امتلاك الكرة لا يكفى! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:48 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

امتلاك الكرة لا يكفى!

نشر فى : الإثنين 7 أبريل 2025 - 6:40 م | آخر تحديث : الإثنين 7 أبريل 2025 - 6:40 م

** أى مباراة حتى لو كانت ودية تستحق الجدية والاهتمام؟

فلا يوجد فى عمل اللاعب بكرة القدم ما يسمى بالنزهة، لأنه عمل، وفى كل مباراة ينتظر عشاق الفريق وجمهور اللاعب أن يقدم لهم ما ينتظروه منه، يقدم إليهم كرة قدم بحجم الحب الذى يعطونه له.. وأحيانًا أشعر بأن الكثيرين يخبرونا عقب بعض المباريات أن الطائرة طارت.. وكنت أظن أنه من الأفضل أن يخبرونا بأنها ستطير قبل أن تطير؟!

** أمام الأهلى فى دورى أبطال إفريقيا حاسمة مع الهلال السودانى، وكذلك أمام الزمالك مباراة حاسمة فى الكونفدرالية مع الجنوب إفريقى ستيلينبوش. وفى مباراتى الذهاب فاز الأهلى بهدف نظيف، وتعادل الزمالك سلبيًا. وفى المباراتين كانت فرصة تسجيل واحدة كافية لإضافة هدف ثانٍ للأهلى وهدف أول للزمالك. لماذا يهدر لاعبونا الفرص التى يجب أن تكون أهدافًا؟

** إن مراجعة تصريحات مدربى الفريقين، كولر وبيسيرو تؤكد أن أهدار الفرص آفة تعانى منها الكرة المصرية، ففى أحيان يبدو أن المنافس يتركنا نملك الكرة فى وسط الملعب كما نشاء،يتركنا نلهو بالكرة ونمرح بها ونتبادلها، ونكتفى بذلك دون أن نعرف ماذا نفعل بعد ذلك؟ ويتكرر الأمر. نمتلك الكرة، ونلهو بها، ومنافسنا يتمركز فى الدفاع، ولا شىء يساوى كل هذا الامتلاك للكرة، وتخرج من المباراة وأنت تسأل نفسك: ماهذا الطحين، أين الخبز، أين الهجوم، أين الأهداف؟

** وتكون الإجابات فى معظمها خاصة بأداء الأهلى أو الزمالك دون النظر لأداء المنافسين. وتكون الإجابات أيضًا خاصة بما ضاع من فرص فى مواقف الهجوم، دون النظر إلى ضعف مواقف الفريقين فى حالة الدفاع، لا سيما بالتراجع أمام منطقة الجزاء، بينما الموقف الدفاعى الإيجابى يكون بحرمان الهلال من التقدم إلى منطقة الأهلى وحرمان ستيلينبوش من التقدم إلى منطقة الزمالك. وهذا بالتقدم والضغط، فالضغط ليس مقصودًا به الضغط على مدافعى المنافس فقط لحرمانه من بناء الهجمات من الخلف وإنما هو ضغط مطلوب فى كل المواقف، باعتبار أن كل سنتيمتر فى الملعب له أهمية.

** تمضى بنا التجارب والمباريات على كل المستويات، وفرقنا تعانى من إهدار فرص التهديف أو ضعف المواقف الدفاعية. باستثناء حالات وبطولات ومباريات إستثنائية. مثل كأس الأمم الإفريقية 1998 و2006 و2008 و2010، وبطولة القارات 2009. ونكرر البديهيات مثل أن التحرك هو الذى يصنع الزيادات العددية، ويصنع المساحات، ويصنع الثغرات.

 ** إن الجهاز الفنى يصنع فرص التهديف للاعبين بالجمل التكتيكية، المنوعة، و تلك مسئوليته أن يمنحهم الفرص الحقيقية.. ومن المدهش أن الأهلى مثلا يقدم أفضل عروضه الفنية فى بطولة كاس العالم للأندية وفى مواجهة منافسين أقوى من الدورى المحلى ومن بطولة إفريقيا، بينما لا يرتقى أداء الفريق بنفس نجومه إلى المستوى نفسه فى مباريات أسهل فى بعض الأحيان. وعمومًا من أوجه القصور العامة وفى السنوات الأخيرة أن الأداء الجيد بات غير مضمون بشكل كامل لأسباب مختلفة مع زيادة عدد المباريات والبطولات، ويخضع هذا الأداء الجيد للظروف قبل أن تصنعه إرادة اللاعبين.

** أرقام الفرق المصرية فى بطولات إفريقيا هى التفوق الكامل، فالأهلى والزمالك وحدهما حققا معظم ألقاب دورى أبطال إفريقيا منذ ثمانينيات القرن الماضى. والبطولات والألقاب التى حصدتها الفرق المصرية فى بطولات أندية القارة هى الأولى من ناحية العدد، وقد كان واردًا زيادتها أيضًا. خاصة مع تغير خريطة الكرة الإفريقية عدة مرات وغياب قوى قديمة وتقليدية فى غرب القارة، وانحصار المنافسة تقريبا فى منطقة شمال إفريقيا.

** كل التوفيق والأمنيات للأهلى وبيراميدز والزمالك والمصرى فى مباريات العودة ببطولتى القارة، للمضى قدمًا بإضافة ألقاب جديدة للكرة المصرية.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.