سر اختفاء خاشقجى - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 4:26 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سر اختفاء خاشقجى

نشر فى : السبت 13 أكتوبر 2018 - 11:05 م | آخر تحديث : السبت 13 أكتوبر 2018 - 11:05 م

نهاية مارس الماضى عقد ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، ضمن جدول زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، مجموعة لقاءات مع عدد من مديرى شركات التكنولوجيا الأمريكية للترويج لبرنامج المملكة «رؤية 2030»، وحث هؤلاء على المشاركة فى عدد من المشروعات على ساحل البحر الأحمر ومنها مشروع «نيوم».
كان من بين من قابلهم الأمير السعودى، جيف بيزوس المدير التنفيذى لشركة أمازون ومالك صحيفة «واشنطن بوست»، وبحث الطرفان إنشاء مراكز لتكنولوجيا البيانات فى مشروعات المملكة الجديدة.
وأعلنت «أمازون» عقب لقاء مديرها التنفيذى وبن سلمان عن عدد من الوظائف فى مدينتى الرياض وجدة فى مجال التجارة الإلكترونية، تمهيدا لإتمام الصفقة، وفق ما أشارت تقارير إعلامية أمريكية وسعودية قبل شهور.
من المتوقع أن تدخل «أمازون» أسواق المملكة مطلع 2019 عبر استثمارت ضخمة، لكن لا أحد يعلم ما سيكون عليه حال تلك الاتفاقات، عقب اختفاء الصحفى السعودى المعارض جمال خاشقجى فى قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية قبل نحو أسبوعين.
جريدة «واشنطن بوست» التى يملكها بيزوس المدير التنفيذى لـ«أمازون» والتى كان خاشقجى يكتب فيها بانتظام منذ وصوله إلى منفاه الاختيارى فى أمريكا قبل عام، تحولت إلى رأس حربة فى اتهام الحكومة السعودية باغتيال خاشقجى.
منذ اختفاء خاشقجى لم تتوقف «البوست» ولو ليوم واحد عن كتابة افتتاحيات ومقالات تتساءل فيها عن مصير الصحفى، ونشر أخبار وتقارير نقلا عن مصادر مخابراتية تشير إلى تورط الحكومة فى قتل الكاتب الذى كان يحمل خزينة أسرار كبيرة بحكم قربه لسنوات من دوائر السلطة الأمنية والسياسية فى السعودية.
لم يتدخل بيزوس مدير «أمازون» ليضغط على هيئة تحرير الجريدة التى دفع فيها قبل 5 أعوام 250 مليون دولار، لتوقف حملاتها أو حتى لتخفف من لهجهتها لينقذ استثماراته وصفقاته مع بن سلمان، ولم تتسرب أخبار عن محاولات مالك «واشنطن بوست» الجديد التدخل فى سياسة تحرير جريدته حيال تلك القضية.
وفقا لما نقله الزميل محمد معوض الصحفى العربى المقيم فى واشنطن، فإن هيئة تحرير «واشنطن بوست» أخبرت بيزوس فى اجتماع عقد عقب اختفاء خاشقجى أنها ستنحاز إلى كاتبها.. لم يبد مالك الصحيفة اعتراضا، فقط استمع ومضى، مغامرا باستثمارته المليارية المحتملة فى المملكة.
هكذا يتعامل ملاك الصحف فى الدول الديمقراطية، وهذا ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين مالك الصحيفة وهيئة تحريرها، لكن ما يحدث فى معظم العالم العربى، هو أن الملاك سواء كانوا حكومات أو أحزابا أو رجال أعمال يطبقون على صدر جرائدهم.
وبينما لم يمانع بيزوس بملاحقة صحيفته «واشنطن بوست» للنظام السعودى واتهامهم باغتيال الكاتب الصحفى السعودى خاشقجى، وقفت الصحف العربية موقف المتفرج، وكأن القصة الأكثر تداولا فى صحف العالم لا تهم القارئ العربى.

التعليقات