والعياذ بالله ــ الوزير الذى يفشل أمام الرأى العام... فإذا كانت المقادير رحيمة بيونس ولم تجعله من مواليد طوكيو، فهل يقدم على الأقل استقالته لمحاولته بيع الكهرباء بالأسعار العالمية رغم علمه بأن أجور غالبية مستهلكيها فى مصر.. غارقة فى مستنقع المحلية!