فى كتابه الجديد «فتاوى لها تاريخ»، يقدم الكاتب الصحفى علاء عريبى قراءة لفتاوى دار الإفتاء المصرية على امتداد 178 عاما، منذ تولى الشيخ حسونة النواوى منصب مفتى الديار المصرية، حتى مرحلة تولى د.على جمعة نفس المنصب، والتى انتهت عام 2013.
فى الفصل الأول من الكتاب الذى دار حول قضايا المرأة، اختار الكاتب عددا من الفتاوى المهمة التى تدور حول نفقة الزوجة، وهل يلزم الشرع الزوج فى تحمل نفقات علاج زوجته، أم تتحملها هى أو أبوها وأشقاؤها؟ وكذلك الأمر عند توليد الزوجة، هل يتكفل الزوج بمصاريف «الداية» أو الطبيب أو المستشفى، أم تدفعها الزوجة وأهلها؟ كما يتناول هذا الفصل أيضا ميراث أبناء الفتاة المغتصبة، وكذلك النساء وحور العين فى الجنة، ويطرح تساؤلات نسائية من نوعية تعدد الزوجات فى الجنة، وهل هناك حور عين من الذكور؟ وهل تتحول نساء الأرض إلى حور عين فى الجنة؟ وهل المرأة مجبرة على الحياة مع زوجها التى كانت تكرهه على الأرض فى الجنة أيضا؟
ويناقش الفصل الثانى من الكتاب عددا من الفتاوى المتعلقة بأهل الذمة منها توريث المسيحية من الزوج المسلم، وتهنئة المسيحيين، وشهادة المسيحى على عقد زواج مسلم، ودفن المسيحى مع المسلم فى مقبرة واحدة، وغيرها من القضايا.
أما الفصل الثالث، فيتناول بعض القضايا الخاصة بالعقيدة الإسلامية والسيرة النبوية، بعضها يتعلق بـ«عقاب» الشهيد والصحابى فى القبر، ومنها ما يدور حول الحيوانات التى ستدخل الجنة، وهناك قضايا تتعلق بروايات شق صدر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبخروجه من مكة إلى المدينة، ويستعرض الروايات المختلفة لهجرته صلى الله عليه وسلم بصحبة أبوبكر الصديق، وهل شارك إبليس بنفسه فى محاولة قتل الرسول، وحقيقة نوم على بن ابى طالب فى فراش الرسول.
أما الفصل الرابع فقد خصصه عريبى لعدد من فتاوى فقه العبادات منها أثر دخول التلغراف على الفقه وبخاصة فى الإبلاغ عن ثبوت هلال رمضان، وحكم تدخين التمباك فى الحج والمساجد، وكذلك حكم صلاة الرجل عارى الرأس وغيرها.
ويخلص الكتاب بعد رحلته مع الفتاوى إلى عدة جوانب سلبية صبغت فتاوى العصر الحديث منها، اعتماد المفتى على النقل، باستدعائه الموروث المتشابه فى المذهب، والأخذ برأى الأغلبية بشكل آلى دون مراجعة أو تمحيص، وتوافق الفتاوى مع إرادة الحاكم وسياساته.
الكتاب فى مجمله، يطرح بشكل صحفى جذاب، قضايا عميقة تكشف عن الكثير من الجوانب الخفية التى تشغل عقول المصريين على امتداد 200 سنة، فى علاقتهم ببعض وعلاقتهم بالسماء، وتوضح تصوراتهم لدور الدين فى حياتهم، وفى تصورى أيضا أن الكتاب يقدم دعوة لبذل المزيد من الجهد البحثى والعلمى لدراسة المناخ السياسى والاجتماعى المصاحب لهذه الفتاوى، ودرجة التطور الحاصل فى الفكر الدينى، وغيرها من القضايا التى تفتح الأبواب أمام التجديد فى الفقه الإسلامى.