يعنى إيه ليبرالى؟ سألتنى «ماجدة» التى تساعدنى فى اعمال المنزل وتسكن فى اعماق منطقة امبابة وقبل ان اجيب عن السؤال المفاجئ استكملت ماجدة حديثها شارحة خلفيات السؤال وأسبابه.. «اصل فيه واحد جارنا من الاخوان او السلفيين مش عارفة.. سألنى انت انتخبت مين ولما قلت له الكتلة المصرية وعمرو الشوبكى ضرب رأسه بايده واستغرب وقال لى ده ليبرالى».

قبل بدء المرحلة الثانية من الانتخابات لم ابذل اى جهد يذكر لأقنع ماجدة بأن تعطى صوتها لشباب الثورة أو قائمة الكتلة المصرية، وجدتها تنوى ذلك بالفعل مما أثار تعجبى فمنطقة امبابة معقل للتيارات الإسلامية والسلفية، لكن زالت دهشتى عندما قالت لى إنهم «أى السلفيين» عايزين يقعدوا الست فى البيت عشان يلاقوا شغل للشباب، طب أصرف على أولادى الاربعة منين؟!..

أمثال ماجدة كثيرات وجدتهن فى طابور النساء أمام لجنتى الانتخابية فى منطقة كفر طهرمس القريبة من شارع فيصل، سألتنى من تقف أمامى فى الطابور عن رمز حزب العدل وأخرى عن مرشح فردى كويس وسرعان ما اقتنعت بمرشحى الثورة مستمرة بينما قبلت الكتلة المصرية على مضض بسبب تصريحات ساويرس.

ماجدة ونساء طابور كفر طهرمس جعلتنى أثق أن السلفيين أو أشباههم لن ينجحوا فى جرنا إلى الخلف حتى لو نجحوا مؤقتا فى البرلمان.

****

بعد أسابيع عديدة من تفاقم أزمة اسطوانات الغاز فى مختلف محافظات مصر ليصل ثمنها لأول مرة نحو 50 جنيها للسطوانة.. وبعد أن راح نحو سبعة من المصريين ضحايا للطوابير التى اعادت لذاكرتنا ضحايا طوابير الخبز فى عهد الحكومة البائدة.. وبعد أن تناوبت الفضائيات عرض معاناة المصريين للحصول على «انبوبة بوتاجاز».. بعد كل ذلك وبمجرد تولى ومجىء الحكومة الجديدة وما ان اجتمع الدكتور الجنزورى بوزيرى البترول والتموين حتى هدأت الأزمة وأوشكت الطوابير أن تختفى وبدأ المستهلكون يسمعون من جديد «دقات» سيارات بيع الأنابيب. ماذا حدث؟ أين ذهب البلطجية الذين سمعنا أنهم السبب فى الأزمة؟ وإذا كنا نستطيع إزاحتهم وتأمين المستودعات فلماذا لم يحدث ذلك مبكرا؟ وإذا كانت المشكلة نقص إنتاج فلماذا لم يصدر قرار بزيادة الكميات لمواجهة الأزمة؟ هل كان لابد أن يدفع بعض المصريين حياتهم ثمنا للحصول على سلعة أساسية هى حق لهم؟ مطلوب إجابة لهذا السؤال ومطلوب محاسبة من كان السبب فى إطالة معاناة الناس وفى مقتل بعضهم فى وقت كنا نظن فيه أن دماء المصريين أصبحت غالية.