فى العقد الرابع من القرن العشرين وعقب الازمة الاقتصادية العالمية تنبأت السينما الامريكية إلى اهمية امتلاك المواطنين للأرض الزراعية ومدى الاستفادة منها لتعمير البلاد وذلك فى عدد كبير من الافلام التى كان أبطالها من المتصارعين على امتلاك الأرض، إما لزراعتها أو تعميرها والكثير من هذه الافلام مأخوذ من روايات مشهورة مثل «عناقيد الغضب» و«ذهب مع الريح» و «الاتحاد الباسيفيكى» وأيضا «هذه أرضى أنا» وهو الفيلم الذى أنتجته السينما الامريكية مرة أخرى عام 1962 بالاسم نفسه بطولة روك هدسن، وتدور الفكرة حول مزارع صغير يقف أمام واحد من كبار الإقطاعيين يريد الاستيلاء على أرضه بأى وسيلة خاصة أن يزوج ابنته من هذا المالك طمعا فى المزيد.
بعد عشرين عاما تقريبا من هذه الحقبة وعقب قانون الاصلاح الزراعى فى مصر اهتمت السينما لدينا بعمل مجموعة من الافلام التى تدور حول نفس المحور من الصراعات بين الملاك الجدد حول ملكية الارض وكان العدد كبيرا بشكل ملحوظ منها: «صراع فى الوادى» و«الارض الطيبة» و«أرضنا الخضراء» و«لن أبكى ابدا» و«لحن السعادة» ثم «إجازة نص السنة» إخراج على رضا الذى كان قريب الشبه جدا من فيلم «هذه أرضى أنا».
فى تلك الفترة تأسست فرقة رضا على أيدى مجموعة من الشباب الفنانين منهم فريدة فهمى وزوجها على رضا وأبوها والراقص محمود رضا، وكان على رضا قد أثبت موهبته كراقص فى العديد من الاستعراضات فى أفلام موسيقية، وكانت ظاهرة السينما الاستعراضية قد تقلصت تماما مع توقف كل من نعيمة عاكف ومحمد فوزى عن العمل، وجاءت الفكرة من خلال فيلم «أجازة نص السنة» حيث تم صناعته ليكون أيضا امتدادا لسينما أمريكية تقلصت هى أيضا إلا قليلا مثل فيلم «قص الحى الغربى» الذى تدور استعراضاته فى شوارع نيويورك الفقيرة، من الواضح أن على رضا أراد عمل فيلم استعراضى قوى بحيث تدور الاستعراضات فى أجواء ريف مصر المفتوح الذى لم تذهب إليه أبدا عيون مخرجى السينما الاستعراضية فى مصر وهو الأمر الذى شجع المخرج أيضا على أن تكون استعراضات فيلمه فى ريف الاقصر، وهو الامر الذى صار عليه حسين كمال فيما بعد فى فيلم «مولد يا دنيا».
أى إننا قد شاهدنا فيلما مختلفا عما تقدمه السينما المصرية، الجانب الريفى كما هو جميل لم يتلوث بالخراسانات بعد والصراع هنا حول الارض الزراعية الخصبة، بين أفراد العائلة الواحدة، فالاب يريد أن يزوج ولده الوحيد من زينب ابنة خالته كى يضم أرضها إلى ممتلكاته، والأب يميل إلى الزواج من الفلاحة الفقيرة مسعده، بينما يأتى شقيق زينب مع عشرين طالبا إلى القرية من أجل الإقامة لمدة أسبوعين للتدريب فى أجواء الريف المفتوحة قبل الدخول فى مسابقة فنية جامعية، وهنا تدور الصراعات كما هو متعارف عليه فى السينما الاستعراضية أغلبها حركات تعبيرية فى المقام الاول وفى النهاية يتم حل مشكلة الملكية وزواج الأحبة من بعضهم البعض
وتقديم استعراض ناجح.
كل شىء جديد فى هذا الفيلم، اسم المخرج وكافة أبطال الفرقة بمن فيهم محمود رضا ومحمد العزبى وهناء الشربجى ولم يكن هناك أبطال سوى ماجده وعبدالمنعم ابراهيم، أى إن المشاهدين فى تلك الفترة رأوا عملا جديدا على عيونهم، ايقاع الرقص ونوعه وجماعيته بالإضافة إلى الحدوتة الرئيسية، وهكذا ولدت سينما جديدة بديلة ولكنها لم تستمر طويلا رغم نجاح التجارب ومنها «حرامى الورقة»، وكل هذه التجارب استدعت وجود نجمات لا يعملن فى الغناء أو الاستعراض مثل ماجده
ونجلاء فتحى، وعلى كل فهذه الافلام تنسب البطولة فيها إلى فرقة رضا بأكملها باعتبار أن على رضا قد تخلى عن السينما الاستعراضية وهو يقدم أفلامه القليلة فيما بعد.