وادى النجوم - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:02 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وادى النجوم

نشر فى : الجمعة 12 فبراير 2021 - 6:50 م | آخر تحديث : الجمعة 12 فبراير 2021 - 6:50 م

علمتنا السينما أن قصص الحب المؤلفة بالغة القوة تترك فينا آثارها طوال سنوات العمر، وكم من أفلام حركت فينا الوجدان، لكن قصص الحب الحقيقية وراء بعض الأفلام أكثر أهمية أن نتعرف عليها، ونعيشها، وعليه فإننا لا يمكن مشاهدة الأفلام التى جمعت بين كل من عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار دون أن نعايش قصة الحب العظيمة التى ربطت الاثنين منذ أن تقابلا، عام 1939م فى فيلم (بياعة الورد) إخراج حسين فوزى.

أن الفيلم الأول أمام نجمة أسست صناعة السينما فى مصر كمنتجة ومخرجة وكاتبة وممثلة، وكانت فى حاجة إلى رجل مثله، وهذا الفيلم الأول المأخوذ عن بيجماليون، ومسألة الخلق حين يحب المبدع ما أنتجه، ويدقق فيها، وجدت عزيزة أمير فى الممثل الشاب الذى سرعان ما تزوجته، ضالتها فى أن يحققا معا مشروعه الفنى الذى حققه، فلم تبعد عنه، وكان البطل فى جميع أفلامها، يشتركان معا فى الكتابة، والإنتاج، والتمثيل، ويقدمان أعمالا ذات قيمة، وفى الفترة الأولى كان عليهما الاستعانة بمخرجين ومنهم نيازى مصطفى وستيفان روستى، وما لبثت المرأة التى مارست الإخراج عام 1927م أن دفعت حبيبها زوجها للإخراج، وظلا يعملان معا حتى رحيلها عام 1952م، فتزوج من مريم فخر الدين وصار أكثر نضجا فى فيلم (وادى النجوم).

اجتمع هذا الثنائى العاشق فى فيلم من إخراج نيازى مصطفى، كما نشاهد قصة حب متأججة، وقد لاحظت تأجج مشاعر عزيزة أمير تجاه ممثلة كان اسمها زينب فى هذه الأفلام.

شاهدت هذا الفيلم ووجدت أن الجمل الحوارية التى تنطق بها العاشقة زينب تجاه حبيبها عدلى، يمكن لها أن تقال فيما بينهما فى السينما والواقع، عليه فنحن أمام أول ثنائى عاشق فى السينما، والأكثر أهمية فى الربع قرن الأول من تاريخ السينما المصرية، فنحن أمام قصة حب وتفان، بين عدلى وزينب التى تم إنقاذها فى صحراء افريقيا من الذهاب إلى الساو، لتكون قربانا، وهنا أيضا نحن أمام فكرة بيجماليون، فزينب أحبت الرجل الذى أنقذها واصطحبها إلى المدينة، وقد حدث أن فقد البصر، فقرر إبعادها عن حياته، وظهر الساو كى يستعيد قربانه، إلا إن المرأة تبقى إلى جانب حبيبها حتى وان كان ضريرا.

وهكذا يمكن من خلال مشاهدة الفيلم أن نرى ملامح مختلفة، وزينب تتمسك بعدلى بكل صدق ونبل، ويجب أن نعترف ولم يكن محمود ذو الفقار أو أنور وجدى، لكن مفتاح البهجة هو الصدق، وأن يحس أن الحوار مكتوب بصدق ونبل.
وهذا هو الهدف من المقال التعرف على الفيلم وان تجرب نوعا جديدا من المشاهدة، والفيلم ملىء بنجوم آخرين موهوبين فى أدوار أخرى منهم سراج منير.

التعليقات