على أد لحافك - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:14 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على أد لحافك

نشر فى : الجمعة 12 يوليه 2019 - 9:45 م | آخر تحديث : الجمعة 12 يوليه 2019 - 9:45 م

فيلم على قد لحافك 1949 إخراج فؤاد شبل هو واحد من الأفلام التى ظلت تطغى على صناعة السينما المصرية طوال عمرها ولم تتوقف عن العمل بها وتصديرها إلى الصالات، وهو بطولة هاجر حمدى ومحمود المليجى الذى قام فى تلك السنة بدور البطولة أكثر من مرة، وأيضا على الكسار، اسماعيل يس، وأيضا مارى منيب، وعبدالعزيز أحمد، وأيضا الممثلة المخضرمة عايدة كامل.

الكثير من السينمائيين، فى مجالات الكتابة والاخراج، نظروا إلى السينما على أنها مسرح يتم تصويره بكاميرا سينمائية، لايخرج عن كونه مكانا ضيقا يتحدث فيه بعض الاشخاص، ولا يتحركون خارج اطاره، ولعل هذه طريقة مضمونة لعمل سينما زهيدة التكاليف، وهى فى الغالب لا تخرج عن الغرف المغلقة، بالطبع لا يعنى الأمر سوء التجربة، فهناك افلام عالمية ومصرية تعتمد على مكان واحد فقط لا تخرج عنه أبدا، ومنها «عربة اسمها الرغبة» لإيليا كازن، و«التل» لسيدنى لوميت، و«12 رجل غاضبا» لجون فرانكنهايمر، وغيرها.

«على أد لحافك» اخراج فؤاد شبل 1949 هو واحد من هذاه الأفلام كأنه يستمد قيمته من عنوانه، حيث إنه لم يخرج عن كونه مسرحية تدور أحداثها بين ديكورات ضيقة فى أكثر من بيت، منها قصر الباشا الذى تركه للذهاب إلى القرية للاستشفاء، بالاضافة إلى بيت العريس النصاب الذى يريد الزواج من فتاة تكذب عليه اسمها قطايف، وتدعى أنها ثرية أيضا، وعلنا سوف نلاحظ أن فطين عبدالوهاب قدم الموضوع نفسه، بعد ربع قرن، فى فيلم اضواء المدينة 1972.

اللحاف فى الفيلم كان صغيرا للغاية، سواء فى الموضوع أو الممثلين بالاضافة إلى الديكورات، وكافة العناصر السينمائية فلا موسيقى سوى تلك المصاحبة للرقص، ولا تصوير رغم من أن المكان الضيق قد يسمح بالمزيد من الابتكار.

على كل فالمفروض أن نحتفل يوم الرابع عشر من يوليو الحالى بالذكرى المئوية الأولى على ميلاد فؤاد شبل، وقد سبق أن تحدثنا هنا عن فيلم آخر هو «حماتك تحبك» ينطبق عليه «فيلم ويعدى» وللأسف الشديد فهذه الظاهرة السينمائية لاتزال تسيطر على الكثير من أفلامنا فى السنوات الأخيرة.

الفيلم بطولة الراقصة هاجر حمدى التى انتقلت فى العام نفسه إلى أدوار البطولة فى أكثر من فيلم، وكانت زوجة للممثل كمال الشناوى، وهى صاحبة أسلوب خاص بها فى الرقص، وفى بداية الفيلم تدخل فى حوار حول الرقص مع أمها التى تجسدها مارى منيب التى تحاول أن تعطيها التعليمات فإذا بالبنت قطايف تزيحها وتعايرها أنها صارت عجوزا وأنه لا يجيد الرقص سوى هى، وتبدأ فى تقديم مواهبها، هذا الرقص الذى لن يتوقف أمام الكاميرا طوال أحداث الفيلم، لدرجة أنها تقدم لنا استعراضا كاملا فى هذا الفن البالغ الرقى من منظورها، وهى تستقبل الشاب الذى تقدم لخطبتها، نعم هذا مشهد فريد فى الحياة والسينما، أن تقدم عروس عرضا راقصا أمام ابيها وعريسها وأبيه: محمود المليجى، وعلى الكسار، وللأسف الشديد فان فؤاد شبل لم يكن مخرجا بالمرة ولم يتمكن من إبراز مواهب أبطاله، فلا هاجر كانت راقصة ماهرة، والمليجى لم يحبك الشر الذى برع فيه، ولم يكن إسماعيل يس سوى شخصا باهت، لا يجيد التعبير عن مشاعره بالمرة. كل المشاهد التى يظهر فيها يحاول ركوب دراجته الا أنه لا يجيد قيادتها أبدا.

الحكاية أن قطايف ابنة الطباخ القديم فى بيت الباشا حصلت من سيدة البيت على ملابس هدية، فارتدتها، اثناء ذهب الأسرة إلى الريف، وقابلت السائق النصاب الذى تصور أنها ساكنة الفيلا فقرر التقدم لخطبتها، اما الفتاة فقد اقتتع أبوها أن يستأجر أشخاصا كى يتصرفوا على أنهم الخدم.. الأهل المرموقون استقبلوا أهل العريس بترحاب شديد، الا أن الباشا صاحب القصر يعود فى الوقت غير المناسب، ويكتشف اللعبة فيطرد طباخه من الوظيفة ويتوصل كل طرف إلى مخادعات الطرف الآخر، هذا الطباخ أهمل فى عمله وقام بحرق برقية كان عليه أن يرسلها ما منع بيع أهم شركة للباشا، وأنقذه ذلك من الإفلاس، وعليه فإن الباشا منح الطباخ مكافأة وأعاده إلى العمل، وفازت البنت المخادعة بخطيب كان يحبها دوما من طرف واحد فى الزواج منها.

هذا الفيلم شاهده الأجداد منذ سبعين عاما، وسيظل كأنه المنهل للكثير من الأفلام الجديدة اتى نراها حتى الآن رغم سذاجته الملحوظة.

التعليقات