لماذا نقرأ؟.. فَمَن يُجيب؟! - إيهاب الملاح - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 8:30 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا نقرأ؟.. فَمَن يُجيب؟!

نشر فى : الجمعة 17 نوفمبر 2017 - 9:30 م | آخر تحديث : الجمعة 17 نوفمبر 2017 - 9:30 م
أخيرًا.. وبعد سنوات طويلة، ظهرت الطبعة الرابعة من الكتاب القيم، الممتع، الذى صدرت طبعته الأولى قبل ما يزيد على نصف القرن!!

أتحدث عن كتاب «لماذا نقرأ؟ لطائفة من المفكرين» الذى صدرت طبعته الأولى عام 1963 عن دار المعارف بمصر.
هذه الطبعة الجديدة التى شرفتُ بإعدادها، وكتابة مقدمة تفصيلية لها، تروى قصة جمعه وتحرير فصوله، وتتتبع ظهوره الأول فى عام 1963 مرورا بطبعتين أخريين عامى 1993 و1995 وصولا إلى الطبعة الأخيرة التى صدرت عام 1998. من حينها لم يطبع هذا «الكتاب/ الكنز» أى طبعة أخرى.

المهم أن الكتاب ظهر مجددًا، وهى مناسبة أراها تستحق الاحتفاء، فأنا أحتفى صدقا بمحتوى ومضمونٍ له قيمة كبيرة وضرورية، كتبت عنها مرارًا، ونوهت بها تكرارًا، ولم أفوت فرصة أو مناسبة إلا وذكرت أن هذا الكتاب صغير الحجم عظيم الفائدة، من أَجَلّ الكتب التى ظهرت فى ثقافتنا العربية الحديثة، تحض على القراءة وتثير الفضول والشغف بالمعرفة.

كانت المفاجأة التى حملها هذا الكتاب الصغير إلى قارئه ــ فى طبعته الأولى ــ، أنه سيجد أمامه وجهًا لوجه كلا من: طه حسين، عباس العقاد، حسين فوزى، السعيد مصطفى السعيد، السيد أبو النجا، عادل الغضبان، جمال الدين العطيفى، إسماعيل صبرى عبدالله، حلمى مراد.. (بالإضافة إلى أسماء أخرى؛ مثل: توفيق الحكيم، يحيى حقى، صلاح عبدالصبور)، سجلوا فى هذا الكتاب بعضًا من ذكرياتهم عن تجاربهم مع القراءة، ويقدمون مادة رائعة غاية فى المتعة والإدهاش، لا يمكن بأى حال أن يطالعه شخص فى مستهل طريقه مع القراءة أو يتصل بالكتاب والثقافة بسبب، ولا يكتسب منه قوة دفع هائلة وطاقة إيجابية غير مسبوقة، تحرضه على القراءة وتجعله شغوفا بها، راغبا فيها، محبا لها..

فى هذا الكتاب فصول عن القراءة كتبها صفوة من القارئين والمفكرين فى ذلك الزمن الجميل، تحمل عصارات من انطباعاتهم وخبراتهم، وتهيئ لقارئه فرصة ذهبية، لإنفاق وقته فى قراءات أنفع. يقول محرر الكتاب: «إننى أهدى هذا الكتاب إليك، وأرجو أن يبقى فى مكتبتك، بعد أن تقرأه، دليلا على حبك للقراءة».

فى هذه الطبعة الجديدة (صدرت عن دار المعارف فى 272 صفحة من القطع الأصغر من المتوسط)، زيادات وإضافات، ضمت كل ما زيد أو أضيف من فصول أو مواد تتعلق بموضوعه فى طبعات تالية لطبعته الأولى، رتبتها وصنفتها، بحسب مكانها اللائق فى الكتاب، وحرصتُ على الحفاظ على الطابع التوثيقى لسلسلة (اقرأ) التاريخية الشهيرة (تقريبا هى أقدم سلسلة كتب شهرية ما زالت تصدر حتى الآن)، ومن هنا احتفظتُ بكل المادة التى سُجلت عنها فى مناسبات وسنوات سابقة، وأضيف على الفهرس الكامل لعناوين السلسلة، كل ما صدر من عناوين خلال الفترة (1993ــ 2015) لتكون بذلك أول قائمة كاملة وشاملة وتفصيلية لأعداد سلسلة (اقرأ) منذ صدورها سنة 1943 حتى الآن.

وجاء ترتيب الفصول فى هذه الطبعة الجديدة، أولًا بفصول مادة كتاب «لماذا نقرأ؟» بإضافاته وزياداته، ليشتمل على اثنى عشر فصلا كاملة، بدلا من تسعة فى صورته الأولى، ثم جاءت تاليا، مادة فصول تجربتى مع (اقرأ)، وهى خمسة، وأخيرا الفهرس الكامل لأعداد السلسلة.

إن هذا الكتاب «كنز حقيقى» غائب عن عيون وأذهان السادة القائمين على مناهج التعليم فى وزارتنا العتيقة التى كان اسمها ذات يوم «وزارة المعارف العمومية»، ليت القائمين عليها سمعوا به، أو وقع تحت أبصارهم، لكان فيه الكفاية والغنى عن كثير من الموضوعات المملة التى يقررونها على الطلاب فى برامج القراءة المختلفة، ليتهم يعلمون أن مثل هذا الكتاب الجليل خير محرض ومحفز للناشئة والشباب على القراءة والسعى إلى المعرفة، ليتهم يسعون للحصول على نسخ منه ويوزعونها بالمجان على الطلاب فى المدارس، لكن من يسمع ومن يستجيب؟!

أراهن على أن هذا الكتاب «الجميل» سيكون سببًا مباشرا فى جذب آلاف من الشباب كى يقعوا فى غرام القراءة ويسعون إلى أن تكون سلوكا ملازما لهم، ومن لم يكن مقبلا على القراءة شغوفا بها سيتحول عقب قراءة هذا الكتاب إلى «عاشق» مفتون بعملية القراءة فى ذاتها، سيكتشف أنها متعة متجددة مشتهاة، لا تنفد لذّتها، ولا يرتوى شاربها.. (وللحديث بقية).