كفاية.. وأخواتها - محمد عصمت - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:02 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كفاية.. وأخواتها

نشر فى : الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 10:06 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 10:06 ص

 خلال السنوات القليلة الماضية، أثبتت حركة كفاية وأخواتها أن الكيانات النقابية والسياسية التقليدية لم تعد قادرة على التعبير عن احتياجات الأجيال الجديدة، ولا عن الرغبات الشعبية المكبوتة فى تغيير نظامنا السياسى ليصبح أكثر حرية بعد أن وقعت هذه الكيانات التقليدية أسيرة السلطة وأجهزة الأمن..

كفاية وأخواتها نجحت فى رفع سقف مطالب المعارضة الى مستويات لم يكن يتوقعها أحد، حيث طالبت فى معظم أدبياتها بتغيير سلمى لنظامنا السياسى والدستورى، وإعادة توزيع الثروة الوطنية بشكل يحقق العدالة الاجتماعية المفقودة، فى نفس الوقت الذى رفعت فيه شعارات جريئة تهاجم سياسات الرئيس وولده جمال بشكل لم يكن معهودا من قبل..

وكان الملاحظ فى هذه الحركات الاحتجاجية هو تخليها عن الخطاب اليسارى التقليدى الذى يربط أى تغيير جذرى بسيطرة الطبقة العاملة على الحكم، بل إن هذه الحركات فتحت أبوابها أمام الإخوان المسلمين، فى تعبير واضح عن توجهها الليبرالى، فى نفس الوقت الذى راهنت فيه على تعبئة الشباب فى مواقف سياسية جزئية ترتبط بهموم هؤلاء الشباب الذين فقدوا الأمل فى المستقبل مع السقوط المروع للطبقة الوسطى بعد أن تم الزواج الرسمى بين السلطة والثروة، وتحولت مصر إلى ما يشبه الشركة الكبيرة التى تدار السياسة فيها بمنطق الربح والخسارة.. لم يعد التعليم أو العلاج مجانيا.. ولم يعد لدور مصر الإقليمى أهمية.. وحتى الثقافة أصبحت سلعة ولا أهمية للدور التنويرى للكتاب أو للسينما أو المسرح فالمهم هو الأرباح التى تحققها.. وهو مناخ يسلب من فئات عديدة من الطبقة الوسطى كل الحقوق التى منحتها لها الحقبة الناصرية، فى الوقت نفسه الذى ضربت فيه الدولة كل المؤسسات الحزبية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، لإبعادها عن الشارع وتحجيم حركتها لتصبح الأحزاب مجرد ديكور يتم استدعاؤه فى المواسم الانتخابية، فى أكبر عملية تأميم للسياسة فى مصر تزامنت مع أكبر عملية انفتاح اقتصادى رأسمالى تشهد بلادنا..

كفاية وأخواتها تتعرض الآن لموجة عداء عنيفة من أجهزة الدولة البوليسية والصحفية والفكرية، لتفريغها من محتواها الاجتماعى ولإعادة تأميم السياسة من جديد بعد الثورة التى أحدثها لقاؤها البرادعى فى الحياة السياسة حاليا.. والمؤكد أن كفاية إذا لم تقدم نفسها فى مؤسسى أكثر نضوجا فسوف تخسر معركتها قبل أن تخوضها مع هذه الأجهزة!

محمد عصمت كاتب صحفي