«لا تأخذوا عنى إلا منى».. كان هذا رد الصفحة الرسمية للفريق أحمد شفيق على ما نقلته الإعلامية البارزة رشا نبيل فى برنامجها «كلام تانى» المذاع على فضائية دريم نهاية الأسبوع الماضى بأن «شفيق لن يترشح للانتخابات الرئاسية وسوف يعلن دعمه للرئيس عبدالفتاح السيسى»، وفقا لما نقله لها أحد المصادر المقربة من الفريق.
صفحة شفيق على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، صارت المصدر الموثوق لأخباره، بعد أن خاضت معظم الصحف والمواقع والفضائيات المصرية حملة ممنهجة لتشويه سمعة الرجل عقب إعلانه قبل أسابيع الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، ولم تتوقف تلك الحملة التى جعلت من شفيق «إخوان وفى نفس ذات الوقت على علاقة سرية بـ4 راقصات» إلا بعد مداخلته مع الإعلامى وائل الإبراشى التى أعلن فيها «تريثه فى حسم قرار الترشح».
صفحة شفيق التى كشفت بالصور عن اجتماعه مع عدد من قيادات حزب الحركة الوطنية فى مقر إقامته بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة للتباحث حول عدد من الملفات السياسية، دشنت قبل يومين هاشتاجات منها #علشان_نلحقها_هنختار_بطل..و #انا_هانتخب_احمد_شفيق، وطالب أدمن الصفحة روادها بالمشاركة فى وقفة إلكترونية لدعم الفريق شفيق لأن «وقفات الشارع حاليا صعبة»، بحسب تعبيره.
وقبل نشر الهاشتاجات بساعات بثت الصفحة فيديو يوثق لحظة القبض على الشاب هانى فؤاد أحد مؤيدى شفيق، ونقلت خبرا عن «رويترز» يفيد بأن قوات الأمن ألقت القبض على ثلاثة من أنصار المرشح الرئاسى المحتمل بتهمة «نشر معلومات كاذبة تضر بالأمن القومى».
ووضعت الصفحة فى ثلاث نقاط ما وصفته بـ«خارطة الطريق لسنة ٢٠١٨»:
1ــ يوم الخميس ٨ فبراير فتح باب الترشح للرئاسة.
٢ــ يوم الثلاثاء ٨ مايو إعلان الفائز بمنصب رئيس مصر.
٣ــ يوم الجمعة ٨ يونيو حفل التنصيب الرسمى لرئيس مصر الجديد ومراسم تسليم وتسلم السلطة وإن شاء الله حيكون هناك حفل افطار جماعى لجميع المحبين المخلصين وأعضاء الحملة الكرام فى القصر الرئاسى فى حضور الرئيس الجديد أحمد شفيق والرئيس السابق عبدالفتاح السيسى ولفيف من الوزراء ورجال الأعمال ونجوم المجتمع.
لا أعلم من يدير تلك الصفحة؟، وما دقة ما ينشر بها؟، ولا أعرف هل شفيق يراجع المواد المرفوعة عليها أم هى اجتهادات من بعض مؤيديه؟، وهل ما نقلته الصفحة عن زيارة مسئول بارز له فى مقر إقامته واتصال قائد سابق به فى محاولة لإثنائه عن قرار ترشحه عقب وصوله مصر، دقيق أم مجرد تكهنات؟.
مر على مداخلة شفيق التليفونية مع الإبراشى نحو أسبوعين، لم يظهر الرجل من وقتها إلا عبر صور تنشرها صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» مع محتوى يفيد بأن الرجل لم يتراجع فى قراره بخوض المعركة الرئاسية، وإنه ينتظر العودة من «عمرته الثانية» لإعلان الرأى العام بما جرى وبما سيجرى خلال الشهور المقبلة.
ليس من مصلحة مصر إرغام الفريق العائد على التراجع فى قراره بخوض معركة الرئاسة. ومحاولات شيطنته وأخونته واتهامه بمرافقة «نسوان» على الرغم من اقترابه من الثمانين، لم تقنع المواطن الذى فقد الثقة فى إعلام الغبرة وولى وجهة نحو شاشات تبث من الخارج.
لا يحتاج الرئيس السيسى إلى من يدعمه من أهل السياسة والإعلام فما أكثرهم، لكنه يحتاج إلى من يواجهه فى معركة نزيهة. ومصر ليست فى حاجة إلى تابع يضاف إلى طوابير التابعين، مصر فى حاجة إلى معركة رئاسية تنافسية.. فى حاجة إلى تغيير سلمى يتم عبر صناديق اقتراع.. فى حاجة إلى الانتظار فى طوابير انتخابات حقيقية حتى لا تعود للخلف 40 سنة على حد تعبير السيسى.
أعيدوا شفيق من العالم الآخر ودعوه يواجه الواقع.