الأوضاع فى «مجموعة شرق إفريقيا» ليست على ما يرام - قضايا إفريقية - بوابة الشروق
الأحد 29 سبتمبر 2024 12:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأوضاع فى «مجموعة شرق إفريقيا» ليست على ما يرام

نشر فى : الخميس 27 يونيو 2024 - 6:45 م | آخر تحديث : الخميس 27 يونيو 2024 - 7:37 م

فى 7 يونيو الجارى، عقدت مجموعة شرق إفريقيا قمتها الاستثنائية الثالثة والعشرين لرؤساء الدول الأعضاء. ومجموعة شرق إفريقيا هى منظمة إقليمية تجمع بين دول شرق إفريقيا وهى تنزانيا وأوغندا وكينيا، ودول وسط إفريقيا مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندى وجنوب السودان، وأخيرا دولة الصومال الواقعة فى القرن الإفريقى. كما هو واضح من تشكيل المنظمة، سنجدها تتكون من دول متباينة، وفى نفس الوقت هشة للغاية مثل الصومال، بجانب دول لم تعرف السلام منذ ولادتها مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندى وجنوب السودان، وتضم كذلك دولا هادئة ومنغلقة على نفسها مثل تنزانيا، وديكتاتوريات مثل أوغندا.

وبناءً عليه، تواجه المجموعة تحديات، وإحدى هذه التحديات تتعلق بواحدة من أحدث المنضمين إليها، وهى جمهورية الكونغو الديمقراطية، التى لم تحضر القمة المنعقدة يوم 7 يونيو الجارى، والتى كانت قمة مهمة جدا. لماذا؟ كان من المقرر أن تقوم القمة بتعيين الأمينة العامة الجديدة للمنظمة، فيرونيكا موينى ندوفا، من كينيا. لم تحضر كينشاسا (عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية) القمة ولم تكلف نفسها عناء الاعتذار، مما يدل على أنها غير سعيدة بانضمامها إلى مجموعة شرق إفريقيا وربما ترغب فى الانسحاب منها!.

لكن هذه ليست المشكلة الوحيدة التى تواجه مجموعة شرق إفريقيا. إذ يبدو أن روتو، رئيس كينيا، قد تخلى عن الخطاب الإفريقى قبل انتخابه وحتى بعد الانتخابات. ناهينا عن الوضع الاقتصادى للمنطقة، فالديون وعجز الميزانيات تغرق المنطقة. ويبدو أنها تعتمد جميعها على المساعدات الخارجية، التى لا تؤدى إلا إلى توسيع وتشجيع التدخل الأجنبى فى شئونها، وبالتالى حرمان المنطقة من بناء التنمية الداخلية. يمكن القول إن جميع بلدان مجموعة شرق إفريقيا تقريبا غارقة فى أزمات أمنية داخلية لا تهدد أمنها الفردى فحسب، بل تهدد أمن جميع البلدان المجاورة. كما تشوب المنطقة فوارق لا تشمل اللغة فحسب، بل أيضًا الثقافات والأديان والاحتياجات الاجتماعية، بل والطموحات السياسية.

بعض الدول الأعضاء فى مجموعة شرق إفريقيا هى أيضًا أعضاء فى منظمات إقليمية إفريقية أخرى، والتى لا تتوافق تمامًا مع احتياجات مجموعة شرق إفريقيا. دول مثل بوروندى ورواندا والكونغو الديمقراطية أعضاء فى المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا (ECCAS)، فى حين أن تنزانيا عضو أيضًا فى مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية SADC. الصومال وجنوب السودان وأوغندا وكينيا والصومال هى أيضًا أعضاء فى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD). الصومال أيضا، آخر عضو ينضم إلى مجموعة شرق إفريقيا، هى أيضًا عضو فى جامعة الدول العربية، وتختلف أهدافها بشكل كبير عن أهداف مجموعة شرق إفريقيا. لذا نتساءل هل ستتخلى الصومال عن الجامعة العربية أم مجموعة شرق إفريقيا؟ فى المستقبل، سيتعين على الصومال أن يتخذ قرارا لأن المنظمتين تختلفان بشكل كبير فى الثقافة والتوقعات والطموحات.

• • •

تثير بعض الدول الأعضاء فى مجموعة شرق إفريقيا المشاكل فى الدول الأعضاء الأخرى. رواندا وأوغندا وبوروندى متورطة جميعًا فى الاضطرابات المدنية واستغلال المعادن وتهريبها فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما يسلط الضوء على سبب عدم ارتياح جمهورية الكونغو الديمقراطية مع المنظمة. كينيا وأوغندا منخرطتان أيضا فى الصومال من أجل حفظ السلام، ولكن فى الواقع لأسباب شائنة أخرى بما فى ذلك إبقاء الصومال غير متوازن، وغير مستقر، وهش. ناهينا عن أطماع كينيا فى مياه الصومال ومناطقه الجنوبية. إن مجموعة شرق إفريقيا، باعتبارها مجموعة متباينة من البلدان، ليس لديها دولة رائدة أو مهيمنة أو قائدة سواء من حيث الجيش والأمن، أو الاقتصاد أو حتى زعيم بارز. لذا يمكن توقع مصير المنظمة. ومن المرجح أن تكون جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال أول الدول التى تغادر المجموعة. يبدو أن المجموعة أخطأت فى التوسع والاستمرار فى التوسع على مر السنين والجمع بين البلدان التى لا تشترك إلا فى القليل جدًا مثل الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية اللتين تتباعدان عن بعضهما البعض مثل قارتين.

• • •

باختصار، على الرغم من وجود آمال فى أن تنتظم دول مجموعة شرق إفريقيا فى اتحاد فيدرالى على المدى الطويل، إلا أن كل شىء ليس على ما يرام داخل المنظمة، فالأمور الأمنية والجماعات الإرهابية وعدم النضج السياسى للعديد من ساسة دولها تزيد من هشاشة المنطقة. صحيح لديهم أفكار عن المنطقة وآليات إدارتها إلا أنها قليلة، مما يجعلها منظمة نخبوية.

سليمان والحاد

موقع Eurasia Review

ترجمة: ياسمين عبداللطيف

النص الأصلى: https://bit.ly/3RIaipc

التعليقات