رسالة مفتوحة لمحافظ سوهاج ‎ - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 3:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رسالة مفتوحة لمحافظ سوهاج ‎

نشر فى : الجمعة 26 يوليه 2024 - 7:50 م | آخر تحديث : الجمعة 26 يوليه 2024 - 7:50 م

بعد أقل من أسبوع من واقعة تعنيف السيد اللواء محافظ ‎سوهاج لفظيًا للطبيبة فى استقبال مستشفى المراغة المركزى الأسبوع الماضى، ‎شهدت سوهاج أيضا واقعة يجب أن نتوقف عندها، فقد عمد أهل ‎مصاب إلى طعن طبيب جراحة عامة مقيم فى مستشفى سوهاج التعليمى، أسفل ظهره من قِبل مرافقين لأحد المصابين، وذلك أثناء أداء عمله. ‎حتى الآن لم تتضح تفاصيل الواقعة الكاملة من كل جوانبها لكنها بلا شك ‎تذكرنا بحوادث مماثلة فى التاريخ القريب واجهها ‎الأطباء: حوادث اعتداءات متكررة على الأطباء ‎والأسباب كلها تدور فى دائرة سوء الفهم من أقارب ‎مريض كانوا يتوقعون أن الطبيب فى المستشفى ‎العام يملك قدرات سحرية قادرة على شفاء ‎مريضهم بغض النظر عن وجود مستلزمات أو إمكانيات تضمن له سرعة وكفاءة بالأداء.

‎هناك العديد من الأمثلة سجلتها ذاكرة الوطن تشبه ‎واقعة سوهاج وتشير بوضوح إلى أن هناك ودًا ‎مفقودًا بين المريض ومرافقيه من جهة والطبيب أو المؤسسة الخدمية التى يعمل بها من جهة أخرى.

‎المريض الذى يعتدى مرافقوه على الطبيب فى ‎مكان عمله إنما يتصيدون السبب للاعتداء على ‎الطبيب والذى غالبا ما يكون لا ذنب له فيه. وإذا ما ‎راجعنا وقائع تلك الحوادث لجأ أغلبها نتيجة نقص ‎فى المستلزمات التى يحتاجها الطبيب، فإذا ما تأملنا ‎الصورة بواقعية لاكتشفنا أن هناك عوامل أخرى ‎تصب الزيت على مستصغر الشرر. ‎تساهم الصور ‎الملونة التى يحرص على نشرها بعض السادة المسئولين ‎رفيعى المستوى فى جولاتهم ‎الميدانية وزياراتهم المفاجئة السابقة الإعداد ‎والتجهيز فى تهيئة بعض المواطنين للعداوة ‎الطبيعية بينه وبين أطباء المستشفيات العامة الذين ‎يتلقون دائما الجزاءات من أصحاب المهمة أثناء زياراتهم المفاجئة للمؤسسات الخدمية.

 ‎وفى مكالمة مشتركة بين نقيب الأطباء أ.د أسامة ‎عبدالحى وأ.د أحمد فوزى نقيب أطباء سوهاج ‎وكنت فيها الطرف الثالث شرح د. أحمد فوزى ‎وقائع الحادثة التى جرت فى استقبال مستشفى ‎سوهاج التعليمى التابع للهيئة العامة للمستشفيات ‎والمعاهد التعليمية. ‎استقبل الطبيب المصاب الذى ‎حضر برفقة مجموعة من أهله، وكان يعانى من ‎جرح قطعى استلزم خياطته جراحيا. طلب الطبيب ‎من المرافقين إخلاء المكان حتى يمكنه إجراء ‎الجراحة تحت شروط صحية سليمة فرفض شقيق ‎المصاب وأصر على البقاء، تصاعد الأمر بينما بدأ ‎الجراح فى معاجلة المريض وسجلت الكاميرات كل ‎الوقائع حتى انتهاء الجراح من خياطة الجرح حينها ‎لم يمهله الشقيق المترصد لحظات فطعنه بآلة حادة فى منطقة أسفل الظهر.

 ‎حدث هذا رغم أن المستشفى به نقطة للبوليس وله ‎جهاز أمن خاص بالمستشفى يتكفل المستشفى بمرتبات أفراده.

 ‎الطبيب المصاب يرقد حاليا فى المستشفى حيث ‎أسعفه زملاءه إلى جانب المصاب الذى أسعفه بنفسه ‎فهل لنا أن نسأل إلى أى منهما تنحاز عزيزى ‎القارئ وتتعاطف؟ ‎

أسأل السؤال وأنا أعرف أنه لا محل له من ‎الإعراب: المصاب الأول مواطن مصرى له حق ‎الرعاية والعلاج، أما المصاب الثانى فهو زميل مهنتى ‎الذى أدى واجبه على الوجه الأكمل وبدلاً من تلقى ‎الشكر من أهل المصاب الأول.. تلقى طعنة سكين ‎فى مكان عمله لمجرد أنه طالب الأهل بإخلاء ‎المكان حتى ينتهى من إسعاف مصابهم.

 ‎كان من الممكن أن يتطور الأمر لما هو أبعد من ‎ذلك، فمعظم النار من مستصغر الشرر. حتى لا ‎نستبعد أن يتكرر الأمر فى صور أخرى ربما كانت ‎كارثية. أتمنى لو جاءت الإجابة من السيد اللواء ‎محافظ سوهاج وكيف يرى الأمر؟ وما هى دوافع الهجوم والاعتداء على الأطباء ‎من وجهة نظره ومعرفته بملابسات الحادث وعلمه ‎بآليات العمل فى المستشفيات وكيف سيمكنه إن شاء ‎الله معالجة تداعيات الحادث الأخير؟ وما هى الإجراءات ‎التى سيتخذها للقضاء على تلك الظاهرة؟ وما هو ‎نوع الدعم الذى ستقدمه المحافظة لمستشفيات الدولة ‎فى سوهاج حتى يقصدها المواطن مطمئنا إلى أنه ‎سيحصل على حقه من العلاج على أيدى إخوة له ‎من أطباء مصر أصحاب الرسالة؟ ‎سيادة اللواء محافظ سوهاج.. اعتذارك عن تعنيف الطبيبة مقبول ومقدر ونحن فى انتظار الأهم.

التعليقات