نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب «عصام نعمان» حول الهجمات الإلكترونية التى باتت سلاحا يستخدم من أجل الابتزاز والإرهاب، واستهل «نعمان» المقال بالإشارة إلى تلك الهجمات الإلكترونية التى حدثت أواخر الأسبوع الماضى، ومطلع هذا الأسبوع والتى شملت أكثر من 200 ألف جهاز كمبيوتر فى ما لا يقل عن 150 دولة، فى شتى أنحاء العالم، ذلك الأمر الذى يعد حدثا تاريخيا بامتياز. وقد أصابت هذه الهجمات الإلكترونية الصاعقة آلاف المصارف، والمؤسسات الرسمية، والخاصة، مُلحقةً بها أضرارا هائلة، ما زالت تتعاظم.
وبسؤال شرطة الاتحاد الأوروبى عن مرتكب هذه الواقعة فقد كان جوابها متحفظا؛ حيث ذكرت أن الوقت ما زال مبكرا عن معرفة من يقف وراء الهجمات ولكن العمل جار على فك الشفرة فى الملفات التى تضررت، كان هذا فى نفس الوقت الذى قام فيه فنيون متخصصون فى أمريكا وروسيا بفك شفرة الهجمات وإعلانها للملأ.
أضاف الكاتب أن شركة مايكروسوفت العملاقة، أعلنت بدورها أنها كشفت السرّ. وقالت إنها أرسلت «رقعة أمنية» لسد ثغرة فى نظامها المعروف باسم «ويندوز إكس بى» ولكن هناك رواية أخرى واقعية تقول إن أول من اكتشف الثغرة ليس «مايكروسوفت»، ولا المهاجمون بل وكالة الأمن القومى الأمريكى. غير أنها تجاهلتها عمدا، كى تستعملها لاحقا كسلاح شبكى تخترق به الحواسيب التى تعمل وفق نظام «ويندوز إكس بى» المستعمل على نطاق واسع فى شتى أنحاء العالم.
لاشك أن تأخر ميكروسوفت فى سد الثغرة بنظامها الإلكترونى ربما أتاح الفرصة لمهاجمين متربصين أذكياء من محترفى القرصنة الإلكترونية لاكتشافها، ومباشرة استعمالها للابتزاز لقاء فدية مالية. الغريب أن هؤلاء القراصنة من مجموعة «شادو برودكاست»، زعموا أنهم استحصلوا على «سر الثغرة» ليس من «مايكروسوفت»، بل من مركز وسائط القرصنة التابع لوكالة الأمن القومى الأمريكى.
من جانبه اتهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بنشر «فيروس الفدية» المسئول عن الهجمات الإلكترونية فى شتى أنحاء العالم. وقال «إن الجن الذى أخرجته أجهزة الأمن الأمريكية من قمقمه قد يسبب الأضرار لصانعيه أنفسهم، ما يستوجب مناقشة هذا الأمر على المستوى السياسى».
ختاما.. يؤكد الكاتب على أن للإرهاب، والقرصنة الإلكترونية المخترقة للأمن المعلوماتى، والمخدرات، أخطارا شديدة محدقة بالجنس البشرى، ومهددة لوجوده وبقائه. ذلك كله يجعل الشعوب مسئولة بل ومطالَبة بأن تهبّ بلا إبطاء، وبلا هوادة، من أجل حمل الأمم المتحدة بكل أعضائها الكبار والصغار، على وضع الأسس اللازمة والرادعة لحماية وكفالة حق البشرية فى الحياة، والبقاء.