«عبعاطى ١».. والنصف الممتلئ من السيخ - حسام السكرى - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:58 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«عبعاطى ١».. والنصف الممتلئ من السيخ

نشر فى : الأحد 21 ديسمبر 2014 - 9:20 ص | آخر تحديث : الأحد 21 ديسمبر 2014 - 12:28 م

«قطعة أرض يمتلكها إبراهيم عبدالعاطى فى منطقة العامرية بالإسكندرية دخل بسببها فى نزاع قضائى مع القوات المسلحة، وأقام دعوى سنة 1990 ضد وزير الدفاع والإنتاج الحربى والقائد العام للقوات المسلحة بصفته، وضد اللواء رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بصفته.. وأعلنهما المدعى بهيئة قضايا الدولة فى الإسكندرية، يطالب بتعويض عن أرض يمتلكها واستخدمت لإنشاء مبنى تابع للقوات المسلحة.. وصدر لصالحه حكم فى الدعوى التى حملت رقم 8729 لسنة 1990 مدنى كلى الإسكندرية، الصادر بجلسة 29 يونيو سنة 1991، بأن يؤدى الجيش للطالب مبلغا وقدره سبعة ملايين وخمسمائة وتسعة آلاف جنيه».

منذ قرأت هذه الفقرة فى تحقيق نشرته صحيفة الوطن عن اللواء فنى معمل عبدالعاطى، تحول إعجابى به إلى افتتان. التحقيق الذى كتبه صحفى لا أعرفه، اسمه سامى عبدالراضى، يحكى قصة رجل عصامى بدأ من الصفر حتى وصل إلى رتبه لواء، دون أن يضطر حتى للانضمام إلى القوات المسلحة، ويتعرض للكثير من جوانب حياة شخصية فذة قال البعض فى مصر إنها تستحق جائزة نوبل.

لا أملك بعد أن مرت تسعة شهور من نشر الموضوع إلا أن أفترض صحة ما ورد فيه، خاصة أن الوطن ليست صحيفة معارضة، ويصعب اتهام رئيس تحريرها مجدى الجلاد بأنه إخوانى، أو كاره لقواتنا المسلحة، أو حتى كاره للكفتة، التى أعلم بشكل شخصى أنه يحبها. البعض يقول إنه لا يرقص عند تشغيل أغنية «بشرة خير»، إلا أننى لا أرى أن هذا الاختبار يصلح وحده للكشف عن الإخوانيين، وينبغى استخدامه مع المجموعة الكاملة للاختبارات، الجارى تصميمها فيما سيعرف لاحقا باسم «كشوف الوطنية».

طبقا لما هو منشور، فإن علاقة عبدالعاطى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة قديمة. لم تكن علاقة سمن وعسل. كانت علاقة نزاعات وقضايا ومحاكم. هذه مسألة تستحق التأمل. تخيل معى مواطنا فى أى دولة عربية، أو حتى غربية، يقاضى جيش دولته الوطنى ويتهمه بالسرقة. ماذا كان سيحدث؟

بالتأكيد كانت الدنيا ستقوم ولا تقعد. ولكن فى حالتنا لم يتعرض للرجل أحد. لم يتهم بالخيانة وانعدام الوطنية. على العكس، حكم القضاء لصالحه، ونال حقه طبقا لما هو منشور. سبعة ملايين ونصف المليون.. وتسعة آلاف جنيه.

خصومته التى وصلت إلى حد التقاضى بصفة شخصية ضد وزير دفاع مصر وقائد جيشها، وضد رئيس الهيئة الهندسية، لم يترتب عليها اضطهاده، أو وضعه فى قائمة سوداء من أى نوع. حصل عبدالعاطى على حقه، بل بعد سنوات معدودة منحته الإدارة التى خاصمها وخاصم رئيسها، ورئيس رئيسها فى المحاكم، رتبة عليا، يقضى كثيرون عمرهم للاقتراب منها، ولا ينالونها.

بلا شك إنجاز ديمقراطى يضع وساما للديمقراطية على صدر مصر، وصدر عبدالعاطى الذى كشف لنا عن أجمل ما فينا وهو احترامنا للإنسان.. المبدع.

فى تقديرى هذا أهم إنجازات سيادة اللواء، ولذا أطلب إطلاق اسمه على أول سفينة فضاء مصرية تنطلق من محطة فضاء بولاق الدكرور (تحت الإنشاء)، وليكن اسمها «عبعاطى ١». أما المشككون فأدعو الله أن يهديهم.

وحتى يصدر الإعلان الموعود بعد أيام عن النتائج المبهرة لجهاز علاج الإيدز وفيروس سى، أتمنى أن ننظر جميعا، إلى النصف الممتلئ من السيخ.

 

روابط تم الإشارة إليها..

شهادة من جامعة الإسكندرية: «عبدالعاطى» فنى معمل وممتاز فى إصلاح الأجهزة العلمية الدقيقة

التعليقات