لماذا تحتاج أمريكا إصلاح نظام الرعاية الصحية؟ - باراك أوباما - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 11:41 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا تحتاج أمريكا إصلاح نظام الرعاية الصحية؟

نشر فى : الإثنين 17 أغسطس 2009 - 9:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 17 أغسطس 2009 - 9:40 ص

 انخرطت أمتنا هذه الأيام فى نقاش حول مستقبل الرعاية الصحية فى أمريكا، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، تركز الكثير من اهتمام وسائل الإعلام على الأعلى صوتا. الذى لم نسمعه هو أصوات ملايين وملايين من الأمريكيين، الذى يصارعون بصمت كل يوم مع نظام يعمل غالبا بشكل أفضل لصالح شركات التأمين الصحى أكثر من العمل لصالحهم.

إنهم أشخاص مثل لورى هتشكوك الذى التقيته فى نيوهامبشير الأسبوع الماضى، تعمل لورى حاليا لحسابها الخاص وتحاول أن تبدأ مشروعها، لكن نظرا لإصابتها بالتهاب الكبد (سى) لم تستطع أن تجد شركة تأمين صحى لتغطى نفقات علاجها. وذكرت سيدة أخرى أن شركة التأمين لن تغطى أى أمراض لها علاقة بأجهزتها الداخلية بسبب حادث تعرضت له عندما كانت فى الخامسة من عمرها.

وهناك رجل فقد التأمين الصحى خلال تلقيه علاجا كيميائيا لأن شركة التأمين اكتشفت وجود حصوات فى المرارة، لم يكن قد اكتشفها عندما تقدم للاشتراك فى برامج العلاج عند الشركة، ولأن علاجه تأخر، فقد مات.

أسمع العديد والعديد من مثل تلك القصص يوميا، وهذا هو السبب فى أننا نعمل بسرعة لتمرير إصلاح التأمين الصحى هذا العام، لا أحتاج أن أشرح لحوالى 46 مليون أمريكى ليس لديهم تأمين صحى مدى أهمية هذا. لكنه مهم للأمريكيين الذين لديهم تأمين.

نقترح أربعة طرق رئيسية للإصلاح، سوف تقدم المزيد من الاستقرار والأمان لجميع الأمريكيين.

أولا: إذا لم يكن لديك تأمين صحى، فبإمكانك أن تختار تغطية عالية المستوى وميسرة ماليا لك ولأسرتك، تستمر سواء غيرت وظيفتك أو حتى فقدت عملك.

ثانيا: الإصلاح سيضع تكاليف الرعاية الصحية المتصاعدة تحت السيطرة، مما يعنى توفيرا حقيقيا للعائلات، والمشروعات والحكومة، سنوفر مئات المليارات من الدولارات تهدر بسبب عدم كفاءة المشروعات الرعاية الصحية الاتحادية مثل ميدكير وميديسيد، وفى الإعانات غير المبررة لشركات التأمين الصحى التى لا تفعل شيئا لتقديم الرعاية الصحية، وفيما تفعل كل شىء من أجل أرباحها.

ثالثا: بجعل ميدكير أكثر كفاءة، سنضمن أن تذهب ضرائبنا إلى مباشرة لرعاية كبار السن، بدلا من إثراء شركات التأمين، وهو ما يساعد ليس فقط تقديم مزايا لكبار السن كانوا قد وعدوا بها، بل أيضا سنضمن استمرار رعاية ميدكير طويلة المدى لكبار السن فى الغد، كما أن إصلاحاتنا ستخفض من المبالغ التى يدفعها كبار السن للحصول على الأدوية.

أخيرا سيقدم الإصلاح لكل أمريكى بعض الحماية الأساسية التى ستمكن فى النهاية من محاسبة شركات التأمين، فقد أظهر مسح وطنى للعام 2007 أن شركات التأمين الصحى مارست خلال السنوات الثلاث السابقة التمييز ضد 12 مليون أمريكى لديهم أمراض سابقة على تقدمهم للاشتراك فى برامج العلاج التى تقدمها تلك الشركات، وتقوم الشركات فى هذه الحالة إما برفض التأمين على الشخص أو رفض التأمين على المرض أو وضع شروط جديدة، أو رفع قيمة التأمين.

سنضع نهاية لتلك الممارسات، وسيمنع الإصلاح شركات التأمين من رفض تغطية النفقات بسبب التاريخ الطبى لراغبى التأمين الصحى، ولن يسمح لها بإلغاء تأمينك لأنك مرضت، ولن تكون قادرة على تقليص ما تتمتع به من تغطية تأمينية عندما تحتاجها، كما لن يكونوا قادرين على وضع سقف تعسفى لمبلغ تغطية العلاج الذى يمكن أن تحصل عليه فى فترة معينة أو طوال عمرك. وسنضع حدا للمبلغ الذى يجب عليك دفعه، فلا يجوز أن يعانى أى أحد فى أمريكا لأنه مرض.

والأكثر أهمية أننا سنطالب شركات التأمين الصحى بتغطية تكلفة الكشف الروتينى الدورى، مثل الكشف عن سرطان الثدى بالأشعة السينية، فلا مبرر أننا لا نستطيع كشف أمراض مثل سرطان الثدى أو سرطان البروستاتا فى مراحله الأولى، وهو ما سيحمى أرواح الكثيرين، كما سيوفر الكثير من الأموال.

هذا ما تسعى إليه الإصلاحات، فإذا لم يكن لديك تأمين صحى فسيصبح لديك بمجرد تمرير الإصلاحات، وإذا كان لديك تأمين صحى سنعمل على ضمان ألا يحول بينك وبين الرعاية التى تحتاجها شركات تأمين أو حتى بيروقراطية حكومية، وإذا كنت ترتاح مع طبيبك ستحتفظ بطبيبك، وإذا كنت مرتاحا لبرنامجك العلاجى ستبقى عليه، لن تقف فى صفوف لتلقى العلاج. وهذا لا يعنى أن تكون الحكومة مقررة لتأمينك الصحى، فأنا لا أؤمن بأن تكون أى جهة مسيطرة قرارك فى الرعاية الصحية، بل أنت وطبيبك الخاص، لا الشركات أو البيروقراطية الحكومية.

كان النقاش الطويل والنشط حول الرعاية الصحية والذى سيطر على الشهور الماضية، شيئا جيدا، وهذا ما تريده أمريكا.

لكن علينا أن نضمن أن هذا النقاش هو حديثنا مع بعضنا البعض، وليس فوق بعضنا البعض. وعلى الرغم من أننا سنختلف حتما، لكن علينا أن نختلف حول القضايا الحقيقية، وليس حول التحريفات العدوانية التى لا تشبه أى اقتراح تقدمنا به، فهذا موضوع معقد وحساس، ويستحق نقاشا جديا.

أنا على ثقة أنه بعد أن نقول ونفعل كل ما يقال ويفعل سنصل إلى إجماع على ضرورة تحقيق هذا الهدف. ونحن بالفعل أقرب من ذى قبل إلى إصلاح نظام التأمين الصحى. فنحن نحظى بدعم اتحاد التمريض الأمريكى واتحاد الأطباء الأمريكى لأن الممرضات والأطباء يعرفون جيدا مدى الحاجة الملحة للإصلاح.

وهناك توافق واسع فى الكونجرس بشأن 80% مما نحاول القيام به. كما أن هناك موافقة من جانب شركات الأدوية على خفض أسعار الأدوية لكبار السن. كما يؤيد الاتحاد الأمريكى للمتقاعدين هذه السياسة ويتفق معنا على ضرورة إنجاز خطة الإصلاح خلال العام الحالى.

وفى الأسابيع المقبلة سيواصل الساخرون ومحترفو المعارضة إثارة المخاوف والقلق من المشروع لتحقيق مكاسب سياسية لهم. ولكن بالنسبة لكل أساليب التخويف المستخدمة فإن المخيف والخطير حقيقة هو عدم إنجاز شىء فى طريق الإصلاح.

إذا استمر الوضع على ما هو عليه سوف يستمر فقدان حوالى 14 ألف أمريكى يوميا للتأمين الصحى الخاص بهم وسوف تواصل أسعار وثائق التأمين الصحى ارتفاعها الصاروخى. كما سيستمر ارتفاع عجز الميزانية الأمريكية. كما ستواصل شركات التأمين جنى الأرباح من خلال التمييز ضد المرضى.

أنا لا أريد هذا المستقبل لأطفالى ولا لأطفالكم. كما لا أريد هذا المستقبل للولايات المتحدة الأمريكية.

وفى النهاية فالأمر هنا لا يتعلق بمواقف سياسية وإنما بأرواح الناس ومستوى معيشتهم. كما يتعلق بعمل الناس ومصالحهم الاقتصادية. ويتعلق بمستقبل أمريكا، وما إذا كنا سنستطيع النظر وراءنا بعد سنوات من الآن لنقول كانت تلك اللحظة التى استطعنا فيها القيام بالتغيير الذى كنا نريده وإننا منحنا أطفالنا حياة أفضل. أعتقد أننا نستطيع ذلك وأننا سنفعله.

خدمة نيويورك تايمز الإخبارية

باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة
التعليقات