ترى هل تم إنتاج فيلم «ياقوت» الذى قام نجيب الريحانى ببطولته عام 1934 لتدعيم الفكرة التى قام عليها فيلم «أولاد الذوات» الذى ناقش فكرة زواج المصريين من نساء غربيات، والتأكيد على أن هذا النوع من الزواج مكتوب له الفشل مهما كانت المرأة الأجنبية تحب زوجها؟
الفيلم من إخراج إيميلى روز بيه، وهو مخرج فرنسى ليست لدينا المزيد من المعلومات عنه فى فترة جاء الكثير من الأوروبيين للعمل فى الجانب التقنى للأفلام كالتصوير، والمونتاج، والفيلم بطولة الممثلة الفرنسية إيمى بريفان، والممثل أدمون تويما الذى أدى هنا أطول أدواره السينمائية على الإطلاق، وكان من طاقم التمثيل بديع خيرى المؤلف الذى شارك الريحانى فى كتابة السيناريو، وهو يدور فى المناطق الشعبية المصرية لكن المرأة الفرنسية هنا هى آنسة ثرية لم يسبق لها الزواج، تبدو جادة فى سلوكها سواء قبل الزواج أو بعده، وسوف نلاحظ أن الرجل المصرى هو الذى لم يتحمل هذا النوع من الحياة الرغدة التى وفرتها له زوجته، فتحول إلى السيد زوج المرأة دفعه الملل إلى الشكوى من خروج الزوجة مع مجموعة الأصدقاء، ولم يحتمل الصدمة الحضارية فعاد إلى مصر ومعه سكرتيره.
موضوع مارجريت فهمى الفرنسية التى أطلقت الرصاص على زوجها الشرقى كان قد مر عليه عند إنتاج الفيلم عشر سنوات، وكان صداه فى أذهان الناس، ولن أتكلم عن تفاصيل الحدوتة فهو موجود على اليوتيوب، لكننا أمام امرأة صدقت قارئة الودع أنها سوف تتزوج شخصا أجنبيا بالنسبة لها، وأعطتها صفاته، وكان ياقوت أفندى فى تلك الفترة يعانى من مشاكل التحصيل فى وظيفته، وكانت المرأة هى المقصودة بالتحصيل وعندما قابلته طلبته للزواج، وسافر معها إلى باريس، لكنه لم يحتمل الجنة فتركها، وعاد إلى أرض مصر.
بكل بساطة فإن الناس سوف تتفهم المنطق الذى يردده الرجل الذى لم يسع للتوظيف فى فرنسا، ولم يفكر فى العمل رغم أن النسخة المتاحة للمشاهدة ناقصة وتعطى انطباعا مختلفا تماما لما نقدمه، فالفيلم يؤكد أن الزوجة الفرنسية رودى لم توافق أن يتركها زوجها المصرى، ورغم بعض المتاعب العائلية فإنها لحقت به فى القاهرة، بينما ياقوت لم يستطع الاندماج، لكنه الحنين الأبله، والفيلم الناقص كما هو موجود على اليوتيوب، كما نرى يؤكد مقولة الشاعر الألمانى جوته أن الشرق شرق، والغرب غرب ولن يلتقيا، يعنى هذا أن نسخة الفيلم التى كانت ضائعة وتم العثور عليها وترميمها، وعرضها فى إحدى دورات المهرجان القومى ليست كاملة، وأننا يجب العودة إلى الموسوعات الفيلمية للتعرف على القصة الكاملة للفيلم.
يجب الاعتراف أن نجيب الريحانى السينمائى كان من الحالات النادرة المبكرة الذى يجيد أداء المزيج بين الأدوار الكوميدية، والجادة بالإتقان نفسه.