كملوا معانا الفيلم - سيد محمود - بوابة الشروق
الإثنين 30 ديسمبر 2024 7:55 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كملوا معانا الفيلم

نشر فى : الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 - 9:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 - 9:00 م
علمنى المناضل الراحل يوسف درويش الذى صادقته فى السنوات الأخيرة من عمره أن أكون من «رعاة الأمل»، أن أبحث دائما عن الضوء ولو كان فى نهاية النفق، أن «أربى الأمل» بتعبير محمود درويش، والأمل مكلف ولا شفاء منه كما قالت لى المبدعة أهداف سويف لذلك لا زلت أجد فى كل مبادرة يقدمها فرد أو جماعة مناسبة للاحتفال، وفى الأيام الصعبة تتضاعف الحاجة للتضامن وليس أجمل من اجتماع الناس على فكرة تؤدى لتحسين فرص العيش، وأضعف الايمان العمل على خلق بيئة تننافسية تقوم على قواعد مهنية شفافة.

وخلال الاسبوع الماضى دعيت من قبل أصدقاء قدامى للحضور إلى مؤسسة «أضف» بالمقطم وهى تستحق وقفة أخرى لمتابعة حملة «كملوا معانا الفيلم» التى بدأها صناع فيلم «حمام ساخن» لاستكمال عملية إنتاجه.

وتفتح الحملة بابا مهما من أبواب التضامن لتنفيذ فكرة مبدعة ولدت من رحم ثورة 25 يناير وسيكون فيما أعلم أول فيلم مصرى يطلب «دعم الجمهور» قبل تنفيذه وهى حملة تذكرنى بما كنا فعلناه فى الجامعة لإصدار كتب أدبية بتمويل جماعى وأدى الكتاب الوحيد الذى أصدرناه لرفت زميلنا القاص محمد عامر من كلية دار العلوم بعد اتهامه بـ «التحريض على الفجور» عام 1992.

و«حمام سخن»، فيلم روائى مستقل يتناول قصصا حقيقية عن حياة سبع سيدات كن محاصرات على خلفية مواقفهن المختلفة فى يناير 2011. تلعب بطولته مجموعة من الممثلين والممثلات يعرف الجمهور منهم منى هلا وريم حجاب وأسامة أبو العطا الذى ظهر فى طلة مميزة فى فيلم «على معزة وإبراهيم ». 

وسعت المخرجة منال خالد مع الكاتبة رشا عزب لتنفيذ الفيلم على مدى سبع سنوات، ورغم دعم فريق من المتطوعين كرسوا وقتهم وجهدهم لاستكمال المشروع إلا أنهم لم يعودوا قادرين على العمل الفردى. 

يحتاج الفيلم الآن لنحو 17 ألف دولار ليتحول إلى نسخة نهائية وذلك بعد أن تكفلت مخرجته بإنجاز المراحل الأولى على نفقتها الخاصة لذلك جاءت هذه المبادرة النوعية التى تسمح للأفراد فقط بتقديم دعم مادى للفيلم.

وتشمل مبادرة «كملوا معانا الفيلم» عن ندوات ترويجية فى مواقع ثقافية عديدة للتعريف به تشمل فى بعض الأحيان حفلات غنائية ومعارض لبيع منتجات يدوية وملصقات فنية يخصص عائدها لتمويل الفيلم.

وهدف الحملة جذب دائرة أوسع من المهتمين لاستكمال الجزء الأخير والمكمل للفيلم والتأكيد على إمكانية مولد نمط من الانتاج التعاونى القائم على «تشبيك» مؤسسات مستقلة وأفراد لمقاومة الإصرار على موت السينما واختزالها فى صورة واحدة هى المهرجانات دون تفكير جدى فى أنماط الانتاج البديل. 

ولتحقيق ذلك أطلق صناع الفيلم حملة للتمويل الجماعى على موقع «انديجوجو» على الانترنت، قبل نحو شهر وخلال احتفال آخر تم تنظيمه فى مطعم «عيش وملح» بوسط البلد حضرته العديد من الشخصيات العامة ساهم بعضها فى فيديو ترويجى قصير يرفع شعار الحملة «كملوا معانا الفيلم».

وإلى أن يظهر الفيلم ويفتح بابا للنقاش حول مستواه الفنى من الواجب الترحيب بالمبادرة ذاتها، لأن نجاحها قد يعيد الحياة لمبادرات أخرى مثل «مصرين» و«حصالة» تعثرت لأسباب لم تعد خافية على أحد وكانت تحمل إلى جانب الأمل فى تغيير شروط صناعة السينما طاقات مبدعة مثل تامر السعيد وهالة لطفى ومحمود لطفى ومحمد رشاد وبسام مرتضى، أثبتت أعمالها الجدارة وتحولت إلى «منارة» يصعب أن يغيب الضوء عنها لأن حلمت بـ«الخروج إلى النهار» ويبقى حلم «حمام ساخن» أن يخرج إلى النور.