صدرت هذا الأسبوع فتوى للدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية يحلل فيها استخدام صمام القلب النسيجى الأصل المأخوذ من قلب الخنازير «لا مانع شرعا من استيراد واستخدام صمام القلب النسيجى المأخوذ من الخنازير والتداوى به فى عمليات القلب المفتوح»
الحق الدكتور على جمعة اجتهد اجتهادا يشكر عليه لتوضيح لماذا أقر استعمال صمام الخنزير بديلا لصمام آدمى تالف من الضرورى استبداله بآخر للحفاظ على حياة إنسان.
كان هناك من أيده فأضاف بعدا جديدا بضرورة فهم النص القرآنى الخاص بتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير أما ما لفت نظرى فهو من عارضوا رأيه وتصدوا له. ومنهم رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الذى وجدها فيما يبدو فرصة لأن يحرم فى المطلق زراعة الأعضاء ونقلها من إنسان لإنسان أو من حيوان لإنسان. بل وجزم فيما يشبه اليقين أنها (زراعة الأعضاء) تحدث بالجسم أضرارا بالغة ولا تفيده.
يبدو أن العالم الجليل يتمتع بخلفية علمية وطبية رصينة جعلته يسترسل «زراعة صمام خنزير فى جسم الإنسان لابد أن يتبعه علاج يتسبب فى تدمير جهاز المناعة وهذا ضار جدا على صحة الإنسان»!!..
بداية لمن لا يعرف استخدام صمام الخنزير أمر وارد منذ سنوات طويلة فى العالم وفى مصر أيضا فلماذا تأتى هذه الفتوى الآن؟
استخدام صمام الخنزير يتيح حياة طبيعية لمرضى يعانون من تلف صماماتهم لأسباب متعددة قد تودى بحياتهم. المعروف أن شركات المعدات الطبية التى تنتج تلك الصمامات تحرص على تربية تلك الخنازير فى مزارع خاصة وتعتنى بها فيما يأكلون وكل تفاصيل حياتهم المعيشية وأن صمام الخنزير هو الأقرب تشريحيا لصمام الإنسان الميترالى والأورطى لذا يستخدم بكفاءة مكان صمام الإنسان التالف.
يقدر عمر صمام الخنزير (10 ــ 12 عاما داخل الإنسان) دعا العلماء لابتكار صمامات يتم تفصيلها من غشاء التامور المغلف للقلب من الخنازير أيضا وحاليا من البقر فما رأى فضيلتكم؟ هل لكم رأى فى البقرة أم نسأل أهل موسى عليه السلام؟ ما لا تعلم أيضا يا سيدى أن استخدام الصمامات النسيجية من الخنزير أو البقرة يتم بعد تحويلها لمواد مختلفة تماما عن أصلها والأهم أن ذلك لا يستدعى إطلاقا استخدام أدوية مثبطة للمناعة فمن أين استقيت معلوماتك التى بنيت عليها فتواك؟
ما لا تعلمه أيضا يا سيدى أن الصمامات النسيجية من أى أصل (آدمى، خنزير، أو بقرة) تعفى الإنسان من ضرورة أن يظل طوال حياته بعد العملية خاضعا للأدوية المسيلة للدم وأخطار الجلطات إذا ما استبدل صمامه بآخر معدنى.
هل حقا نحن فى حاجة الآن إلى مثل هذا الفقه؟ سؤال أطرحه عن رغبة صادقة ملحة فى الفهم. هل من مجيب؟.