مرض الرئيس الأمريكى ليس قضية خطيرة - دوريات أجنبية - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 3:41 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مرض الرئيس الأمريكى ليس قضية خطيرة

نشر فى : السبت 13 يوليه 2024 - 9:00 م | آخر تحديث : السبت 13 يوليه 2024 - 9:00 م

إذا كان السؤال الملح فى السياسة الأمريكية هذه الأيام هو ما إذا كان الرئيس جو بايدن سينسحب من السباق الرئاسى لعام 2024، فإن السؤال الذى حظى باهتمام أقل بكثير فى أعقاب المناظرة السيئة هو ما إذا كانت قواه الجسدية و/أو المعرفية سيكون لها أى تأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وبنظرة سريعة على التاريخ سنحصل على الإجابة.

أصيب الرئيس وودرو ويلسون بسكتة دماغية فى أكتوبر 1919، لكن زوجته وطبيبه أخفيا حالته، ولم تحاول القوى الأجنبية قط استغلال عجز ويلسون. ومن ناحية أخرى، أصيب دوايت آيزنهاور بنوبة قلبية خطيرة فى سبتمبر 1955، لكن العمليات الحكومية لم تتأثر، وفاز فى إعادة انتخابه فى عام 1956، ليقضى فترة ولاية ثانية ناجحة. عانى جون كيندى أيضا من مرض أديسون والعديد من الأمراض الخطيرة الأخرى، ولكن يبدو أن حالته لم تؤثر فى أنشطته العامة أو الخاصة.
كما يقال إن الرئيس ريتشارد نيكسون كان ثملا للغاية ولم يتمكن من تلقى مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء البريطانى آنذاك إدوارد هيث خلال الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1973، مما ترك القرارات الرئيسية ليتخذها وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر، ومسئولون آخرون. وربما كان رونالد ريجان فى المراحل الأولى من مرض الزهايمر خلال فترة ولايته الثانية فى منصبه، ولكن هناك القليل من الأدلة على أن الحالة كان لها تأثير كبير على سياسة الولايات المتحدة أو على تصرفات الدول الأخرى.
تذكرنا هذه الأمثلة بأن ضعف الرئيس قد لا يكون قضية خطيرة كما يتصور الناس. وعلى الرغم من أهمية رؤساء الولايات المتحدة بشكل واضح، إلا أنهم لا يتحملون المسئولية منفردين عن صياغة السياسة أو تنفيذها. فجميع الرؤساء لديهم فريق؛ وغالبا ما تتم مناقشة خيارات السياسة والاستجابات المحتملة للسيناريوهات المختلفة قبل التنفيذ؛ على سبيل المثال، وزيرا الخارجية والدفاع، ومديرو الاستخبارات الوطنية، ورؤساء مجلس الأمن القومى سوف يتقدمون ويتولون المسئولية إذا كان الرئيس ضعيفا إلى حد ما. ثم من قال إن الرؤساء الشباب والحيويين يستطيعون ترويض كل جانب من جوانب آلية السياسة الخارجية؛ إذ لدى مؤسسة السياسة الخارجية طرق عديدة لتخفيف أو مقاومة أو إعادة توجيه ما يحاول الرئيس القيام به.
كنا إن وجود شخص فى القمة غير قوى بشكل كافٍ يمكن أن يكون فى بعض الأحيان ميزة! فإذا كان بعض المفاوضين يحاولون إقناع الخصم بتقديم تنازلات، فيمكنهم أن يقولوا لنظرائهم: «كما تعلمون، الرئيس كبير فى السن وملتزم بطرقه، ووجهات نظره بشأن هذه القضية لن تتغير. ليس هناك طريقة يمكننى من خلالها أن أجعله يتزحزح». لذلك، فى بعض الحالات، قد يكون التصور بأن الرئيس قد تجاوز ذروة شبابه أمرًا ذكيًا يمكن للشخصيات الدبلوماسية الأمريكية استغلاله.
باختصار، يجب الموازنة بين الشكوك حول قدرة بايدن على إدارة البلاد وبين الصفات التى أظهرها ترامب عندما أشرف على السياسة الخارجية للولايات المتحدة. إذ تظهر فترة ولاية ترامب الأولى أنه شخص غريب الأطوار، ومتقلب المزاج، وغير مهتم بالتفاصيل، وغير قادر على إعطاء أغلب مشاكل السياسة الخارجية الاهتمام المطلوب. وعلى الرغم من أنه كان يتمتع ببعض الغرائز الطيبة (مثل الحاجة إلى مواجهة الصين، والخروج من أفغانستان، وحمل أوروبا على بذل المزيد من الجهد فى مجال الدفاع، وما إلى ذلك)، فإن وجهات نظره بشأن قضايا أخرى (على سبيل المثال، الشراكة عبر المحيط الهادئ، والملف النووى الإيرانى) كانت تفتقر إلى البيانات، والعديد من السياسات التى اعتمدها إما فشلت فى تحقيق الوعود أو تركت الولايات المتحدة فى موقف أضعف.

ستيفن والت
مجلة فورين بوليسي
النص الأصلى:
https://bit.ly/4cSsKDy
ترجمة وتلخيص المقالين: ياسمين عبداللطيف

التعليقات