«أبوتريكه.. أبوترييكة.. أبوتريييييكة» قالها الشيخ المعمم فى حماس فى الميكروفون الذى تردد صداه فى السرادق المقام لإحدى المناسبات الدينية فى إحدى القرى..
وانطلق يحكى للجالسين كيف جعل من النجم الأهلاوى محور أكثر من خطبة من خطبه الدينية ليحمس الشباب ويدعوهم للتشبه بالنجم الخلوق.. «ما بيخرجش من بيته غير لما يقبل قدم والدته» قالها فى ثقة واحد عايش معاهم كل يوم.. إيش عرفك يا سيدنا؟.. ما علينا فلنعتبرها من باب المبالغة اللى هتفيد لتأكيد فكرة احترام الوالدين ومش هتضر..» يترك الجميع فى احتفالاتهم وصخبهم ويجلس فى ركن ليصلى ويتعبد».. والله جايز برضه.. مش بعيد.. أنا فاكره يوم ماجابوا (نانسى) تغنى للمنتخب كان الوحيد اللى اختفى من أرض الملعب بينما التف حولها بقية اللاعبين وعلى وشوشهم ملامح السعادة اللى بتفكرك بسعادة الأيتام فى رحلة (دريم لاند) بتاع أول أبريل.. «ماكانش معاه تمن الكوتشى.. دلوقتى بقه صاحب ملايين».. فيها سنة نفسنه دى لكن برضه مش وحش، تشجيع للشباب.. «ما كانش قادر يشترى كورة كان بيلعب بكورة شراب.. شراب.. شراب أبوتريكة.. شراب أبوترييييكة ــ البركة ــ ونعم الشراب»... أهى ونعم الشراب دى بقه بدأت تنرفزنى.. «إنه يقوم الليل.. يصلى والناس نيام».. طب دى إيش عرفك بيها بأاااه؟..
كده فاضل دقيقة ويقول (رضى الله عنه أو عليه الصلاة والسلام).. الشيخ صاحب الخطبة بالطبع أهلاوى يمارس عادة المصريين المفضلة.. نطلع باللى بنحبه لسابع سما ونقربه من مصاف الملائكة والأنبياء وننزل بالباقين سابع أرض.. الشيخ الأهلاوى ــ بعيدا عن مبالغاته الزائدة عن الحد ــ له بعض الحق فى اختيار موضوع خطبته، فبالتأكيد (أبوتريكة) شخص يستحق الاحترام وأن نقدمه كقدوة للشباب والإنترنت يمتلئ بفيديوهات ومقالات وأعمدة تحمل المعنى ذاته لكنها لا تعد نقطة فى بحر الفيديوهات والمقالات والأعمدة التى تتحدث عن أخطاء وفساد وأحيانا غباء الكثيرين.. كلنا مثل الشيخ الأهلاوى نبحث عن بارقة أمل.. قصة إيجابية لشخص إيجابى تحسسنا إن الدنيا لسه بخير ولكل مجتهد نصيب..إن لسه فيه ناس بتتقى ربنا وبتشتغل بذمة وبتخلص فبالتالى بتحظى بإعجاب وحب وتكريم الآخرين.. أكيد إنت زيى نفسك تفتح إيميلك يوم تلاقى حد باعتلك مقال (تكريم طبيب شاب يعالج الفقراء بالمجان).. تفتح اليوتيوب تلاقى فيديو (منح وسام لسائق تاكسى وجد مبلغ من المال وأعاده لصاحبه).. تفتح الفيس بوك تلاقى جروب (ياللا بينا نبارك للمدرس اللى عاش عمره يساعد تلاميذه على رفع درجاتهم بلا مقابل على تكريمه من رئيس الجمهورية).. والمهندس اللى صمم مبنى جميلا ورجل المطافى اللى أنقذ عيلة من الموت..تفتح التليفزيون تلاقيه مليان ببرامج بتعرض حالات إيجابيه لناس تستحق الاحترام بدل برامج الفضايح اللى بتكشفلك إن الفنانة الفلانية خانت جميع أزواجها والمحامى الفلانى ما بيردش على خصومه غير بالجزمه.. ليه مافيش قدام كل صفحة حوادث صفحة تكريمات؟.. وقدام كل برنامج فضائح دقيقة واحدة حتى من برنامج يعرض حالة إيجابية لشخص يستحق الاحترام؟..
مش بس لاعب كرة ولا مطرب ولا فنان.. ناس كتير عادية زيى وزيك كل يوم بيعملوا حاجات تستحق التقدير والتكريم. ليه ماحدش بيدور عليهم ويكرمهم ويخللى الباقين يحاولوا يقتدوا بيهم ويقلدوهم؟.. وقتها هيلاقى فضيلة الشيخ الأهلاوى ومشايخ آخرون وآباء وأمهات ومدرسون ومدرسات أشخاص يقدروا يقدموهم لأولادهم وتلاميذهم ليقتدوا بهم ويتبعوا خطاهم على الأقل وقتها سيجدون كلاما أكثر واقعية واتزانا ولن يتطرق الحديث إلى بركة شراب أبوتريكة ولا بركة فانلة حازم إمام.