التداعيات الاجتماعية لعملية طوفان الأقصى على إسرائيل - مواقع عربية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 4:42 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التداعيات الاجتماعية لعملية طوفان الأقصى على إسرائيل

نشر فى : الإثنين 20 نوفمبر 2023 - 6:25 م | آخر تحديث : الإثنين 20 نوفمبر 2023 - 6:25 م
نشر المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية مقالا للكاتبة هدير أبوزيد، تناولت فيه مظاهر هشاشة المجتمع الإسرائيلى بعد عملية حماس الأخيرة ضد غلاف غزة... نعرض من المقال ما يلى.
مع انطلاق عملية «طوفان الأقصى» التى شنتها حماس ضد الاحتلال الإسرائيلى، فى السابع من أكتوبر 2023، والرد الإسرائيلى عبر شن هجوم عسكرى شامل على قطاع غزة، بينما تستمر مساعٍ دولية لوقف التصعيد؛ تعرضت إسرائيل لتحديات اجتماعية صعبة. حيث كشفت العملية عن هشاشة المجتمع الإسرائيلى من الناحية الاجتماعية، وذلك على النحو التالى:
ارتفاع معدلات الهجرة العكسية
ساهمت معركة طوفان الأقصى فى فتح باب الهجرة العكسية من إسرائيل كنتيجة مباشرة لفقدان الأمن الإسرائيلى وتراجع أداء الاقتصاد، حيث كشفت صحيفة «ذى ماركر» الإسرائيلية أن «أكثر من 230 ألف مستوطن غادروا إسرائيل منذ بدء الأزمة، ويتوقع ارتفاع أعداد المغادرين مع استمرار العدوان على قطاع غزة».
وهو ما يفتح النقاش حول مستقبل الدولة اليهودية «فكرة زوال إسرائيل»، فلطالما شكلت الهجرات اليهودية إلى فلسطين، سواء المنظمة أو الفردية، ركنا مركزيا فى ثنائية احتلال فلسطين واستعمارها حتى يومنا الراهن. وبناء عليه، خلقت حركات الهجرة العكسية الراهنة حالة من القلق الوجودى لكيان إسرائيل والمس بمعنويات الشعب الإسرائيلى، والذى تغذيه بعض المعتقدات اليهودية والتلموذية التى تتحدث عن زوال إسرائيل كما زالت «ممالك إسرائيل» فى السابق، والتى لم تعمر أكثر من ثمانية عقود، أو بدأت فى التفكك منذ العقد الثامن لها حسب بعض النبوءات الإسرائيلية.
يعزز هذا الرأى، تعطيل جلسات أعضاء الكنيست وهروبهم إلى الملاجئ، فضلا عن مشاهد الازدحام غير المسبوق فى مطار تل أبيب ــ الذى تعطل بعد قصف المقاومة ــ والمطارات الأخرى، إذ جرى تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعى تظهر هروب الإسرائيليين من دون النظر إلى الوراء، ما يشير إلى خلل العقيدة الصهيونية التى تقوم على عنصر الإحلال والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى «أرض الميعاد».
تفاقم أزمة الانقسام الداخلى بإسرائيل
ساهمت عملية طوفان الأقصى فى انهيار مؤشرات رأس المال الاجتماعى من حيث فقدان الشعور بالأمان والثقة، لأنها جاءت فى إطار الغليان الإسرائيلى الداخلى وما أحدثته من انقسام حاد بسبب الإصلاحات القضائية التى تبنتها الحكومة الحالية، والتى تقضى بتقليص صلاحيات المحكمة العليا لصالح الحكومة، وهذا ما أشعر اليهود الليبراليين بأن إسرائيل الواحة الديموقراطية فى محيط عربى غير ديموقراطى، باتت قيد التحول إلى دولة دكتاتورية أو سلطوية بأفضل الحالات.
علاوة على ذلك، تعد الحكومة الحالية التى يرأسها بنيامين نتنياهو من بين المؤشرات الخطيرة على ضعف إسرائيل، فهى تتعرض للعديد من التظاهرات الرافضة لها والمطالبة برحيلها، لا سيما بعد فشلها الذريع فى التصدى لعملية طوفان الأقصى واختطاف الرهائن.
اختلالات معيشية
كشفت عملية طوفان الأقصى النقاب عن نشوء ظاهرة النزوح الداخلى للمستوطنين الهاربين من مناطق غلاف غزة، وما ينجم عنها من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية فى شريحة واسعة من المستوطنين. حيث أعلن الجيش الإسرائيلى أن 500 ألف نزحوا داخل إسرائيل، وهم مستوطنون مهاجرون فى الأصل، فيما أخليت مدينة سديروت بالكامل، وهى تضم نحو 20 ألف مستوطن، كما يتم إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان.
وذلك بالتزامن مع التوقعات التى تشير لاحتمالية ارتفاع معدلات البطالة نتيجة توقف المنشآت الصناعية والسياحية والخدمية وخروج بعضها عن العمل جزئيا أو بشكل تام، بجانب زيادة معدلات الجريمة والانتحار والإحباط واليأس بسبب الفشل الأمنى والعسكرى الإسرائيلى فى إدارة الأزمة الراهنة، مما يدفع إلى زعزعة دعم الرأى العام الإسرائيلى لأجندة الحكومة العسكرية والسياسية.

النص الأصلي

التعليقات