بين حملتى التمرد والمليون توقيع - أحمد سبيع - بوابة الشروق
الإثنين 6 يناير 2025 4:00 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين حملتى التمرد والمليون توقيع

نشر فى : الأحد 19 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 19 مايو 2013 - 8:00 ص

يرى البعض أن حملة تمرد حركة طبيعية وديمقراطية وليس من حق الإخوان المسلمين او حزب الحرية والعدالة ومؤيدى الدكتور محمد مرسى من مختلف الاتجاهات أن يعترضوا عليها ويعتبرونها خارجة عن الشرعية الدستورية لأن الإخوان سبق وأن قاموا بالمشاركة فى جمع مليون توقيع قبل الثورة ضد النظام السابق.

 

ولكن الحقيقة أن الموقفين متغايران؛ فحملة المطالب السبعة للإصلاح من خلال موقع توقيعات اون لاين الذى كلفت بمتابعته وقتها، كانت ضد نظام مستبد ديكتاتورى أصر على تحدى إرادة الشعب طوال عشرات السنوات، وانتهك كل مقومات الحياة الكريمة للمواطن المصرى وكان آخرها التعديلات الدستورية التى وجهت الضربة القاضية لنزاهة الانتخابات عندما ألغت الإشراف القضائى كما جعلت الانتخابات فى يوم واحد ووسعت من سلطان القبضة الأمنية، بالإضافة إلى الدعم الصريح لملف التوريث بل وتفصيله على مقاس جمال مبارك، وما صاحب ذلك من نهب لثروات الدولة السابقة واللاحقة وتردى السياسة الخارجية لمصر، ولذلك كان نجاح حملة التوقيعات التى جاءت بتوافق سياسى من خلال الجمعية الوطنية للتغيير، وأذكر أن الدكتور عبدالجليل مصطفى المنسق العام للجمعية وقتها قال لى فى أحد اللقاءات التنسيقية إنه لولا حملة الإخوان لما ارتفعت المشاركة فى حملة د. البرادعى.

 

عموما الأمر بعد الثورة مختلف وإن جاز التعبير بعد انتخاب الرئيس مرسى مختلف أكثر؛ لأن الرئيس جاء بإرادة شعبية ومن خلال انتخابات أشرف عليها القضاء وشهدت منافسة شرسة فى جولتيها، ولذلك فإن سحب شرعية الرئيس الذى جاء من خلال صندوق الانتخاب يجب أن يكون من خلال نفس الصندوق، أما ما يتعلق بتردى الأوضاع الاقتصادية أعتقد ان الخطوات التى يقوم بها الرئيس وحكومته للعمل على وضع خطة طموح لإعادة بناء مصر وآخرها إطلاق مشروع الأمل السياسى والاقتصادى والأمنى لمصر وهو مشروع محور قناة السويس وكذلك وصول إنتاجنا من القمح إلى ما يتجاوز الـ60% من الاستهلاك، بقفزة هائلة خلال العام المنصرم فقط، وكذلك تحصيل ما يقرب من 160 مليار جنيه من الضرائب كان معظمها يتم إغفاله برغبة مشتركة بين بعض المستثمرين والنظام السابق مما ضيع على مصر كثير من الأموال المستحقة، ويضاف لذلك علاج مشكلات مزمنة كان الشعب يتقاتل فيها ويموت بسببها مثل طوابير الخبز وانابيب البوتاجاز وأزمات البنزين والسولار.. وقبل هذا كله إنهاء الحكم العسكرى الذى جثم على صدور المصريين طوال أكثر من 60 عاما بإيجابياته وسلبياته.

 

كل هذا يؤكد أن دعاة التمرد يحتاجون للتمرد الذاتى على أفكارهم.. فإن كانوا يرون أن الرئيس مرسى لم يقدم شيئا أو أن الاستثمارات تراجعت فإن عليهم أن يراجعوا مواقفهم وآليات دعمهم للثورة ونجاحها.. فبالتأكيد الثورة لم تحقق الكثير من أهدافها ولكن لكى تحققها فإن علينا أن نرسخ أولا دعائم الديمقراطية الحقيقية وليست الديمقراطية على حسب المزاج.

 

وأخيرا من يستطيع أن يجمع أكثر من مليونى توقيع فى عشرة أيام ويسعى لجمع 15 مليون فى شهر فعليه أن يوجههم إلى أقرب صندوق انتخابى فى أول مناسبة انتخابية قادمة وهى انتخابات مجلس النواب ليحصل على الأغلبية وينفذ هو برنامجه من خلال حكومة منتخبة وليس من خلال نظام جاء بالانقلاب إن استطاع الانقلاب أصلا.

 

 

قيادى بحزب الحرية والعدالة

أحمد سبيع المتحدث الإعلامى باسم «الحرية والعدالة»
التعليقات