سيادة الرئيس محمد مرسى
أعترف لكم ــ بداية ــ أننى كنت من مقاطعى انتخابات الإعادة الرئاسية، بعد أن أعطيت صوتى فى الجولة الأولى للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وكنت أرى أنكما ــ أنتم والفريق شفيق ــ وجهان لعملة واحدة، الأولى تؤسس لديكتاتورية دينية، ستعطى مفاتيح الاقتصاد القومى لمليونيرات الإخوان، والثانية ستعيد الديكتاتورية العسكرية فى أبشع صورها.
ومع أننى لم أر منكم حتى الآن ما يجعلنى ــ أن أغير وجهة نظرى، إلا أن قراركم بإقالة المشير طنطاوى والفريق عنان، جعلنى أتوجه لكم بهذه الرسالة خاصة بعد اتخاذكم عدة قرارات مهمة، منها إقراركم بكفالة حق التظاهر لمعارضيكم، ثم وعودكم التى قرأتها بين سطور عدة تصريحات لكم، برغبتكم فى استخدام سلطاتكم الرئاسية للتوصل لدستور يعبر عن جموع المصريين، وقبل ذلك كله تراجعكم عن قراركم بعودة مجلس الشعب المنحل، وتوقفكم عن خوض معركة مع المحكمة الدستورية.
ورغم تأييدى لهذه القرارات، إلا أن هناك ثلاث قضايا رئيسية أرى أنكم تجاهلتموها حتى الآن، أولها ما يتعلق بإقالة المشير طنطاوى والفريق، والتى صورت للرأى العام وكأنها إنهاء لحكم العسكر، مع أن الحاصل فعلا أن رحيل الرءوس الكبيرة من الجيش، لم يستتبعه تفكيك المؤسسات الاقتصادية التابعة للجيش والتى يتردد ــ أنها تمثل حوالى 40% من الاقتصاد القومى، ولا أحد فى مؤسسات الدولة بما فيها مؤسسة الرئاسة نفسها له القدرة على مراقبتها، أو معرفة كيفية إدارتها.
أما ثانى هذه القضايا، فهى أن تصريحاتكم بأنك «رئيس لكل المصريين» ستظل محل شكوك معارضيكم، بل ومحل استهجانهم، حتى تتخذون قرارا ثوريا بالكشف عن الأسرار المالية لتنظيم الإخوان المسلمين، وإخضاعها لسلطة الدولة، خاصة بعد ان انتهى عصر العمل السرى للجماعة.
أما ثالث هذه القضايا، فتتعلق بقدرتكم على استرداد المليارات المنهوبة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، مع سرعة محاكمته على إفساد الحياة السياسية على مدى ثلاثين عاما سوداء..
سيادة الرئيس.. أنتم الآن فى مفترق طرق، فإما أن تختاروا الانحياز لروح ثورة 25 يناير التى كادت أن تختنق، وتستعيدون الحقوق المسلوبة لملايين المصريين، وإلا فإننا جميعا سنكون على موعد مع فوضى عارمة ستكون ــ بالقطع ــ بلون الدم.. والسلام ختام.