مقولة واحدة صدرت عن ترامب.. يجب أن تُقلق إسرائيل جدا - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 12:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مقولة واحدة صدرت عن ترامب.. يجب أن تُقلق إسرائيل جدا

نشر فى : الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 8:25 م | آخر تحديث : الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 8:28 م

الأمريكيون والأمريكيات الذين شاهدوا، ليلة الثلاثاء ــ الأربعاء، المناظرة ما بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، نسوا تقريبا أن بايدن لا يزال رئيسا للولايات المتحدة. قد يكون هذا الإنجاز الأكبر لهاريس التى أنقذت الحزب الديمقراطى من انهيار مطلق، بعد فشل بايدن فى المناظرة مع ترامب خلال شهر يونيو الماضى. لذلك، هى الرابح الأكبر فى هذه الليلة.

لم يتبقَّ سوى شهرين فقط لموعد الانتخابات، وهاريس فى تعادل هش مع ترامب، وسيتم حسم الانتخابات فى عدة ولايات، مثل بنسلفانيا وكارولينا الشمالية، وأيضا جورجيا. لدى هاريس نقطة تموضُع جيدة لتجنيد ناخبين وناخبات جدد مع اقتراب موعد الانتخابات، وخصوصا فى أوساط الشباب. الزخم كان معها، ونجحت خلال ليلة المناظرة فى الظهور كممثلة للجيل الجديد الذى يريد تصحيح الروح والرسالة الأمريكية فى العالم. لم تتخوف من ترامب، والاستخفاف به كان فى الحد المطلوب.

تطرح هاريس رؤية مستقبل واعد أكثر، وأكثر إشراقا، فى أمة منقسمة، وهى رؤية مع مسئولية اجتماعية واقتصادية إزاء الطبقة الوسطى وكبار السن والشباب. وهى تطرح رأسمالية أقل عدوانية، وعالما يستند إلى الحرية، فى الوقت نفسه، أيضا هاريس تلتزم الديمقراطية فى العالم، والحفاظ على أوكرانيا فى مواجهة «عدوانية» بوتين. إنها أيضا ضد تحالف «القادة الأقوياء» المُعادين للديمقراطية، الذين يقفون فى صف ترامب.

دونالد ترامب ظلّ على ما هو عليه. لقد هاجم إدارة بايدن واتهمها بأنها الأسوأ فى التاريخ، واتهم هاريس بالجبن والضعف. دان أيضا إدارة بايدن التى جعلت الولايات المتحدة تتراجع إلى مكانة أمة عالم ثالث، أمة ضعيفة وقذرة، جسديا ونفسيا، وغارقة باللاجئين واللاجئات الذين يأكلون الكلاب والقطط، بحسب كلامه. هذه الانتقادات موجهة أساسا إلى الفئات اليمينية الذين أصابهم اليأس من أمريكا، ذات الحدود المخترقة من طرف «التقدمية المجنونة الانتحارية».

هاريس، بدورها، أبعدت نفسها عن هذا الوصف بنجاعة. لقد ظهرت كمرشحة مركزية وبراجماتية مستعدة بشكل طبيعى تقريبا للتحدى. كانت جدية، وأيضا لطيفة ومتزنة، وركزت على طرح الحلول العملية.

•  •  •

أثبتت المناظرة أننا، كمجتمع إسرائيلى، موجودون فى موقع سيئ فى النقاش الداخلى الأمريكى. يتم التعامل مع إسرائيل كعبء، وليس كرصيد، وأنها منطقة مأزومة غير مغرية، تعيش حربا لا تنتهى. لا يتم التعامل مع إسرائيل على أنها حليف قوى، وفى الوقت نفسه، فقدت مكانتها كضحية. هذه المكانة إشكالية، فنحن لسنا أقوياء بما يكفى بالنسبة إلى ترامب، لأن دولتنا ستُباد خلال سنتين من دونه، بحسب كلامه. يجرى هذا فى الوقت الذى تراجعت موجة التعاطف مع إسرائيل، التى لعبت دور الضحية بسبب السابع من أكتوبر، أمام صور الدمار فى غزة.

عمليا، قال ترامب إن إسرائيل ضعيفة ودولة تابعة للولايات المتحدة. هذا التوجُّه خطِر لدعم حليف فاشل متعلق بالولايات المتحدة على صعيد الدفاع، وأيضا الأموال التى لا يحب ترامب تبذيرها. لذلك، وأيضا لهذا السبب، يجب وقف الحرب فورا.

يؤيد المرشحان ترامب وهاريس التوجه الذى عاد تحت عنوان «وضع نهاية للحرب» فورا، وتحدثت هاريس أيضا عن حقنا فى الوجود الآمن، لكن من دون التطرق إلى القيم المشتركة مع الحليف الديمقراطى. كلاهما أيضا يدعم رؤية دولة فلسطينية، ويريد إزالة موضوع الحرب فى الشرق الأوسط من جدول الأعمال. يبدو أن الجانب الأمريكى تعب منا. ترامب يسخر من الضعفاء، وهاريس تحاول الابتعاد عن «القوة المفرطة» التى لدينا.

يحق لإسرائيل أن يكون لديها قيادة مع رؤية، وليس فقط اعتمادا مضاعفا على القوة الأمريكية.

يوسى شاين

قناة  N12

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات