تدمير سد النهضة وتسويته بالتراب خلال الأيام القليلة المقبلة، من وجهة نظرى هو الآن الخيار الوحيد المتبقى أمامنا لكى نمنع كوارث وصلت الآن إلى محطتها الأخيرة، وهى تهدد وجودنا وحياتنا عبر سيناريوهات شيطانية، ستبدأ بالتأكيد بخروج عدة ملايين من الأفدنة من الخدمة وتشريد ملايين المزارعين، وزيادة معدلات الفقر المدقع، وعدم توافر الغذاء إلا بأسعار فلكية لن يقدر عليها الغالبية العظمى من المصريين، ونشوب قلاقل اجتماعية وسياسية عنيفة، سيتبعها فوضى عارمة، تعيد إلى الأذهان بصورة أو بأخرى ما ذكرته كتب التاريخ عن تراجيديا «الشدة المستنصرية»، التى أكل خلالها المصريون، بعد أن قل إيراد النيل، أوراق الشجر والقطط والكلاب والفئران حتى أنهوا عليها كلها، وقام بعضهم بخطف الرضع والأطفال الصغار وذبحهم وأكلهم!فطبقا للتقارير الواردة من إثيوبيا، فقد بدأت حكومة آبى أحمد منذ عدة أيام فى تعلية سد النهضة لكى تحجز خلفه مياه النيل بداية من يوم 28 من شهر مايو الجارى وليس بعد شهرين كما يتردد فى صحفنا، لأن موسم الفيضان بدأ مبكرا هذا العام، وهو ما يعنى أن ضرب السد سيكون مستحيلا إذا تمكنت إثيوبيا من تخزين 4 مليارت متر مكعب فقط من المياه، وهو ما يعنى أيضا أن أمامنا 10 أيام بالضبط لكى نتخذ الخطوة الوحيدة الصحيحة لوقف هذا المستقبل المظلم الذى ينتظرنا على مرمى أبصارنا.ما تخطط له العصابة الحاكمة فى إثيوبيا لتدمير مصر أكثر فظاعة وإجراما مما يفعله الصهاينة ضد الشعب الفلسطينى، فكل ما ترتكبه حكومة آبى أحمد من مجازر وجرائم حرب ضد شعبها فى إقليم التيجراى، لن يكون أكثر من قطرة فى بحر ما يمكن أن تفعله فى المصريين، أو بالأحرى ما تخطط لعمله فعلا لحساب إسرائيل طبعا، التى تحلم بانهيار مصر كدولة مستقرة منذ آلاف السنين، لتعربد فى المنطقة كيفما تشاء.
لم يعد خافيا على أحد فى مصر الآن، أن هدف إثيوبيا الحقيقى من بناء السد ليس توليد الكهرباء ولا تنمية شعبها كما تدعى، وإنما هدفها الحقيقى هو ابتزاز الشعب المصرى بسلاح الماء وتركيعه وإذلاله وفرض كل مطالبها ومطالب إسرائيل عليه، ولإخراج مصر من معادلة الصراع معها إلى الأبد، بكل ما تمثله من ثقل فى العالم العربى والإسلامى.
الحسنة الوحيد للعصابة الحاكمة فى إثيوبيا أنها لا تخفى عنا نيتها فى انقاص حصتنا التى لا تكاد تكفينا من مياه النيل، وهى النية التى ستصبح حقيقة واقعة بعد عدة أسابيع، وساعتها لن نمتلك أى أوراق ضغط عليها بعد أن نكون قد فقدنا القدرة على مواجهتها عسكريا.
قبل سقوط الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى الانتخابات أضعنا فرصة تدمير السد عندما قال إنه لن يكون امام مصر فى مواجهة التعنت والمراوغة الإثيوبية أى حل سوى تفجير السد، والأمل معقود فى ألا نضيع الفرصة الحالية لتدميره والعالم مهموم بما يحدث فى فلسطين المحتلة.
ms2463724@gmail.com