أيام شبابى - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:11 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيام شبابى

نشر فى : الجمعة 23 أبريل 2021 - 8:35 م | آخر تحديث : الجمعة 23 أبريل 2021 - 8:35 م
كم أحب الأفلام القديمة التى قام فيها محمود المليجى بدور الرجل الطيب وخاصة الأفلام التى يكون هو فيها البطل، أما فريد شوقى فهو شرير الفيلم، باعتبار أن الدنيا تغيرت بالاثنين معا فصار المليجى هو الشرير الذى ينال الضربات الشديدة من رجل الخير الذى يجسده فريد شوقى، من أبرز هذه الأفلام «الايمان» إخراج أحمد بدرخان و«أيام شبابى» إخراج جمال مدكور.
محمود المليجى هنا رجل طيب فعلا، مملوء بالمشاعر الفياضة التى يسكبها لمن حوله، يتفانى فى مواقفه النبيلة خاصه أنه الرجل التائب عن ذنب لا يغتفر، فهو هنا عباس الشاب المستهتر الذى باع ميراث أبيه بسبب موائد الأقمار، وهذا النوع من الرجال لديهم علاقات نسائية عابرة تصحبها المشاكل وربما ميلاد أطفال لا يتم الاعتراف بهم، فقد رفض الزواج من الفتاة المتحررة سميحة التى ماتت بعد أن ولدت الابن مجهول الأب، و تمر السنوات بعباس ويقرر التوبة بعد أن صار مفلسا، ويعمل فى وظيفة متواضعة لدى أحد أصدقاء أبيه، ويصبح مقاولا ناجحا ويبدأ فى البحث عن حبيبته القديمة ويعلم بوفاتها، وان ابنه أحمد صار شابا يمارس الاعمال المنافية للقانون، فهو يعمل مع زميله فريد شوقى لدى كاترين المرأة الثرية التى تقوم بتزييف النقود وبيعها بالسوق عن طريق رجالها، ويتفق الصديقان على سرقة مجوهرات كاترين، إلا أن أحمد يتم القبض عليه بتهمة قتل المرأة وهو برىء، هذا الموقف الحاسم فى حياة الشاب يجعل الأب فى حالة ندم، فهو يرى أن الحياة تتكرر مع ابنه الذى صار ضد القانون، ويسعى بكل ما لديه لإنقاذ ابنه من حبل المشنقة بمساعدة المغنية ابتسام والملحن سيكا لإثبات أن القاتل هو فريد شوقى وفى النهاية يعترف الأب لابنه بحقيقته.
هذا واحد من ٢٣ فيلما جمع بين شادية وكمال الشناوى وفى الكثير من هذه الأفلام كان محمود المليجى هو الأب الطيب مثلما حدث فى فيلم «لواحظ» إخراج حسن الإمام، ومن المهم مشاهدة محمود المليجى وهو فى ثوب الشاب الذى يتوب عن جرائم ارتكبها، وفيلم اليوم من الأعمال الأولى التى جمعت الثلاثة معا فى فترة كان المليجى يميل إلى عمل أدوار الخير مثل فيلم «سجى الليل» و«كل بيت له راجل»
و«عقبال البكارى»، إلا أن المخرجين سرعان ما أزاحوا الممثل عن هذه الأدوار، ربما لأن أدوار الشر كانت تنتظر المليجى بشغف شديد ليكون من أبرز أعلامها،
ويكشف هذا الفيلم مدى المرونة التى يتسم بها أداء الممثل فى حياته، فهو قد يبدو نمطيا حين يعمل أمام فريد شوقى فى أدوار الشر مثلما حدث فى «أبو حديد»
و«حميدو» و«بطل للنهاية» وأفلام أخرى كثيرة استغرقت سنوات من عمر السينما فى مصر، لدرجة أن الاثنين ظلا يعملان معا حتى منتصف السبعينيات فى أدوار القط والفأر، ويمكن أن نعتبر أن المليجى رغم موهبته الفزة إلا أنه كان يقبل كافة الأدوار المعروضة عليه دون مفارقة حتى وإن كان هو المنتج، ولكن فى أفلامه الأخرى التى أنتجها كان حريصا أن يكون رجلا طيبا كما فعل فى فيلم «ألو أنا القطة» الذى يعتبر أسوأ أفلامه على الاطلاق.
«أيام شبابى» فيلم بسيط تستمتع فيه بأداء كل نجومه ومنهم أحمد علام وتحية كاريوكا وعبدالعزيز أحمد، وهو واحد من الأفلام القليلة التى أخرجها جمال مدكور.
التعليقات