نشرت جريدة البيان الإماراتية مقالًا للكاتبة وفاء الناخى، تناولت فيه أهمية اللطف كصفة إنسانية تعزز الترابط المجتمعى، مع ضرورة التوازن بين اللطف والحزم لتجنب الاستغلال والضرر، لأن اللطف فى غير موضعه قد يؤدى إلى نتائج سلبية.. نعرض من المقال ما يلى:
اللطف من الصفات الإنسانية التى تُجمّل الإنسان، وغالبًا ما يحظى اللطفاء بتقدير واحترام الآخرين، فهى صفة معززة للصحة النفسية وتساعد على بناء مجتمع أكثر ترابطًا.
إظهار اللطف يعكس الذوق الرفيع ومراعاة الآخرين عند التعامل معهم. يتمثل اللطف فى الأفعال والكلمات التى تبدأ بعدم إيذاء الآخرين قبل إدخال السرور إلى قلوبهم.
اللطف فى الكلمة الطيبة والابتعاد عن النقد الجارح. اللطف فى تخفيف معاناة الآخرين وتقديم المساعدة لهم متى ما طلبت فى بعض الأحيان بقدر المستطاع وبدون انتظار المقابل. اللطف فى تقبل الآخر المختلف واحتوائه بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية أو الثقافية. للطف معنى واسع، فهو لا يشمل البشر فقط وإنما الحيوان والجماد والشجر أيضًا، من خلال العناية بهم واحترامهم. بالرغم من جمال صفة اللطف فإنها قد تكون غير مناسبة فى بعض المواقف. استخدام اللطف فى غير موضعه قد يؤدى إلى نتائج عكسية.
اللطف مع المستغلين والمتلاعبين على سبيل المثال يشجع سلوكياتهم الخاطئة، والتهاون مع مرتكبى الأخطاء ومتجاوزى الحدود يساعدهم على الاستمرار.
عندما نكون لطيفين إلى درجة التضحية بحقوقنا أو التنازل عن قيمنا ومبادئنا أو من أجل التودد للآخرين فإننا نفسح مجالًا للظلم أن يتواجد. عندما تتطلب بعض المواقف منا السرعة والحزم، بالتأكيد لا مكان للطف هنا، فالأولوية للحسم والسرعة وليس المجاملة، خصوصًا إذا تطلب منا نجدة الآخرين أو إنقاذهم فى مواقف مادية أو معنوية.
بالرغم من جمال ورعة هذه الصفة، فإن الإفراط فيها أحيانًا يضر أكثر مما ينفع. المفتاح بلا شك هو إيجاد التوازن بين اللطف والحزم، بحيث لا يتم استغلالنا أو تشجيعنا لأى سلوك خاطئ لا يتوافق مع قيمنا أو مبادئنا.
ماذا لو أدركنا أن اللطف مطلوب، لكن هناك مواقف تتطلب الوضوح، الحزم، والدفاع عن النفس؟ ماذا لو أدركنا أن غياب اللطف فى بعض المواقف لا يعنى إبداء العنف والإيذاء وإنما قد يعنى التصرف بحكمة وتعقل أو الانسحاب بلطف؟