لفت نظرى فيما طالعت من أخبار التدخين والمدخنين الأسبوع الماضى، خبران، الأول عن نتائج دراسة حديثة أجريت فى استراليا أظهرت أن الأطفال الذين كان اباؤهم يدخنون وقت أن حملت بهم أمهاتهم ترتفع لديهم نسبة احتمالات الإصابة بسرطان الدم الليمفاوى الحاد Acute tymphatic Leukaemig 15٪ عن الأطفال لآباء غير مدخنين.
تعزو الدراسة تلك النسبة المرتفعة لاحتمالات الإصابة بسرطان الدم لتلف يحيق بحيوانات الأب المنوية «ما تحتويه من حمض نووى» من أثر التبغ. من المعروف أن الحيوانات المنوية تخصب بويضة الأم فينتج جنين يعانى بعد الولادة من احتمالات الإصابة بسرطان الدم.
سرطان الدم أحد السرطانات الشائعة لدى الأطفال وإن كان نادرا، إذ تصل نسبة الإصابة من 3 ــ 5 أطفال بين كل مائة ألف. الدراسة اجريت على ثلاثمائة طفل يعانون من المرض وأسرهم. قورنت النتائج بما تم رصده من نتائج دراسة اجريت على ثمانمائة من أطفال اصحاء وأسرهم فجاءت لتؤكد أن تدخين الأم لم يكن له أثر على طفلها، بينما كان الأثر نتيجة لتدخين الأب الذى يتجاوز عشرين سيجارة يوميا فادحا، فقد ارتفعت النسبة إلى 44٪.
الواقع أن تلك الدراسة هى الأولى التى تؤكد العلاقة الوثيقة بين التدخين والضرر الذى لا يقف عند حدود المدخن بل يتجاوزه إلى إصابة طفلك بالسرطان بصورة غير مباشرة.
أما الخبر الثانى فيأتى من فرنسا، حيث أعلنت سيدة فرنسية أنها بصدد رفع دعوى قضائية عاجلة أمام المحكمة ضد شركة أمريكية لصناعة الدخان تتهمها بتدمير حياتها.
السيدة هنريت بينيه ضمنت دعوتها براهين تؤكد أن تدخين زوجها الشره حوله إلى مريض يحتاج رعاية كاملة على مدار النهار والليل انهكتها ودمرت استقرارها وحولت حياتها إلى جحيم.
رغم أن السيدة هنريت قد تجاوزت الخامسة والسبعين من عمرها إلا أن إحساسها بانقضاء عمرها فى رعاية زوجها الذى تدهورت أحواله نتيجة إصراره على التدخين أصابها بنوبة من الغضب العارم دفعتها لمحاولة الانتقام من السيجارة وصانعيها ومدخنيها.
رغم كل القوانين الصارمة التى يسنها العالم المتحضر لمحاصرة التدخين والمدخنين مازالت بلادنا تعانى من تزايد عدد المدخنين وآثار التدخين المدمرة.
وحتى تكتمل الصورة، أذكر أن السيد محافظ الإسكندرية منذ عام مضى وفى احتفال مهيب أعلن أن الإسكندرية مدينة بلا تدخين.
عزيزى المدخن: ماذا تنتظر حتى تتوقف تماما عن إيذاء نفسك بعد أن عرفت أنك أيضا تورث الأذى لطفلك.